الرضا الوظيفي

اكتسب الرضا الوظيفي مكانة بارزة بين اهتمامات الباحثين في علوم الإدارة وعلم الاجتماع وعلم النفس، إذ تمكنت الدراسات التي أجريت من التأكيد على أهمية الرضا الوظيفي ودوره في تحسين مستوى الأداء في العمل في المنظمة. وقبل الخوض في قلب الموضوع. ومن الضروري التعرف على مفهوم الرضا الوظيفي أولا. وهو قبول الموظف وتمتعه بالجوانب والجوانب السائدة في عمله وهيمنتها على تلك الأشياء التي لا يريدها. كما يمكن تعريفها بأنها انعكاس ملموس لدرجة التطابق بين العوائد المتوقعة والمتحققة فعلياً للفرد. ونظراً لأهميته سنتعرف في هذا المقال على الرضا الوظيفي ودوره في تحسين مستوى الأداء في العمل. وتأثيره كذلك.

– دور الرضا الوظيفي في تحسين مستوى الأداء في العمل

يرتبط الرضا الوظيفي بعلاقة وثيقة مع مشاعر الموظف الخاصة والتي تتأثر بشكل مباشر بالعوامل البيئية الداخلية والخارجية التي تدور حوله. ويمكن القول أن أداء الموظف هو النتيجة المباشرة لمدى تحقيق الرضا الوظيفي من عدمه. ولا بد من الاعتراف بأن الرضا الوظيفي ودوره في تحسين مستوى الأداء في العمل هو أمر كبير جداً ويتضمن ما يلي:

  • فإذا كان أداء العامل مرتفعاً فإن الرضا سيكون مرتفعاً نتيجة تحقيق الشعور بالتوازن والتفوق بين العوائد المتوقعة والحقيقية، وهذا هو أفضل الأحوال.
  • إذا كان أداء العامل مرتفعاً ومستوى الرضا الوظيفي منخفضاً؛ لا يزال العامل يشعر بالأمل لدى مديريه بأن يكافئوه لاحقاً، وإذا لم يحصل على التقدير لاحقاً فإن أداءه سيتراجع مستقبلاً.
  • إذا كان أداء العامل منخفضاً ورضاه مرتفعاً؛ العامل يحاول مجاملة الإدارة.
  • إذا كان أداء العامل ورضاه منخفضين، فإن ذلك ينتج عن مشاعر الإحباط والإهمال من الإدارة.

– أثر الرضا الوظيفي في تحسين مستوى الأداء في العمل

وفيما يلي تحليل منطقي لمدى تأثير الرضا الوظيفي على تحسين مستوى الأداء في العمل والعلاقة بينهما بشكل واضح:

1. الرضا الوظيفي يساهم في رفع مستوى أداء الموظف والعكس صحيح

ويعتبر عامل الرضا في هذه الفرضية متغيراً مستقلاً نسبياً، حيث يمكن أن يختلف مستوى أداء الموظف حسب مستوى رضاه؛ والتفسير المباشر لذلك هو أن العامل الذي يكون راضيا عن عمله سيصبح أكثر حماسا واستعدادا للقيام بالمهام الموكلة إليه، وسيظهر من ذلك أيضا الانتماء الوظيفي والولاء. يرتفع مستوى الإنتاج بشكل تلقائي، ومن هنا تظهر فكرة الرضا الوظيفي ودوره في تحسين مستوى الأداء في العمل.

2. زيادة أداء العامل تساهم في زيادة مستوى رضاه عن العمل والعكس صحيح

قد يرتبك البعض حول كيفية الرضا الوظيفي ودوره في تحسين مستوى الأداء في العمل بشكل مباشر. ومع ذلك، فإن العلاقة بين الأداء والرضا محددة بوضوح لأنها بالضرورة مباشرة. كلما زاد الرضا، زاد الإنتاج. ولكن هنا في هذا البند يساهم ارتفاع أداء العامل في تحقيق رضاه من خلال العوائد والحوافز المادية والمعنوية التي يكتسبها والتي تعني له الكثير مع زيادة إنتاجه. وبذلك يتحقق الرضا الوظيفي.

3. التأثر بالثقافة التنظيمية

تلعب الثقافة التنظيمية السائدة دوراً كبيراً في مسألة الرضا الوظيفي. وكلما توافرت لهذه الثقافة مناخ تنظيمي مناسب، ومرنة، ولها عوامل ترفع معنويات العاملين وتقضي على الروتين والملل في العمل؛ الرضا الوظيفي سيكون متاحا لا محالة، لكن إذا ساد الملل والروتين والركود والضعف في البيئة، سينتج عدم الرضا الوظيفي واحتمال ترك الموظفين واحدا تلو الآخر بعد فترة من الزمن، وينخفض ​​مستوى الأداء.

– طرق قياس الرضا الوظيفي ومؤشراته

نظراً لمدى تأثير الرضا الوظيفي ودوره في تحسين مستوى الأداء في العمل بشكل كبير؛ كان لا بد من تطوير أساليب متخصصة لقياس الرضا الوظيفي وهي:

  • كيفية تحليل جوانب الرضا الوظيفي: ويتم ذلك من خلال مراقبة وتحليل سلوك الموظفين تجاه العمل، وما إذا كانوا يؤدون واجباتهم على أكمل وجه ولا يتغيبون كثيراً. وهذا يعطي انطباعا عما إذا كان الموظف لديه الرضا الوظيفي أم لا.
  • طريقة هيرزبرج (طريقة القصة): تعتمد على مبدأ المقابلات الشخصية مع عينات من الموظفين، ويتم سؤالهم عن الأوقات التي يشعرون فيها بعدم الرضا أثناء العمل، مما يعطي مؤشرا على مستوى الرضا الوظيفي للموظفين.
  • طريقة المسح: تعتمد هذه الطريقة على مبدأ المسح من خلال نماذج المسح التي يقوم الموظفون بملئها، ومن خلال تحليل إجابات الموظفين يمكن قياس مستوى رضاهم الوظيفي.
  • طريقة المقابلة: تعتمد على إجراء المقابلات مع جميع الموظفين وسؤالهم بشكل مباشر عن مدى رضاهم الوظيفي أم لا.
  • أسلوب الملاحظة: يعتمد على الملاحظة المباشرة لأداء الموظفين ورضاهم الوظيفي، وهذا الأسلوب مناسب للشركات الصغيرة.

شاهد أيضاً..