لماذا البحر مالح؟ سؤال علمي يجمع بين الكيمياء ويتطلب البحث في تاريخ المحيطات وتكوينها. وهذا سؤال منطقي قد يتبادر إلى ذهن الجميع لتفسير هذه الظاهرة التي هي من خصائص البحار وسببها. تقسيم المسطحات المائية يقدم هذا المقال دراسة تفصيلية ودقيقة عن سر ملوحة البحار وقائمة بأكثر المسطحات المائية ملوحة على سطح الأرض.

من البحر

قبل أن تجيب على السؤال الرئيسي للمقال: لماذا البحر مالح، ويسمى باللغة الإنجليزية حوض البحر، وهو أصغر من المحيط، وأكبر من البحيرات. وأشهر البحار في العالم هو البحر الأسود و البحر الأحمر، وتختلف في خصائصها وحجمها وعمقها.

لماذا البحر مالح؟

البحر مالح نتيجة تفكك الأملاح المعدنية التي يحتوي عليها، مثل كلوريد الصوديوم، وكبريتات المغنيسيوم، وكبريتات الكالسيوم، والبيكربونات. وهي موجودة في الماء على شكل أيونات، تهيمن عليها أيونات الصوديوم الموجبة (Na+). عادة ما تنتج أيونات الكلوريد السالبة (Cl) عن ثقوب في قاع البحر أو عن طريق الأملاح التي تواجه البحر. ومن الجدير بالذكر أن متوسط ​​نسبة الأملاح في مياه البحر يعادل 3.5%، أي في الصيغة الثانية، فإن كل كيلوغرام واحد من الماء يحتوي على 35 جراماً من الأملاح الذائبة.

محددات الملوحة

لتوضيح الإجابة عن سبب ملوحة البحر لا بد من الحديث عن العوامل التي تحدد نسبة الملوحة في مياه البحر، وهي كما يلي:

  • التبخر: تتناسب كمية التبخر مع نسبة الملوحة، فكلما زاد التبخر زادت ملوحة البحر، وفي المناطق الاستوائية يكون التبخر مرتفعاً.
  • درجة الحرارة: تتناسب طردياً مع ملوحة البحار، حيث أن زيادة درجة الحرارة تزيد من معدل التبخر وبالتالي معدل الملوحة، وهو ما يلاحظ عادة في المناطق الاستوائية.
  • الهطول: يتناسب عكسياً مع الملوحة حيث أنه يخفف منطقياً المحيط ويزيد نسبة الأملاح، مما يتوافق مع معدل التبخر في المناطق الاستوائية.
  • التيارات المحيطية: والتي تؤثر على توزيع الأملاح المعدنية بين المسطحات المائية، فمثلاً تقوم التيارات الاستوائية بنقل الأملاح من المحيطات الشرقية نحو المحيطات الغربية.
  • تدفق المياه العذبة: وهو عامل يعمل على تمدد وتخفيف الأسطح الملحية لأنه يأتي بكميات من المياه العذبة التي تقلل الملوحة، مثل ذوبان الثلوج والأنهار الجليدية.

التوزيع الرأسي والأفقي للملوحة

وبالبحث عن إجابة السؤال العلمي: لماذا البحر مالح نجد أن نسبة الملوحة تختلف باختلاف التوزيع الجغرافي وتتوزع على النحو التالي:

  • التوزيع الأفقي: ويمثل بنسبة الملوحة السطحية التي تتناقص كلما ابتعدنا عن المناطق الاستوائية، حيث تعادل 3.6% بالقرب من مدار السرطان، بينما تبلغ 3.5% عند خط الاستواء، مما يسمح بتوزيع البحار. أقل من قيمة الملوحة الطبيعية، داخل أو أعلى.
  • التوزيع العمودي: وهو توزيع نسب الملوحة حسب عمق جسم الماء، فتزداد الملوحة تدريجياً مع زيادة العمق حتى الوصول إلى ما يسمى بتذبذب الملوحة، وهي الطبقة التي تزداد فيها الملوحة والكثافة بشكل حاد.

أهمية ملوحة البحر

بعد التعرف على العوامل المؤثرة على ملوحة البحر والإجابة على السؤال المركزي للمقال: لماذا البحر مالح تجدر الإشارة إلى أن للملوحة أهمية كبيرة نلخصها فيما يلي:

أهمية الملوحة لسكان الأرض

يستخدم الناس البحار لعزل ملح كلوريد الصوديوم، وهو ملح الطعام الحيوي للغدة الدرقية الذي يوازن سوائل الجسم مثل حمض المعدة ويساعد على التحكم في وظيفة الجهاز العصبي وحركة العضلات. بالإضافة إلى طعمه اللذيذ فهو يعطي الطعام.

أهمية الملوحة في النظم البيئية

أملاح البحر هي جزء من دورة المياه، وهي ضرورية لجميع الكائنات الحية. كما أنها تنظم الظروف الجوية والمناخية بفضل تبخر الماء والأمطار والثلوج ومستويات الرطوبة والطحالب والثدييات البحرية.

ملوحة المسطحات المائية في العالم

وفي نهاية المقال “لماذا البحر مالح”، إليك القائمة التالية للمسطحات المائية الأكثر ملوحة على سطح الأرض:

  • بحيرة دون جوان: تقع في القارة القطبية الجنوبية وتبلغ نسبة ملوحتها 44%.
  • بحيرة ريتبا: 40% أملاح معدنية في السنغال.
  • بحيرة فاندا: متجمدة في القارة القطبية الجنوبية ونسبة ملوحتها 35%.
  • بحيرة عسل: تقع في دولة جيبوتي، وتبلغ نسبة ملوحتها حوالي 34.8%.
  • البحر الميت: بين البلدين الأردن نسبة الملوحة 33.7%.

لماذا البحر مالح سؤال تحتوي إجابته على جوانب علمية كثيرة ويتطلب منا التفكير في مصير الكائنات الحية بشكل عام ومصير الكائنات البحرية بشكل خاص في ظل التلوث الكبير للبيئة وتوسع ثقب الأوزون؟ . وتصنف الكائنات البحرية على أنها كائنات ذات نطاق ملوحة ضيق ولا يمكنها التكيف مع التغيرات الكبيرة في الملوحة، وأخرى تتحمل الملوحة ويمكنها التكيف مع التقلبات والاختلالات في الملوحة.