ربط الدولار بالنفط (البترودولار)

ولادة البترودولار (أي ربط قيمة النفط بالدولار) بدأت مع انتهاء ربط الدولار بالذهب!

نهاية ربط الدولار بالذهب جاءت على لسان الرئيس الأمريكي نيكسون، وعُرف القرار في ذلك الوقت بمثابة صدمة لنيكسون.

صدمة نيكسون:

بدأت القصة مع قيام الحكومة الأمريكية بتخفيض مستوى الذهب مقابل الدولار. ويقول المطلعون على الأمر والباحثون في هذا الصدد إن المستوى في البداية كان يعادل 40%، ثم انخفض إلى 25%، ثم بدأ في الانخفاض أكثر بسبب أعباء حرب فيتنام وشراسة الفيتكونغ. الذين كتبوا بدمائهم أهم الأمثلة. الصمود والدفاع والهجوم في القرن العشرين

كما أن أعباء الحروب بالوكالة التي لعبت فيها إسرائيل دوراً محورياً كلفت الولايات المتحدة تكاليف باهظة.

وكذلك الإنفاق على التسليح المستمر الذي لا يتوقف ولو لحظة واحدة، والتجارب المتواصلة، ومعادلة توازن الرعب في التسلح بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي.

كل هذا دفع الرئيس الأميركي «نيكسون» إلى إصدار مرسوم رئاسي بتعليق تنفيذ معاهدة «بريتون وودز». قرار نيكسون كان في العام 1971. صدر قرار نيكسون بعد أن طلب الرئيس الفرنسي “شارلي ديغول” استبدال ما تملكه فرنسا من دولار أمريكي بقيمته ذهباً. بناء على نصيحة وزير الاقتصاد الفرنسي. رفض نيكسون.

البترودولار:

لقد حدثت فجوة عالمية في عالم المال من عام 1971 إلى عام 1976 حتى تم الاتفاق على معاهدة البترودولار.

مصطلح “البترودولار” أو ما يطلق عليه أحياناً الذهب الأسود، هو مصطلح يعني ربط الدولار بالنفط. وما يسعدنا كعرب هو أن من اخترع هذا المصطلح هو الأستاذ والاقتصادي المصري إبراهيم عويس.

ونود أن نقدم لكم لمحة عامة عن هذه الثروة الفكرية الاقتصادية:

  • هو إبراهيم عويس، مصري المولد والنشأة. وقدم بحثاً وهو طالب دراسات عليا ذكر فيه أنه لا ينبغي تراكم الزخم الإنتاجي والصناعي في القاهرة والإسكندرية لأن ذلك سيكون له عواقب وخيمة على الازدحام والكثافة السكانية التي ستحدث في هاتين المدينتين.
  • وقد رفع ذلك التقرير إلى عدة مراكز صنع القرار حتى وصل إلى الرئيس جمال عبد الناصر. وقال عبد الناصر كلمته الشهيرة: “الولد ده هيعلمنا نعمل إيه ولا إيه؟” ففسر ذلك على أنه قد يتعرض الأستاذ المحترم عويس للاعتقال، فنصحه بعض المقربين من مراكز القرار بإكمال دراساته العليا في الولايات المتحدة.
  • وبالفعل ذهب إلى أمريكا، وكانت رحلة كفاح بالنسبة له، إذ كان يعاني في البداية من محدودية الدخل والدراسة الشاقة، لكنه فعلا قبل التحدي وتمكن من الحصول على الدكتوراه من إحدى الجامعات المرموقة هناك.
  • ثم تخرج حتى أصبح أستاذاً للاقتصاد في جامعة جورج واشنطن إحدى أهم الجامعات العالمية. وعلينا أن نعود إلى أن رئيس الولايات المتحدة الأسبق بيل كلينتون كان أحد طلابه، وعندما زار الرئيس بيل كلينتون الجامعة خلال فترة الازدهار الاقتصادي الأمريكي قال: “كل الرخاء الذي ترونه في الجامعة والولايات المتحدة ترجع إلى تعاليم الدكتور إبراهيم عويس”.
  • وعرض عليه الرئيس السادات منصب وزير الاقتصاد، لكنه رفض بسبب صلاته العائلية. ثم عُرض عليه منصب سفير مصر الاقتصادي لدى الولايات المتحدة، فقبله.

خيوط المؤامرة أو ما يسميه البعض مكر عائلة روكفلر (كما ذكرنا في المقال السابق أن عائلة روتشيلد تسيطر على الذهب). ويسيطر آل روكفلر على عالم النفط من شركات التنقيب والتوزيع وغيرها:

قدم الرئيس نيكسون طلبًا رسميًا إلى الملك فيصل ملك المملكة العربية السعودية، يطلب فيه بيع النفط بالدولار. ثم أدرك الملك ضعف أمريكا وقوة سلاح النفط الذي يمتلكه، فرفض، وفي حرب أكتوبر المجيدة أوقف إمداد الغرب بالنفط.

كانت هناك رؤية لدى المؤسسة العسكرية الأمريكية لاحتلال السعودية عسكريا وتصدير النفط بنفسها بالدولار.

ولكن جاءت الفكرة الأشد خبثاً، وهي اغتيال الملك فيصل، حيث استشهد رحمه الله في 25 مارس 1975.

ثم، في عام 1976، بدأت منظمة أوبك بالتصدير بالدولار الأمريكي… وهو ما يعرف بمعاهدة البترودولار بين الولايات المتحدة وأوبك بعد أن تم فرض (أو الاتفاق عليها) مع المملكة العربية السعودية، وهي أكبر مصدر للنفط في العالم. العالم.

ونتيجة لذلك، أصبح الدولار العملة الأكثر طلبا على مستوى العالم. وأصبحت قيمة الدولار مرتبطة بالطلب على الوقود وقيمته.

معلومات متعلقة بالبترودولار قد تفاجئك! :

ومن أهم أسباب إزاحة صدام حسين (الرئيس العراقي) ومهاجمته أنه قرر تصدير النفط باليورو متجاوزا أمريكا.

ومن أهم أسباب الإطاحة بالقذافي (الرئيس الليبي) فيما يسمى بالربيع العربي هو رغبته في تصدير النفط بالدينار الذهبي.

يقال أن 1% من الناس يمتلكون 8% من ثروات العالم، وهم عائلة روتشيلد وروكفلر.

شاهد أيضاً..

-الجزء الأول من مقالة البترودولار