المخدرات
تعتبر الأدوية بأنواعها من النعم التي أنعم الله بها علينا، ويجتهد العلماء في تصنيع بعضها، لمساعدة الأطباء في علاج الكثير من الأمراض، وكذلك لتخفيف آلام الكثير من المرضى، لكن المشكلة ظهرت من المجرمين. الذين حولوا هذه النعمة إلى نقمة من خلال سوء استخدامهم لهذه المواد. المخدر كما استخدموه لغير المرضى لأهداف شهوانية مختلفة، بكميات كبيرة ولفترات طويلة، حتى تحول مع الزمن إلى إدمانات مرضية غير قابلة للشفاء أثرت على صحتهم. العقلية والنفسية والعصبية، وبكافة مكونات أجسادهم المختلفة، مما يسبب ضرراً بالغاً للمدمنين أنفسهم، ولأسرهم، ولمجتمعهم، وللإنسانية جمعاء.
تنقسم جميع أنواع الأدوية المختلفة إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
- الأول: المخدرات الطبيعية، وهي نباتات ذات أوراق مشبعة بالمادة المخدرة بطبيعتها، دون أي تصنيع، مثل نبات القنب الهندي، والخشخاش (الأفيون)، والقات، والكوكا.
- والثاني: المخدرات المصنعة من نباتات مخدرة طبيعية مختلفة، مثل المورفين والهيروين والأفيون والكوكايين.
- والثالث يشمل المخدرات الاصطناعية، والتي نحصل عليها من خلال التفاعلات الكيميائية من مواد ليست من النباتات الطبيعية، وتأتي على شكل أدوية، مثل أدوية الهلوسة، والأدوية المنشطة (الأمفيتامين)، والأدوية المهدئة (الباربوترات).
وسنتعرف هنا على عواقب المخدرات على الأسرة والمجتمع.
طرق تعاطي المخدرات
ويعني مصطلح تعاطي المخدرات أن الفرد يلجأ إلى استخدام أحد أنواع المواد المخدرة بطريقة غير مناسبة، وتعاطيها بكميات كبيرة، ولفترات طويلة، دون إشراف أو رقابة طبية. تتنوع طرق تعاطي المخدرات بعدة طرق، منها:
- عن طريق التدخين، مثل الحشيش.
- عن طريق الحقن الوريدي، مثل الأفيون.
- عن طريق الاستنشاق عن طريق الأنف، مثل الهيروين والكوكايين.
- عن طريق تناول بعض أنواع الأقراص عن طريق الفم، مثل الأمفيتامينات والباربيتورات.
مراحل تعاطي المخدرات
-
مرحلة التجربة:
تعتبر هذه المرحلة هي الخطوة الأولى للوقوع في فخ تعاطي المخدرات، وتأتي خطورتها من كونها تأتي من الأشخاص الأقرب للشاب، ومن بينهم أصدقائه وزملائه، حيث تبدأ بالفضول والتجربة، أو كسر الروتين، ومحاولة الهروب من الملل، أو الاعتقاد الخاطئ بأنه يقوي القدرات الجنسية، وقد يستخدمه البعض كنوع من المسكنات دون استشارة الطبيب، ولأسباب أخرى تختلف من حالة إلى أخرى، ويتناوله عند تناوله. أولا بكميات صغيرة، و فترات زمنية متقطعة، والاعتقاد السائد في البداية هو أن الأمور تحت السيطرة والسيطرة، وفي البداية قد يعطي النتائج الإيجابية المؤقتة التي يأملها الشاب، فيبدأ بالتعود عليها شيئاً فشيئاً.
-
مرحلة بداية التعلق:
وتأتي هذه المرحلة في الخطوة الثانية حيث يضطر المدمن إلى رفع الجرعة وزيادتها تدريجياً، للحصول على نفس النتائج التي كان يحصل عليها بكميات أقل. وقد يبدأ بتجربة أنواع أخرى فيتعود عليها، فيقع في فخ الإدمان على المخدرات. ومع الوقت تزداد كمية الجرعات وتتقارب الفترات الزمنية. ثم تبدأ هذه المخدرات بالسيطرة عليه، فيخضع لها، ويشعر بأنه متعلق بها، ولكنه يعتقد متوهماً أنه قادر على إيقافها إذا أراد ذلك، والتعلق على المستوى النفسي كبير، وبداية التعلق العضوي الذي يزداد تدريجياً.
-
مرحلة التعلق الكامل (مرحلة الإدمان):
وهذه المرحلة هي الأخطر والأكثر ضرراً على الإطلاق. ويصبح المدمن غير قادر على الاستغناء عن المخدرات، على المستوى النفسي والجسدي. فيصبح أسيراً لهذه الأدوية، ولا يستطيع التوقف عن تناولها، حتى يصل إلى مرحلة يحتاج فيها إلى تناولها في فترات محددة وبكميات متزايدة. وأي تأخير في كمية الجرعة أو وقتها يصاحبه ألم. ألم نفسي شديد وألم جسدي أشد، فيتحول إلى وحش بشري عندما يحين موعد تناول الجرعة. وقد أكد العلماء أن ذلك يحدث تلقائياً نتيجة التغيرات في كيمياء الدماغ، وفي هذه المرحلة يصبح المدمن غير قادر على علاج نفسه بنفسه، الأمر الذي يتطلب تدخل الأشخاص الأقرب إليه للمتابعة مع الطبيب، وفي وفي معظم الحالات يحتاج إلى دخول المستشفى للتعافي.
إقرأ أيضاً:
أضرار المخدرات على الأسرة
آثار المخدرات على الأسرة تظهر أولاً بعد الفرد المدمن نفسه، وبالتالي تكون الأسرة أكثر تأثراً، ومن أهم آثار المخدرات على الأسرة ما يلي:
- التسبب في الأذى المعنوي والجسدي والإزعاج والشقاء لأفراد أسرة المدمن، إذ يصابون بالصدمة من أخلاقه وسلوكه، ويخافون على مستقبله.
- يبتز أفراد عائلتها ويجعلهم يخضعون لمطالبه لتجنب السرقة، مما يؤدي إلى اهتزاز ميزانيتها المالية.
- تفقد الأسرة توازنها، وتضطرب علاقاتها مع المجتمع، وذلك بسبب سمعة المدمن السيئة بين أفراد المجتمع.
- -انعدام الثقة بين المدمن وأفراد أسرته.
- التفكك الأسري، وزيادة احتمالات الطلاق إذا كان أحد الزوجين مدمناً.
- الاعتداء الجسدي، وفي حالات نادرة، الاعتداء الجنسي على أفراد الأسرة؛ ويرجع ذلك إلى غياب السبب.
أضرار المخدرات على المجتمع
ولا يمكن اعتبار تأثير المخدرات مجرد نتائج. بل يمكننا القول أن المخدرات كارثية على المجتمع. وهي:
- وتنتشر البطالة بين الشباب الذين دخلوا طريق الإدمان، لعدم قدرتهم على العمل.
- وتنتشر الجرائم أكثر فأكثر، حيث يفقد المدمن أي وازع أو رادع أخلاقي أو ديني.
- -تزايد حالات السرقة والابتزاز وأحياناً القتل، لأن المدمن يحتاج إلى المال بأي وسيلة لشراء المخدرات.
- وتسجل المزيد من الحوادث المرورية نتيجة فقدان التوازن أثناء القيادة من قبل المدمنين.
- التأثير على السلم المجتمعي لعدم التزام المدمن بقواعد العلاقات العامة.
- إرهاق الدولة اقتصادياً بما تنفقه لأغراض علاج المدمنين.
مكافحة المخدرات
إن مسألة مكافحة المخدرات تحظى بأهمية كبيرة، وتتطلب جهودا كبيرة لضمان نجاحها وتحقيق النتائج المرجوة منها. ومن أهم طرق مكافحة المخدرات ما يلي:
- – إجراء جلسات توعية وإرشاد للأفراد بشكل مستمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
- التشجيع على الإبلاغ عن وجود المدمن لتسريع علاجه.
- توخي الحذر عند تناول الأدوية والعقاقير الطبية، ويفضل عدم تناولها إلا بناء على تعليمات الطبيب.
- – عقد ندوات خاصة في المدارس والجامعات حول خطورة المخدرات.
- مراقبة الأطفال والتواصل معهم والعمل على تربيتهم أخلاقياً ودينياً.
- فرض قوانين صارمة لردع كل من يروج لبيع المخدرات والاتجار بها.
شاهد أيضاً..