الرقابة على الإنترنت

يمكن تعريف الرقابة على الإنترنت بأنها عملية تقييد ما يمكن للجمهور الوصول إليه ونشره عبر الإنترنت. يأتي هذا التقييد من الدولة وحكومتها التي يخضع لها المستخدم ويقيم في أراضيها.

وتشير المعلومات إلى وجود اختلاف كبير في درجات الرقابة المفروضة على شبكة الإنترنت بين دولة وأخرى حول العالم.

غالباً ما تطبق الدول الديمقراطية أحكاماً تنظيمية معتدلة نسبياً.

وتلجأ دول أخرى إلى تطبيق أعلى وأشد مستويات الرقابة على الإنترنت داخل حدودها.

أسباب الرقابة على الإنترنت

وتتنوع أسباب الرقابة على الإنترنت، بدءاً من أهداف حماية المستخدمين من مشاهدة الإعلانات والأخبار المزيفة،

كما أنها وسيلة فعالة للحد من انتشار الفحش والمضايقات ومنع انتهاكات حقوق النشر.

كما تهدف بعض الدول من خلال الرقابة إلى تقييد الحريات والسيطرة على المستخدمين.

10 دول تفرض رقابة مشددة على الإنترنت

ونستعرض هنا أهم 10 دول تفرض رقابة على الإنترنت ومستخدميه.

1- كوريا الشمالية

وتتصدر كوريا الشمالية قائمة الدول التي تمارس أعلى مستويات الرقابة على الإنترنت حول العالم.

فهو يقيد المحتوى بجميع أشكاله، سواء كان ذلك في التلفزيون أو الراديو أو حتى الأنشطة المدرسية. يشار إلى أن الإنترنت العادي غير متوفر في كوريا الشمالية. حيث أن الوصول إلى الإنترنت يكون فقط عبر الهاتف الأرضي (Dial up).

ولجأت الدولة إلى إنشاء مواقع بديلة لمختلف مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك على سبيل المثال، كما تراقبها بشكل جيد.

2- إريتريا

وتشمل الرقابة جميع أنواع وسائل الإعلام، والإنترنت، والإعلانات، وما إلى ذلك.

ولا تتردد الدولة في حظر أي موقع إلكتروني، كما فعلت مع مئات المواقع، والجدير بالذكر أن موقع يوتيوب محظور هناك أيضًا.

3- إيران

يخضع المحتوى الرقمي في إيران لرقابة صارمة للغاية، حيث منعت الحكومة الإيرانية بانتظام تداول المواد المناهضة للحكومة وكل ما يضر بأمن الدولة وقيادتها، وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي.

وتشير المعلومات إلى أن نصف القائمة (المواقع الـ 500 الأكثر شعبية في العالم) محظورة في إيران ولا يمكن الوصول إليها.

بالإضافة إلى ما سبق؛ اتبعت إيران أساليب متعددة للرقابة على الإنترنت لضمان عدم استخدام الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN) وشبكات الوكيل. يعد الوصول إلى المواقع المحجوبة باستخدام عنوان IP مستعار بمثابة محاكاة ساخرة.

ومما يزيد الأمور تعقيدا أن هناك أيضا قيودا على سرعة الإنترنت، فهي لا تتجاوز نصف السرعة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تقدر بـ 128 كيلوبت في الثانية.

4- سوريا

ترك الربيع العربي السوري أثراً عميقاً على مسألة الرقابة على الإنترنت في عام 2011.

ولجأ النظام إلى تشديد الرقابة بغرض قمع الحركات المناهضة للحكم، وجاء ذلك بالتزامن مع انتشار المزيد من وسائل التواصل الاجتماعي المناهضة للحكم.

وجاءت هذه السياسات للتحكم في الوصول إلى مواقع محددة، وتحديدا تلك المرتبطة بالسياسة وحقوق الإنسان، كما منعت الوصول إلى المواقع التي تبث العداء للحكومة.

5- الصومال

ولا تتجاوز نسبة الأشخاص الذين لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت في الصومال 2% من إجمالي سكان الصومال، ويتركزون في شمال البلاد.

تعتبر هذه المنطقة هادئة مقارنة ببقية أنحاء البلاد، لكن المعلومات تشير أيضًا إلى أن الاتصال بالإنترنت متناثر وبطيء إلى حد ما، كما أن الرقابة على الإنترنت صارمة للغاية في المنطقة. وقد يتصاعد الأمر إلى حد إغلاق المواقع وقطع الخدمة في أي وقت.

6- كوبا

وقد حذت كوبا حذو الدول الأخرى في فرض سياسات الرقابة على الإنترنت، حيث اعتمدت العديد من الأساليب والأساليب للحد من وصول المستخدمين إلى مواقع محددة.

كما أنها دولة تفتقر إلى البنية التحتية التي تفتح الأفق أمام المستخدمين للوصول إلى الإنترنت، وتشير المعلومات إلى أن الترشيح الذي اتبعته كوبا على الإنترنت وحجب المواقع جعلها تحمل عنوان عدو الإنترنت، بحسب مراسلين عام 2006م.

ومع حلول عام 2007، لجأت الحكومة الكوبية إلى الحد من سياسات الرقابة على الإنترنت. ومنحت مواطنيها الإذن بامتلاك أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والاتصال بالإنترنت. يُشار إلى أنه لا يمكن الاتصال بالإنترنت في كوبا إلا من خلال الهواتف المحمولة فقط، وتحديدًا في المناطق الحضرية.

7- إثيوبيا

وتعتبر إثيوبيا من الدول التي تعاني من تدني حرية استخدام الإنترنت، حيث تلجأ الحكومة الإثيوبية إلى فرض العديد من الإجراءات لوقف الاحتجاجات التي شهدتها مرارا وتكرارا، خاصة بعد انتشار الإنترنت.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2015، لجأت جموع كبيرة من الطلاب إلى تنظيم تظاهرات في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بعد أن تم تنظيمها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي عام 2016، اضطرت الحكومة إلى إعلان حالة الطوارئ بسبب دعوات ومظاهرات حاشدة مماثلة، ورافق ذلك زيادة كبيرة في الرقابة على الإنترنت.

8- فيتنام

لقد اتبعت فيتنام المنهج الذي اتبعته الصين حرفياً في تطبيق أسس الرقابة على الإنترنت واستخدامها كسلاح سياسي تقني. ويأتي ذلك وفقًا لرغبة النظام الشيوعي في منع المواطنين من الوصول إلى المحتوى المناهض للحكومة والمناهض للشيوعية، لذلك أصبح الأمر سياسيًا أكثر منه أخلاقيًا.

بالإضافة إلى ما سبق؛ وضعت فيتنام قيودًا على أولئك الذين يسعون إلى أن يصبحوا مدونين ورائدين في وسائل التواصل الاجتماعي.

9- المملكة العربية السعودية

تعتبر المملكة العربية السعودية من أكثر دول العالم التي تمارس الرقابة على الإنترنت في أراضيها، حيث تتمتع بنظام فعال للغاية.

وتلجأ الحكومة إلى حظر المواد غير الأخلاقية والمخالفة للآداب العامة، كما تمنع الوصول إلى المحتوى السياسي المناهض للعائلة المالكة وتداوله، مع فرض العديد من القيود على استخدام العديد من المواقع الأجنبية الأخرى.

كما يمنع الوصول إلى مواقع القمار الدولية.

10- الصين

الصين لا تمتلك سور الصين العظيم فحسب؛ بل هي أيضًا صاحبة “جدار الحماية العظيم” للمحتوى الرقمي كوسيلة للرقابة على الإنترنت.

ومن الجدير بالذكر أنه بفضل “جدار الحماية العظيم”، تمكنت الصين من تنظيم الوصول إلى مختلف مواقع الشبكات الاجتماعية العالمية. بدءًا من فيسبوك وتويتر ومنتجات جوجل ويوتيوب وغيرها.

واجهت أساليب الرقابة على الإنترنت احتجاجات كثيرة في البداية، إلا أن الأمر أفاد بشكل كبير في تعزيز وتطوير الاقتصاد الداخلي، حيث زادت حركة التجارة في الشركات المحلية ونمت بشكل كبير، وجاء ذلك على هامش تجميد النشاط الأجنبي ووقفه. الفعالية في إعطاء الفرصة للنشاط. الصينية.

مصدر:

شاهد أيضاً..