قصة إسماعيل -عليه السلام- للأطفال
قصة إسماعيل عليه السلام بدأت برغبة ودعاء من سيدنا إبراهيم عليه السلام وهذا ما سنبدأ به قصتنا…
دعاء إبراهيم -عليه السلام- للولد الصالح
جلس إبراهيم عليه السلام ينظر إلى هذا الكون الفسيح، ويرى الطيور والأشجار والزهور، ويفكر في أسرته وزوجته التي لم تنجب، وهو وحيد، يريد أن يقف بجانبه في دعوته إلى الله.
كان إبراهيم -عليه السلام- يتمنى أن يكون له ولد، إذ رأى الآباء مع أولادهم، وثارت فيه مشاعر الأبوة، فبدأ يدعو الله -عز وجل- أن يرزقه ولدا صالحا، من يكون يحمل معه دعوة الله.
مولد إسماعيل -عليه السلام-
وعاش إبراهيم -عليه السلام- بعيدًا عن أهله، الذي رفض الإيمان بالله -عز وجل- مع زوجته سارة والجارية هاجر، ولم تنجب سارة.
وفكرت سارة كيف تسعد زوجها وتنجب له طفلاً، ورأت في جاريتها هاجر فتاة صالحة، فعرضت على إبراهيم أن يتزوج هاجر، ليرزقه الله بولد.
تزوج إبراهيم من هاجر، وأنجبت ابنه إسماعيل -عليه السلام- وعاش إبراهيم وسارة وهاجر والطفل إسماعيل في سعادة ورضا.
هجرة إسماعيل ووالديه إلى مكة
أمر الله تعالى إبراهيم عليه السلام أن يسافر مع هاجر وإسماعيل إلى مكة، وهو مكان ليس فيه زرع ولا ماء.
وخرج إبراهيم مع زوجته وولده الوحيد حتى وصلوا مكة.
فقالت هاجر: لمن تتركنا هاهنا يا إبراهيم؟ إنه مكان لا يوجد فيه أحد!
لكن إبراهيم ظل صامتا.
فقالت له: أهو أمر من الله؟
قال: نعم.
قالت: إذن لن يضيعنا الله.
معاناة هاجر وإسماعيل وفرج الله عنهما
وجدت هاجر نفسها مع ابنها الرضيع في مكان صحراوي، ولم يترك لهم إبراهيم عليه السلام سوى بعض التمر في الكيس وبعض الماء.
فلجأت إلى الله عز وجل أن يحفظها وطفلها من كل سوء، ولم تمر إلا أيام قليلة حتى نفد الماء وقليل من التمر.
بدأ إسماعيل بالبكاء. أراد أن يرضع وأمه لا تأكل ولا تشرب فكيف ترضعه..!؟
وتحركت مشاعر الأمومة في نفس هاجر، فبحثت عن ماء أو طعام، أو تجد من يساعدها. فصرخ إسماعيل من الجوع الشديد، فقامت سريعاً واتجهت نحو جبل الصفا وصعدته، فلم تجد أحداً، فركضت سريعاً ونزلت، واتجهت نحو جبل المروة، فصعدته ولكن لم تجد أحدا. أي شخص،
فركضت بين الصفا والمروة سبع مرات فلم تجد شيئا. وهذا ما يعرف في الحج بالجري بين الصفا والمروة.
وبعد جهد ومشقة كثيرة، عادت هاجر إلى ابنها، فوجدته يصرخ ويبكي من شدة الجوع، ولم تجد شيئًا ولم تستطع أن تفعل شيئًا لابنها.
وبينما كانت تتوجه إلى الله بالدعاء رأت إسماعيل يصرخ ويحرك قدميه ويضرب بهما الأرض.
ثم أنشأ الله تعالى في هذا المكان عين الماء التي عرفت فيما بعد ببئر زمزم.
فشربت هاجر، وبدأ يظهر فيها اللبن، فأرضعت ابنها إسماعيل.
طفولة إسماعيل عليه السلام وشبابه
لاحظت بعض القبائل التي كانت تمر بالتجارة وجود طائر على بعد مسافة منهم، وعلموا أن وجود الطيور يعني وجود الماء، فتوجهوا إلى المكان..
ووجدوا هاجر وابنها، وطلبوا منها أن تسكن في هذه المنطقة. ووافقت على أن يكون لها الحق في نبع الماء ولا تمنعهم منه.
عاش إسماعيل مع قبيلة جرهوم العربية، ونشأ في صحرائهم، وتعلم منهم اللغة العربية. بدأ إسماعيل بتعلم ركوب الخيل والفروسية والتدريب على الفنون القتالية والأسلحة كما كان الحال مع العرب في ذلك الوقت.
وكان إبراهيم عليه السلام يزور ابنه بين الحين والآخر.
رؤيا إبراهيم وهو يذبح إسماعيل -عليه السلام-
ولما بلغ إسماعيل سن الشباب كان إبراهيم -عليه السلام- يرى رؤيا متكررة في منامه. فيرى إبراهيم أنه يذبح ابنه فتضطرب نفسه. فعلم أنها رؤيا من الله، ومجرد الرؤية كانت كافية لتنفيذ أمر الله، فكان نبيا.
ولكن كيف يخبر ابنه بهذا؟!
فهل يفاجئه فيقتله؟
لقد فكر إبراهيم كثيرًا في هذا الأمر، ثم اختار أن يضم ابنه معه في اختبار الله.
ذهب إبراهيم إلى إسماعيل -عليه السلام- وأخبره أنه رأى في المنام أنه يذبحه، وأعطاه وقتاً للتفكير في الأمر. فقبل إسماعيل أمر الله عز وجل ووافق على أن يذبحه والده، ووعده أن يكون من الصابرين.
ثم جاء الشيطان يوسوس لإبراهيم كيف يذبح ابنه؟
رماه إبراهيم بالحجارة، فأتى إسماعيل، فرجمه بالحجارة أيضًا.
فجاء إلى هاجر فسمس لها فرجمه. وهذا ما يعرف في الحج بالرمي.
تنفيذ رؤية الذبح
أخذ إبراهيم إسماعيل إلى مكان بعيد، حاملاً سكيناً ليذبح ابنه الذي طال انتظاره، لكنه لم ينجب أطفالاً. وعندما ولد كان ابتلاء الله له أن يذبح ابنه الذي جاءه في شيخوخة.
فلما استلقى إسماعيل على ظهره قال لأبيه إبراهيم -عليه السلام-: يا أبت اجعلني على وجهي، حتى لا تأخذك رحمة الأبوة وتعصي أمر الله.
فلما نكس إسماعيل وجهه، وكاد إبراهيم أن يذبح، دعت الملائكة الله عز وجل أن يخفف عن إبراهيم وإسماعيل، فأنزل الله تعالى بكبش أملح من المساء ليذبحه فدية إسماعيل، ومن هنا جاءت سنة النحر في عيد الأضحى.
حياة إسماعيل عليه السلام وزوجاته
وبعد ذلك عاش إسماعيل في جزيرة العرب، وكان مطيعاً لله تعالى.
تزوج إسماعيل من أحد أفراد القبيلة العربية التي كانت تعيش معه، وكان إبراهيم عليه السلام يزوره بين الحين والآخر. فجاء يوماً إلى منزله فلم يجده، فطرق الباب فخرجت زوجته. فسألها عنه وعن حاله، فاشتكت إليه حالهم، وأنهم يعيشون ضائقة، فقال لها: إذا جاء إسماعيل فأقرئي سلامي، وقولي له: أباك يأمرك. لتغيير العتبة. بابك.
فلما رجع إسماعيل أخبرته زوجته بما حدث، فقال: هذا أبي، وقد أمرني بطلاقك، فارجع إلى أهلك. وذلك لأنها لم تصبر على حال زوجها.
تزوج إسماعيل امرأة صالحة، ومرت الأيام، وجاء إبراهيم -عليه السلام- يزور ابنه فلم يجده، بل وجد زوجته رحبت به، فقال: كيف حالكما؟ قالت: أنا بخير – والحمد لله – لأنني أعيش في سعادة وراحة مع زوجي.
وقبل أن ينصرف إبراهيم قال لها: أقرئي إسماعيل السلام، وقولي له: إن أباك يأمرك أن تثبتي عتبة بابك. فلما رجع أخبرته بما حدث فقال لها: أبي يأمرني أن أحفظك وأن تبقى معي.
إقرأ أيضاً:
بناء الكعبة المشرفة
وفي أحد الأيام جاء إبراهيم -عليه السلام- إلى ابنه إسماعيل، فقال له: إن الله تعالى أمرني بأمر، فقال إسماعيل: فنفذ أمر الله يا أبت.
فقال له إبراهيم عليه السلام: هل تعينني عليه؟
فأجاب إسماعيل عليه السلام: نعم.
فقال إبراهيم: كان هنا بيت بناه آدم -عليه السلام- ولكنه اختفى، فأمرني الله عز وجل أن أعيد بناء البيت من جديد.
وكان إسماعيل يجمع الحجارة ويساعد أباه إبراهيم حتى بناء الكعبة. وقد دعا إبراهيم وإسماعيل الله عز وجل أن يتقبل منهما هذا العمل، وأن يرزقهما عبادته الحق.
وأمر إبراهيم ابنه إسماعيل -عليه السلام- أن يأتيه بحجر خاص، ليكون بداية الطواف حول الكعبة المشرفة. فذهب إسماعيل يبحث عن حجر، فلما عاد بالحجر وجد أن أباه قد وضع حجرا أسود، فسأله إسماعيل: من جاءك به؟
فأخبره أن جبريل نزل من السماء بالحجر الأسود.
وكانت الكعبة المشرفة رمزاً لتوحيد الله عز وجل، وقد نادى إبراهيم الناس فأخبره الله به. فيأتون إلى الكعبة المشرفة، وعاش إسماعيل حياته في طاعة الله، يأمر أهله بالصلاة، وإيتاء الزكاة، وعبادة الله، حتى توفاه الله.
شاهد أيضاً..