العفو والتسامح
إن العفو والتسامح من الصفات النبيلة التي حث عليها الإسلام. فالتسامح هو مصدر المحبة والنقاء والوصول إلى طريق السعادة وتحقيق التكافل والوحدة والسلام بين أفراد المجتمع. بالإضافة إلى أنها من أهم أساسيات طهارة القلب وصفاءه. ولذلك يصبح الإنسان المتسامح من أفضل الناس عند الله تعالى، ويتمتع بمكانة. خاصة أنها من الفضائل والأخلاق التي يحث عليها الدين الإسلامي، وخلال هذا المقال سنستعرض معكم بالتفصيل كل ما يتعلق بجودة التسامح بين الناس ضمن الشريعة الإسلامية.
مفهوم التسامح في الإسلام
التسامح من أهم الصفات التي تعزز مكانة الإنسان بينه وبين المجتمع. التسامح يعني عدم الرد على الإساءة بالإساءة وكبت الغضب والقدرة على مسامحة الآخرين الذين تسببوا في معاناة الشعور بالأذى النفسي أو الجسدي.
وقد وردت هذه الصفة النبيلة في كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، فهي من أبرز القيم الإنسانية والأخلاقية التي ترضي الله عز وجل، وقد أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم. للمسلمين، وطلب منهم أن يتبعوه في حياتهم حتى يعم السلام والتسامح في المجتمع، ويصبح… نفوسهم خالية من مشاعر الحقد والكراهية.
إقرأ أيضاً:
شروط العفو والتسامح بين الناس في الإسلام
العزة والكرامة من أساسيات التسامح الذي حث عليه الإسلام. والتسامح لا يعني أبدا الذل والإهانة، لأنه يحفظ حقوق المسلمين ولا يسمح بضياع كرامتهم. ولذلك إذا سامح الإنسان من آذاه، واستمر في إيذائه والإساءة إليه، فالواجب الابتعاد عن هذا الشخص لأنه غير ملزم بتحمله. والدليل على ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول: «إن شر الناس عند الله يوم القيامة من تركه». ويخشى الناس شره))[8].
– إقرار الحق والمطالبة بمعاقبة من يسيء إلى صديقه إذا استمر في الإساءة إليه. الإصلاح واجب والتسامح نصيحه. وهذا يعني أن الإنسان لا يحب أن يترك نفسه عرضة للإساءة والإهانة طوال الوقت تحت اسم التسامح والعفو، لأن العفو هنا لا يؤدي إلى الإصلاح، بل إلى الإهانة والإهانة. إن الدين الإسلامي دين العزة والكرامة، وقد أكد رسولنا الكريم ذلك من خلال هذا الحديث الشريف الذي يقول: ((لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه)). قالوا: وكيف يذل نفسه؟ قال: ((يتعرض لبلاء لا يستطيع احتماله))[5].
صور التسامح بين الصحابة في الإسلام
هناك مجموعة من المواقف المتعلقة بالتسامح والعفو والعفو صدرت عن الصحابة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، تدل على كرم أخلاقهم وطهارة نفوسهم، منها:
- وعفى أبو بكر الصديق عن مسطح بن أثاثة الذي تكلم عليه في حادثة الإفك، وقرر أبو بكر تأييده بعد أن اتخذ قرار قطع الدعم عنه.
- عدالة زينب لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما.
- الإنصاف للسيدة عائشة رضي الله عنها، عن حسان بن ثابت.
- لقد أنصف سعد بن أبي وقاص سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما شتم أحدهم وأهان عليا، فرد عليه سعد ودافع عن علي ونادى على من شتمه.
إقرأ أيضاً:
أهمية التسامح في الإسلام
إن لصفة التسامح النبيلة أهمية كبيرة في الإسلام، ولذلك حثنا الدين الإسلامي على التحلي بها، وسيترتب على ذلك العديد من الأخلاق والقيم الحميدة، ومنها العفو والرحمة والوفاء والمودة. وفيما يلي سنذكر لكم أهمية التسامح في الإسلام:
- غرس المحبة والألفة في نفوس المسلمين والتخلص من مشاعر الانتقام والكراهية والعداء.
- اهتمام الإنسان بإعمار وبناء المجتمع والعمل على تقدمه وتطويره.
- علاج العديد من المشاكل المنتشرة في المجتمع والتي تنشأ بين أفراده بسبب الخلافات والخلافات.
- نيل المنزلة الرفيعة عند الله تعالى، ونيل درجة المجد يوم القيامة.
- زيادة قوة شخصية الفرد نتيجة قدرته على التحكم في نفسه وغضبه، وقدرته على العفو والغفران.
- وينشغل الفرد بحياته وطموحاته ومستقبله، وتصبح شخصيته أكثر إيجابية.
- يتخلص الفرد من الأفكار السلبية والأشياء غير المرغوب فيها التي تشغله عن تحقيق أهدافه وطموحاته الرئيسية.
- تحسين نفسية الفرد لأنه تمكن من كسب حب وتقدير الآخرين.
- زيادة المحبة والرحمة والسلام في قلوب المسلمين.
- إن انتشار الأخوة والتقوى بين أفراد المجتمع من أبرز فوائد التسامح.
- النقاء والرقي في المجتمع وزيادة التكافل بين أفراده.
- ظهور العدل والمساواة في التعامل مع الناس.
- وجود التعاون والتأييد والوحدة في الأمة الإسلامية.
- تعزيز العلاقات الإنسانية والأخلاقية داخل المجتمع.
- خلق حالة من المحبة والألفة والتسامح والعفو بين الآخرين.
- اكتساب عزة النفس، وطهارة النفس، وطمأنينة القلب.
- خلق مجتمع راقي خالي من مشاعر الكراهية والحقد والضغينة.
إقرأ أيضاً:
وإلى هنا ينتهي مقالنا الذي تناولنا فيه مفهوم التسامح وأهميته في الإسلام، وفوائده التي تعود على الفرد والمجتمع. نأمل أن تكون مقالتنا قد نالت إعجابك واستفدت منها. تابعوا معنا المزيد في مقالنا القادم، وشكراً لمتابعتكم.
شاهد أيضاً..