الشخصية الحدودية

الشخصية الحدية مرض يعاني منه الكثير من الأشخاص وتعرف بالشخصية غير المستقرة عاطفياً واجتماعياً. الشخصية الحدية وهي التي يعاني فيها المريض من تقلبات مزاجية ويبدو أن عائلته تعاني من عدم التوازن واحترام الذات. تتشكل شخصية الفرد في مرحلة الطفولة ويحدث النمو نتيجة لعوامل خارجية وخصائص موروثة من الأب والأم. ومن السهل جداً معرفة ما إذا كان الشخص يمتلك هذه الشخصية بسبب ظهور بعض الأعراض عليه. وفي مقال اليوم نوضح أعراض الشخصية الحدية وأسبابها وطرق علاجها.

اضطراب الشخصية الحدية

اضطراب الشخصية الحدية هو نوع من اضطراب الشخصية الذي يصنف حسب الموقع على أنه اضطراب عقلي خطير. ويتميز بعدم الاستقرار في السلوك والأداء والمزاج وتشويه الصورة الذاتية.

يعاني مريض الشخصية الحدية من نوبات حادة من الغضب والاكتئاب تستمر لساعات قليلة وقد تستمر لأيام. والأكثر إثارة للقلق هو أن مريض الشخصية الحدية يفكر في إيذاء نفسه والانتحار بالإضافة إلى تعاطي المخدرات، لذلك يعتبر مرضا خطيرا.

تبلغ نسبة انتشار اضطراب الشخصية الحدية 1.6% بين البالغين في الولايات المتحدة الأمريكية؛ ووفقا لإحصائيات المركز الوطني للصحة العقلية، فإن اضطراب الشخصية الحدية يؤثر على النساء والرجال على حد سواء، ولكن لم يتم رصد نسبة أكبر من الإصابة به.

إقرأ أيضاً:

أعراض الشخصية الحدية

  • يقوم المريض ببعض السلوكيات المتهورة، مثل قيادة السيارة بسرعة عالية جدًا، وتناول المخدرات بجرعات زائدة، وتناول الكحوليات بكثرة، وممارسة الجنس غير الآمن.
  • – تقلبات وتغيرات حادة في المزاج، مثل الشعور بالسعادة الشديدة أو القلق، تستمر من عدة ساعات إلى أيام.
  • الاعتماد على الآخرين والخوف والتردد في اتخاذ القرار فيما يتعلق بالعمل، وفي أغلب الأحيان يرى نفسه إنساناً سيئاً.
  • الشعور الدائم بالغضب الشديد وفقدان السيطرة أثناء حالة الغضب، والشعور بالنقد المستمر والخوف من الرفض والتخلي.
  • التهديد بإيذاء النفس والانتحار، إذ تتراوح نسبة الانتحار لدى المصابين بهذا المرض من 3% إلى 10%.
  • تتميز علاقته بالأهل والأقارب والأصدقاء بعدم الاستقرار، إذ تتراوح بين شدة الحب أو الكراهية والغضب.

أسباب الشخصية الحدية

أسباب اضطراب الشخصية الحدية ليست واضحة ومعروفة حتى الآن، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن العوامل الوراثية والبيئية تلعب دورا كبيرا في تطور هذا المرض. فيما يلي أسباب الشخصية الحدية:

  • العوامل الوراثية

وتلعب العوامل الوراثية دوراً كبيراً في الإصابة بالمرض، إذ تزيد نسبة الإصابة باضطراب الشخصية الحدية بمقدار خمسة أضعاف. وذلك في حالة إصابة الأقارب من الدرجة الأولى (الأم، الأب، الأخت، أو الأخ) بهذا المرض.

  • العوامل البيئية والاجتماعية

تشير العديد من الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الشخصية الحدية تعرضوا للإهمال والإساءة والخيانة خلال فترة الطفولة وهم صغار، كما أدى حدوث الانفصال بين الوالدين إلى الصدمة وفقدان الرعاية والاهتمام كما كانوا من قبل.

هناك علاقة قوية بين الإصابة باضطراب الشخصية الحدية والتعرض للإيذاء الجنسي أو الجسدي أو الاغتصاب أو التعرض للصراعات العدائية نتيجة البيئة الضارة.

ليس من الضروري أن يعاني اضطراب الشخصية الحدية من مواقف سيئة خلال فترة الطفولة، ولكن من الممكن أن يميل نحو العزلة والمشاعر السلبية، وهذا يمكن أن يتسبب في ظهور هذه الشخصية.

  • العوامل الحيوية

قد تؤدي الاختلافات في مستويات هرمون الاستروجين في الجسم إلى ظهور أعراض اضطراب الشخصية الحدية. ويظهر هذا عند النساء أثناء الدورة الشهرية لأنه يسبب تغيرات في مستويات هرمون الاستروجين.

  • تشوهات الدماغ

أثبتت الأبحاث أن المريض المصاب باضطراب الشخصية الحدية هذا يعاني من تغيرات هيكلية في الدماغ. وتكون هذه التغيرات في المناطق المسؤولة عن تنظيم العواطف والمشاعر والتحكم في التصرفات والتحكم، مثل الحصين، واللوزة الدماغية، والقشرة الجبهية الحجاجية. بعض الناس لديهم هذه التغيرات ولا يعانون من اضطراب الشخصية.

علاج الشخصية الحدية

يصعب تشخيص اضطراب الشخصية الحدية لأن أعراضه تتداخل مع أعراض الأمراض العقلية الأخرى. مما قد يتسبب في تشخيص خاطئ، لذلك يجب التوجه إلى طبيب نفسي وإجراء فحص طبي شامل لا يقتصر على الأعراض وبعض الأسئلة، حتى يتمكن الطبيب من اختيار العلاج المناسب للحالة. فيما يلي طرق علاج اضطراب الشخصية الحدية:

  • يتم وصف بعض الأدوية والأدوية، بعضها مضاد للاكتئاب، والبعض الآخر يستخدم للسيطرة على الغضب والعدوان، مثل مضادات الذهان.
  • العلاج النفسي هو أفضل علاج للشخصية الحدية، لكنه طويل الأمد. وله عدة أشكال، مثل العلاج السلوكي الجدلي، والعلاج السلوكي المعرفي، والعلاج النفسي الديناميكي، ولكن من المهم جدًا دعم عائلة المريض وأصدقائه.

إقرأ أيضاً:

مضاعفات اضطراب الشخصية الحدية

  • – إيذاء النفس ومحاولة الانتحار أكثر من مرة.
  • إيذاء الأقارب والأهل، مما يؤدي إلى قطع العلاقات.
  • التعرض للحوادث والصراعات قد يؤدي إلى السجن.
  • الإفراط في تناول المخدرات والكحوليات، مما قد يؤدي إلى الوفاة.
  • يعاني الشخص من اضطرابات النوم مثل الأرق، والقلق، والغضب الشديد.
  • يعاني الشخص من اضطرابات أخرى في الشخصية، مثل اضطراب ثنائي القطب.

يعد اضطراب الشخصية الحدية مرضًا خطيرًا ويتطلب علاجه وقتًا طويلًا، لكن المريض لا يستطيع العيش بمفرده. يخاف من الشعور بالوحدة والخذلان والفشل، بالإضافة إلى أنه متردد جداً في اتخاذ أي قرار. ولذلك يحتاج مريض الشخصية الحدية إلى الدعم النفسي ووجود الأهل والأصدقاء حتى يشعر بالأمان والاستقرار وأن هناك أمل يستحق التغيير وحياة أفضل.

مصدر المقال:

شاهد أيضاً..