أنظمة دعم القرار
تحدثنا في مقال سابق عنها، أنها تطورت بشكل ملحوظ في عصر الثورة التكنولوجية، مما استدعى ضرورة الاعتماد عليها من قبل الإدارة العليا في البيئات التنظيمية المختلفة، ويكمن دورها في المساعدة على اتخاذ القرار الصحيح بسرعة، في بالإضافة إلى دعم أداء المنظمة بشكل عام، وتعتمد أنظمة دعم القرار على الموارد والعناصر المتوفرة في تحقيق المواجهة التنافسية الحديثة بحكم كونها مبنية على نظام معلومات يتمتع بالدقة والدقة. ويجب الإشارة إلى أنه من الخطأ الفادح اعتبار مصطلح نظم دعم القرار مرادفاً لمصطلح نظم المعلومات. سنتناول في هذا المقال مراحل أنظمة دعم القرار ونشأتها ومجالات تطبيقها والكثير من المعلومات المهمة الأخرى.
إقرأ أيضاً:
مراحل نظم دعم القرار
- اكتشاف المشكلة، أي مراقبة وتحديد أي أنشطة أو مشاريع تقع خارج خطة سير العمل في المنشأة، والتحقق من عدم مطابقتها للمعايير القياسية المقررة، ومن ثم مراقبة الهدف الذي سيتم اتخاذ القرار الصارم بشأنه.
- ضرورة البحث الجاد عن أفضل الفرص المتاحة في ظل الظروف الطارئة سعياً لتحقيق عائد أفضل. وبعد رصد المشكلة وصياغتها يتم طرح مجموعة من الحلول أمام متخذي القرار للوقوف على منصة الاختيار حسب مدى توافقها مع مصلحة المنشأة. وإذا توفر أكثر من بديل، تبدأ وجهات النظر. في مقارنة نقاط القوة والضعف لهذا البديل تلقائيا، ولكن في النهاية لا بد من التوصل إلى حل جذري يكون هو الأفضل والأدق والأصح من بين البدائل المتاحة، ويلاحظ أن دور متخذ القرار يصبح أكثر وضوحا عندما قدمت. وللحصول على ملخص عام، تم عرض أبعاد الحلول البديلة الممكنة وفق الأساليب العلمية وأدوات التصميم المتخصصة في تحليل وتصميم النظم.
- الاختيار: لهذه المرحلة أهمية كبيرة لأنها تعتبر جوهر عملية اتخاذ القرار. كما أنه الأصعب على الإطلاق لأنه يعتبر قراراً حاسماً لمرحلة الطوارئ التي تمر بها المنشأة، حيث يتطلب من متخذ القرار اختيار ما سيتم تنفيذه والالتزام به من قبل أفراد المنشأة، وقد يكون ذلك في بعض الأحيان تكون الحياة سهلة إذا توفر خيار واحد، ولكنها تكون أشد قسوة وصعوبة إذا تعددت الخيارات، مما يجعل عملية الاختيار صعبة تلقائيا وتنفيذها على أرض الواقع، ومن أصعب الأمور التي تواجهها هو عدم وجود التحقق من مدى تضارب المصالح بالنسبة للرقابة.
إقرأ أيضاً:
مراحل تصميم نظم دعم القرار
-
مرحلة ما قبل التصميم:
تبدأ المرحلة الأولى في تصميم وإعداد نظام دعم القرار برصد الأهداف المراد تحقيقها من خلال بناء هذا النظام. وتعتبر هذه الخطوة الأساس الأساسي للمراحل والعمليات المختلفة التي تليها. وتمر هذه المرحلة بعدة خطوات وهي:
- تحديد الأهداف التي تريد تحقيقها.
- مراقبة الموارد المتاحة بالمنشأة والمخصصة لأغراض تصميم النظام.
- مراقبة القرارات الرئيسية التي يمكن أن تساعد أنظمة دعم القرار في الموافقة عليها إذا كانت هناك صعوبة في توفير المعلومات المطلوبة.
- تحديد النماذج القياسية الهامة التي تسهل مهمة توفير المعلومات اللازمة.
-
مرحلة التصميم:
ولضمان تنفيذ مرحلة التصميم بكفاءة وفعالية، يجب اتباع أربع خطوات متتالية، وهي:
- تقديم تقرير متكامل يوضح الأهداف المتعلقة بالعمليات وما يمكن فعله عند البدء في تنفيذ العمليات عند تطبيق النظام على أرض الواقع.
- البدء بتصميم برنامج يحقق التكامل بينه وبين متخذ القرار، بحيث يتم إدخال التعليمات والأوامر من قبل المستخدم إلى النظام، ليعود الأخير بحلول ومقترحات متعددة، ويتم إجراء حوارات بين الطرفين فيما يتعلق باتخاذ القرار .
- بناء نظام قاعدة معلوماتية متخصصة، والتي قد تكون موجودة بالفعل في المنشأة؛ إلا أن الحاجة الملحة لتطويره تظهر بوضوح عندما تكون هناك حاجة لاتخاذ قرار واختياره من بين مجموعة من القرارات.
- إخضاع النظام للاختبار؛ وتتكون هذه الخطوة من تشغيله بشكل تجريبي للتأكد من نجاحه في تحقيق الأهداف المرجوة للمنشأة قبل الانتهاء من تطبيقه.
إقرأ أيضاً:
-
مرحلة التطبيق:
وتأتي هذه المرحلة لغرض تهيئة وتهيئة المناخ المناسب لضمان نجاح التطبيق الفعلي للنظام المبني. كما تساعد هذه المرحلة في توفير البنية التحتية للمستفيدين وتحفيزهم على الاعتماد على تطبيقات النظام المبني. وتمر هذه المرحلة بعدة خطوات أهمها:
- تنمية الرغبة والحاجة لدى متخذ القرار إلى ضرورة الاعتماد على تطبيقات النظام.
- خلق وبناء الثقة لدى متخذي القرار فيما يتعلق بإمكانيات النظام والاستفادة المرجوة منه.
- الاستخدام المتكرر من قبل مستخدمي هذا النظام للتأكد من فاعليته وتوفير الوقت.
-
مرحلة التقييم:
تعتبر مرحلة التقييم هي المرحلة الأخيرة للتأكد من مدى أهمية ونجاح النظام في تحقيق ما يهدف إليه. ويعتمد هذا التقييم على الفوائد والتكاليف التي يحققها، كما يشمل المزايا والعيوب التي يتم ملاحظتها أثناء استخدام النظام. ومن المفترض أن تكتمل هذه المرحلة في ظل وجود معايير تقييم لتحديد مدى الإنجاز الفعلي الذي حققه النظام.
مجالات تطبيق نظم دعم القرار
- المجالات التي تحتاج إلى قرارات غير منظمة وشبه منظمة.
- تحليل الاستثمار.
- إدارة المخاطر.
- استخدام الوثائق والخرائط الرقمية، على سبيل المثال، الحصول على المعلومات الجغرافية.
- صناعة البرمجيات والأجهزة وشبكات الاتصالات.
- تحليل أنماط الشراء في المنشأة.
- تقويم الاستثمار.
- تطوير استراتيجية إعلانية محددة.
- قرارات السكك الحديدية
- القرارات السريرية أو التشخيصية للأمراض.
- قرارات إدارة الغابات
عوامل فعالية نظم دعم القرار
- يعتبر الدعم السياسي محركا رئيسيا لتحقيق فعالية النظام، حيث يتطلب توفير الدعم للمنشأة من قبل الإدارة العليا سواء على مستوى المدخلات أو المخرجات أو السياسات بشكل عام.
- الدعم الاجتماعي والذي يتحقق دوره في تقديم الخدمات للنظام لمختلف أقسام المؤسسة. ومن ثم فإن التعاون الفعلي بين العاملين وتسهيل تحقيق الأهداف المرجوة يؤدي إلى تطوير المخرجات بين الأطراف المستفيدة منه.
- التمويل: تحتاج دائمًا إلى دعم مالي لمواكبة آخر التطورات وتكون ذات كفاءة عالية وتتكيف مع التكنولوجيا المعاصرة وخاصة باهظة الثمن ورفدها بأيدي بشرية مستعدة.
- التكنولوجيا والآليات، مثل قواعد البيانات والشبكات عالية السرعة وغيرها.
- العناصر البشرية المؤهلة، مثل كوادر التحليل الاقتصادي، وكوادر تحليل النظم، وكوادر التحليل الإحصائي.
- إدارة النظام.
معوقات تطبيق نظم دعم القرار
- مقاومة التغيير، والتي تتمثل في رفض المنشأة أو القوى العاملة التعامل مع أنواع جديدة من التكنولوجيا خوفاً من فقدان وظيفتهم. ومما يزيد الأمر سوءا أن أنظمة دعم القرار تفرض العديد من الضوابط والقيود على مستخدميها، وتخشى على شفافية وصحة النتائج.
- ضعف وهشاشة البنية التحتية للمعلومات، والتي من أسبابها حجم البيانات، وتدني جودة شبكة الاتصالات، وعدم كفاءة ومؤهلات الموارد البشرية، وغيرها.
- بيئة اتخاذ القرار الضعيفة وترجع هذه العقبة إلى قناعة تؤمن بها الإدارة العليا بقيمة القرار العلمي، وحدوث تضارب وتباين في القرارات بين المستويات المختلفة وغيرها.
- طبيعة البيئة الثقافية والمجتمعية، مثل المعتقدات والسلوكيات الدينية.
- المناخ الحكومي بما في ذلك احتكار المعلومات وفرض قيود على البيانات تحت عنوان المعلومات وأمن الدولة.
- انخفاض مستويات الثقافة التكنولوجية.
أنظر أيضاً…