بورما

تُعرف بورما رسميًا باسم جمهورية اتحاد ميانمار، والمعروفة أيضًا باسم براهماديش، وهي إحدى دول جنوب شرق آسيا. كانت ذات يوم مستعمرة للهند البريطانية. إلا أنها انفصلت عنها في بداية أبريل 1937م على هامش التصويت الذي أجري للوصول إلى قرار انفصالها أو بقائها تحت سيطرة حكومة الهند البريطانية وولاياتها. وتعتبر منطلقاً لميليشيا الثلاثين رفيقاً، جيش استقلال بورما، المتخصصة في دحر الاحتلال البريطاني عن بلادها. تشير المعلومات إلى أفراد وقادة الثلاثين رفيقاً. خضعوا لتدريبات عسكرية في اليابان وعادوا إلى أراضيهم للدفاع عنها بالتزامن مع الغزو الياباني عام 1941م، وكل هذه الأحداث ساهمت في جعل ميانمار نقطة محورية في الخطوط الأمامية في أحداث الحرب العالمية الثانية بين المتحاربين. دول بريطانيا واليابان، تمتعت البلاد بأهمية كبيرة عبر التاريخ. لكن هذه الأهمية بدأت تتلاشى وتدخل في دوامة التعتيم الإعلامي منذ لحظة بدء المجازر بحق مسلمي الروهينجا المقيمين في أراكان هناك. وفي هذا المقال سنضع تاريخ البلاد والمعلومات الجغرافية والعامة عنها جانبًا، وسنتنقل بين صفحات قضية مسلمي الروهينجا وحقيقة المجازر التي تعرضوا لها.

قضية مسلمي الروهينجا

تعتبر قضية مسلمي الروهينجا جرحا لن يندمل مهما مر الزمن أو انقلبت صفحات التاريخ. ولا بد من التعرف على مسلمي الروهينجا عن قرب أولاً قبل الخوض في قضية اضطهادهم والمجازر المرتكبة بحقهم. ويعتبر الإسلام غريبا في ذلك البلد. ولا تتجاوز نسبة مسلمي الروهينجا في ميانمار أكثر من 4% من إجمالي السكان حسب إحصائيات عام 2010م، والديانة السائدة في بورما هي البوذية. وتصل نسبتهم إلى 80%، ولذلك يعتبر مسلمو الروهينجا أقلية ضعيفة أمام تلك الأغلبية الساحقة. يشار إلى أن قضية مسلمي الروهينجا تمتد جذورها إلى عام 1050م. وتتفاقم المجازر والمجازر بحق مسلمي الروهينجا عاما بعد عام حتى الوقت الحاضر.

إقرأ أيضاً:

شعب الروهينجا

يطلق اسم الروهينجا أو مسلمي الروهينجا على هذه الأقلية القومية العرقية التي تعود أصولها إلى الهند، وتستوطن أراضي ولاية أراكان في الأجزاء الغربية من بورما. وبالنظر إلى قضية مسلمي بورما في السنوات القليلة الماضية، فقد حدثت ضجة كبيرة؛ وتعتبرهم الأمم المتحدة من أكثر الأقليات اضطهادا في العالم، وتشير المعلومات إلى أن هناك مجموعات هربت من أراكان لتعيش في المخيمات البنغالية للحصول على جزء بسيط من الحياة الكريمة. كما انتقل البعض إلى الأراضي التايلاندية القريبة من حدود بورما، ويتحدث مسلمو الروهينجا لغة وثيقة الصلة بلغة شيتاغونغ الشائعة في الأجزاء الجنوبية من بنغلادش.

أين يعيش الروهينجا؟

يعيش مسلمو الروهينجا في منطقة أراكان الواقعة على الساحل الغربي لميانمار، وتحديداً في الأجزاء الغربية من الاتحاد. وتسمى ولاية أراكان أيضاً براخين، وتشير المعلومات إلى أن عدد مسلمي الروهينجا في ميانمار وصل إلى 800 ألف نسمة بحلول عام 2012م، وتشير بعض المعلومات إلى أن العدد قد تجاوز 1.3 مليون نسمة، بغض النظر عن العدد؛ ومع ذلك، فإن الاضطهاد نفسه، أي قضية مسلمي الروهينجا، يستمر في التزايد ويصبح أكثر تعقيدًا مع مرور الوقت.

تعذيب مسلمي الروهينجا

ولا نعتقد أن قضية مسلمي الروهينجا أصبحت غريبة كما كانت من قبل. ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي كثيرا في إطلاق العنان للمهتمين بشؤون المسلمين للحديث عن قضية مسلمي الروهينجا والمجازر التي ارتكبها البوذيون بحقهم نتيجة التوتر العنصري والطائفي بينهم.

ومن أبرز مظاهر تعذيب مسلمي الروهينجا عبر التاريخ:

*مذبحة أراكان:

وتعد الدوافع الدينية والسياسية من أكثر الأسباب شيوعاً وراء قضية مسلمي الروهينجا. وفي مذبحة أراكان عام 1652م، وقعت مذبحة مروعة بحق المسلمين هناك. في حين أن الابن الثاني لباني تاج محل، المعروف باسم “شاه شجاع”، جاء إلى أراكان بعد هزيمته في المعركة على يد أخيه؛ هرب مع عائلته وجنوده إلى أراكان، ووافق ملك المنطقة “ساندا توداما” على إقامته في هذه المنطقة.

لكن الجشع والجشع سيطر على “تودامة” بعد أن علم أن “شاه شجاع” ينوي دفع الذهب والفضة للحصول على سفينة للذهاب إلى مكة لأداء فريضة الحج، وحاول “تودامة” إقناع “شاه شجاع” بالقيام بذلك. يتزوج ابنته على أمل ورثته وماله. إلا أن الأخير رفض ذلك بشكل قاطع، فقتل “توداما” بعض أفراد عائلة “شاه شجاع”. وتم قطع رؤوس الرجال الذين يحملون الحلي، بينما سُجنت النساء حتى الموت جوعا، وبدأ نطاق الاضطهاد يتسع ليشمل جميع المسلمين في الهند وميانمار.

مذبحة الروهينجا 1942:

وقُتل نحو 5000 مسلم في مذبحة الروهينجا التي اندلعت في 28 مارس/آذار 1942، داخل حدود بلدتي مينبيا وماريك.

الانتهاكات والمجازر مستمرة حتى يومنا هذا..

التعامل مع مسلمي الروهينجا

هناك العديد من الأساليب والأساليب المستخدمة في تعذيب المسلمين، وهذه الأساليب تدخل ضمن ثنايا قضية مسلمي الروهينجا، ولا يقتصر الأمر على المجازر التي حدثت بحقهم، إذ عانى المسلمون مما يلي:

  • الحرمان من المواطنة والجنسية.
  • منع الذبح الحلال، كذبح الماشية والدجاج، كنوع من التعصب الديني.
  • منع التعليم للمسلمين.
  • إجبار المسلمين على حضور الخطب والمواعظ البوذية سعياً لإقناعهم بتغيير دينهم والتخلي عن الإسلام.
  • -منع الاحتفال بعيد الأضحى وذبح المواشي.
  • القتل بعد رفض أكل لحم الخنزير.
  • نهب وتدمير محلات المسلمين وبيوتهم ومساجدهم.
  • التعامل مع مسلمي الروهينجا كمواطنين ومهاجرين غير شرعيين.
  • يعيش حياة بدائية للغاية.
  • منع المسلمين من ممارسة التجارة.
  • مصادرة الأراضي والممتلكات وقوارب الصيد المملوكة للمسلمين.
  • الحرمان من حق التملك.
  • – تهميش الجماعة الإسلامية واعتبارها غير موجودة على الإطلاق.
  • منعهم من تطوير مشاريعهم الزراعية.
  • منع المسلمين من تولي المناصب والمناصب الحكومية.
  • تنظيم حملات القتل والحرق الجماعي، وهذا من أبشع أبعاد قضية مسلمي الروهينجا.
  • – فرض ضوابط وشروط لتعسير الزواج وتحديد نسلهم.
  • – إتلاف الكتب التاريخية والإسلامية وحرقها.
  • منع المسلمين من إظهار مظهرهم الإسلامي، وبالتالي منع النساء من ارتداء الزي الإسلامي.
  • منع الحج.
  • القتل والتشريد.
  • مصادرة أملاك الوقف.
  • مصادرة مقابر المسلمين ومقابرهم.
  • اغتصاب النساء.
  • تحديد الهوية العرقية.
  • منع استخدام مكبرات الصوت في المساجد، ومنع ترميمها.

شاهد أيضاً..