الثورة الروسية
في عام 1917م، شهدت روسيا سلسلة من الاضطرابات الشعبية التي غيرت مجرى التاريخ بشكل جذري. مثلت هذه الثورة الضربة القاضية للحكم القيصري. يشار إلى أن هذه الثورة أسفرت عن قيام حكومة مؤقتة بدلاً من الحكم القيصري. انقسمت الثورة الروسية إلى عدة مراحل: الأولى والتي اندلعت في مارس 1917، والثانية وهي الثورة البلشفية في أكتوبر من ذلك العام، والمرحلة الثالثة أيضًا. ومن الجدير بالذكر أن الثورة الروسية أخذت مكانا بين سطور تاريخ القرن العشرين. وأثارت عاصفة من الجدل، وقسم المؤرخون هذه الفترة إلى عدة مراحل حسب الأحداث والنتائج.
أسباب الحرب الروسية
الحرب الروسية (حرب فبراير) لم تنشأ بالصدفة. بل كان نتيجة التراكمات المتراكمة على أكتاف الشعب الروسي الجائع. وفي صباح اليوم الثالث والعشرين من فبراير/شباط 1917م، بدأت حشود من الروس بالتوافد إلى الشوارع بعد أن ساد الإحباط والفقر والجوع بين صفوفهم. جاءت هذه الثورة بشكل عشوائي دون أي تخطيط مسبق، وكانت تعبيراً واضحاً عن أن الشعب الروسي لم يعد قادراً على الاستمرار في ظل النظام القائم، وجابت الحشود شوارع العاصمة؛ وبدأت الأعداد تتزايد شيئاً فشيئاً حتى تجاوزت الأعداد آلاف الأشخاص في الشوارع، رجالاً ونساءً. وانتشرت الإضرابات في المصانع والمحلات التجارية في جميع أنحاء البلاد. وبحلول الخامس والعشرين من ذلك الشهر، اندلعت أحداث الثورة رسميًا، وفقدت أجهزة الأمن الروسية السيطرة الكاملة على البلاد في ذلك اليوم. بدأت الجيوش في الانشقاق وعصيان الدولة. تفاقم التمرد في جميع أنحاء البلاد.
يقرأ:
نتائج الثورة الروسية
وقد أسفرت هذه الثورة عن العديد من النتائج أهمها:
- تنازل القيصر نيقولا الثاني عن العرش بشكل كامل لأخيه ميخائيل رومانوف.
- تشكيل حكومة مؤقتة برئاسة الأمير غريغوري لفوف.
- مواصلة الحرب ضد قوات المحور على يد الحلفاء والحكومة المؤقتة.
الثورة البلشفية
اندلعت شرارة الثورة البلشفية في الخامس والعشرين من أكتوبر، وتعتبر المرحلة الثانية من الثورة الروسية بقيادة البلاشفة. وكان فلاديمير لينين وقائد الجيش الأحمر ليون تروتسكي، قادة هذه الثورة بكل أبعادها. وتشير سطور التاريخ إلى أنها اندلعت وفق أفكار ومبادئ، ومع تطور فلاديمير لينين. ومن الجدير بالذكر أن الهدف الأساسي لهذه الثورة كان السعي لإقامة دولة اشتراكية وإسقاط الحكومة المؤقتة، وبذلك اتخذت طابع الثورة الشيوعية الأولى خلال القرن العشرين الميلادي.
من هم البلاشفة؟
وأطلق مصطلح البلاشفة على تلك المجموعة من الجناح اليساري من أتباع الرئيس الروسي لينين، وهم ينتمون إلى حزب العمل الاشتراكي الديمقراطي الروسي. وتشكل هذه المجموعة الأغلبية من حيث الانتماء إلى هذا الحزب، بينما يطلق على الموناشفيك الأقلية المتبقية المنتمية إلى حزب العمل الاشتراكي الديمقراطي الروسي. لقد سعى البلاشفة دائمًا إلى الحل الثوري، بالإضافة إلى ما سبق، كانوا يطلق عليهم اسم الجيش الأحمر، الذي خاض أهم الحروب الأهلية مع الجيوش البيضاء المدعومة من بريطانيا وفرنسا.
أسباب الثورة البلشفية
ولم تختلف سياسة الحكومة الروسية المؤقتة عن سياسات التجويع التي اتبعتها الحكومة السابقة. وهو ما ساهم في دفع البلاد إلى حافة الهاوية والكارثة، مما أدى إلى:
- الاضطرابات في قطاعي الصناعة والنقل؛ مما أدى إلى تفاقم الصعوبات في الحصول على أساسيات الحياة.
- وشهدت البلاد تراجعاً حاداً في إجمالي الإنتاج الصناعي بنسبة تزيد على 36% عما كان عليه عام 1916م.
- تغلق جميع الشركات الموجودة في جبال الأورال ودونباس أبوابها.
- وتفاقمت البطالة وانتشرت على نطاق واسع، وزادت صعوبة الحياة المالية وتكاليف المعيشة بشكل حاد.
- انخفضت أجور العمال بنسبة 50٪ مقارنة بالسابق.
نتائج الثورة البلشفية
- الإعلان عن إنشاء مجلس مفوضي الشعب باعتباره جذور الحكومة الجديدة.
- اعتقال كبار قادة المعارضة والمناشفة والحزب الاشتراكي الثوري من قبل مفوضي الشعب، والسجن في قلعة بولس وبطرس.
- تم إنشاء لجان استثنائية في 20 ديسمبر من ذلك العام، وواصلت هذه اللجان مكافحة ثورة المقاومة في محاولة للقضاء على البلاشفة.
- إصدار عدد من المراسيم (مرسوم صدقة أعمال الفلاحين، مصادرة الحسابات المصرفية الخاصة، تأميم جميع البنوك الروسية، مصادرة الحسابات المصرفية للكنيسة، وغيرها الكثير).
إقرأ أيضاً:
الجدول الزمني للثورة الروسية
قبل الثورة
- 19 فبراير إلى 3 مارس 1861، صدور مرسوم استمرار ارتباط الفلاحين بعملهم طبقا لمرسوم التحرر الذي أصدره القيصر ألكسندر الثاني.
- من 5 فبراير إلى 17 فبراير 1880، تم إحباط محاولات اغتيال القيصر ألكسندر الثاني. وجرت محاولة تفجير غرفة الطعام أثناء العشاء، مما أدى إلى مقتل 11 شخصا وإصابة 56 آخرين، ونجا القيصر.
- وفي 13 مارس 1881م، اغتال أحد أعضاء الجماعة المتطرفة القيصر ألكسندر الثاني، وخلفه ابنه ألكسندر الثالث في السلطة. وقام بسن تشريعات وقوانين صارمة لمكافحة ومقاومة الإرهاب، ورافق ذلك تقييد للحقوق المدنية وحرية الصحافة.
- وفي عام 1882، نفذت الإمبراطورية الروسية عددًا كبيرًا من المجازر اليهودية، مما ساهم في هجرة الجماعات اليهودية من البلاد.
- 1891-1892: قُتل ما بين 375.000 و400.000 من السكان الروس نتيجة المجاعة التي ضربت البلاد.
- 20 نوفمبر 1894م، توفي ألكسندر الثالث بعد مرض مفاجئ، وصعد ابنه نيكولاس الثاني إلى السلطة.
- وفي 20 ديسمبر 1895م، التقى لينين زعيم البلاشفة، فاعتقلوه، واحتجزوه في الحبس الانفرادي لمدة 13 شهراً حتى نفيه إلى سيبيريا.
- وفي مايو 1896م، بدأت حوادث التدافع تحدث في موسكو أثناء احتفالات تتويج نيقولا الثاني، وبدأ التوتر ينتشر تدريجيًا، ومات حوالي 1300 شخص.
فترة ما قبل الثورة
- 1900-1916، اندلاع الأحداث الثورية وقدوم الأحد الدامي، واستمرار هذه الأحداث غير المستقرة وانتشار الاضطرابات المدنية، وانتهت بانقلاب يونيو 1907م.
- يونيو 1905م، تمرد البحارة على السفن الحربية، وخاصة بوتيمكين، في أساطيل البحر الأسود. جاء التمرد نتيجة أعمال الشغب التي اندلعت في أوديسا.
- 17 أكتوبر 1905: أصدر نيكولاس الثاني بيانًا في أكتوبر يعد فيه بالحريات المدنية والبرلمان ودستور فعلي.
- 3 يونيو – 16 يونيو 1907: وقع انقلاب ساهم في تفكك الإمبراطورية الروسية واعتقال أعضائها وإدخال تغييرات جوهرية في قانون الانتخابات الروسي.
- عام 1914م، اندلاع الحرب العالمية الثانية، حيث شنت ألمانيا حربها على روسيا، ودخلت روسيا في الحرب العالمية الأولى.
- 18-31 أغسطس 1914 م: سُميت العاصمة سانت بطرسبرغ. 30 ديسمبر 1916: مقتل الرجل المقدس الذي أثار الجدل في المنطقة، وكان أقرب الأصدقاء لعائلة القيصر نقولا العاني.
اندلاع الثورة
- عام 1917م، اندلاع ثورة فبراير أو ما يعرف بالثورة الروسية.