منذ القدم استطاعت المرأة أن تثبت وجودها بكل كفاءة. ظهرت نخبة من النساء في مختلف مجالات الحياة قبل عصور ما قبل الإسلام. ومع ظهور الإسلام، سطع نجمهم، وتزايد دور المرأة في المجتمعات. فنجد الصحابيات والشاعرات والممرضات وغيرهم الكثير من ذوي الكفاءة، وفي هذا المقال سنتحدث عن الشاعرة. سيدة مخضرمة.
عن الشاعرة الخنساء
هي الصحابية والشاعرة تماضر بنت عمرو السلمية، من أصول نجدية، وتعتبر من الشعراء المخضرمين نظراً لفهمها للعصر الجاهلي والإسلامي. وبرزت الخنساء بشكل بارز في شعر الرثاء الذي كانت تنشده في الجاهلية بعد مقتل أخويها صخر ومعاوية. ويعود سبب لقبها بالخنساء إلى ارتفاع طرف أنفها. وقيل أيضاً: كناية عن الظبية التي تشبهها بقصر أنفها. ولدت بنت عمرو سنة 575م، ونشأت ونشأت في رعاية ظبية. ديار بني سليم في صحراء الحجاز في الأجزاء الشمالية الشرقية من مدينة يثرب، وتزوجت رواحة بن عبد العزيز السلمي، ثم تزوجت مرة أخرى من مرداس بن أبي عامر السلمي.
إقرأ أيضاً:
حياة الشاعرة الخنساء
نشأت الشاعرة الخنساء وترعرعت في كنف أسرتها بضواحي بني سليم، معتزة بنفسها ونسبها. وكان والدها أيضًا يقف علنًا فخورًا بابنيه صخر ومعاوية. تميزت البيئة التي نشأ فيها الشاعر بأنها بيئة اجتماعية وثقافية. وقد ساهم ذلك في تشجيع رواية الأبيات الشعرية في بداية شبابها، ويذكر أنها ألقت قصائد شعرية على أذن الشاعر الكبير النابغة الذبياني خلال أحداث سوق عكاظ، حيث لعب الأخير دور محكم بين الشعراء . وأشاد بجهودها الشعرية وصنفها ضمن كبار الشعراء. ونظراً لشهرتها الواسعة في الشعر، تقدم لها الشاعر الكبير دريد بن الصمة. إلا أنها فضلت ابن قومها عليه.
*إسلام الشاعرة الخنساء
وأشرق نور الإسلام في سماء الجزيرة العربية. وانتشر الأمر بشكل كبير، وبدأ رجال من بني سليم يأتون إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليعلنوا إسلامهم. أما الشاعرة الخنساء فقد أعلنت إسلامها في السنة الثامنة للهجرة، الموافق سنة 630م. وكانت حينئذ في شيخوخة مبكرة، وقد جاءت بقومها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأسلمت وحسنت إسلامها.
*وفاة الشاعرة الخنساء
انتقلت الخنساء -رضي الله عنها- إلى جوار ربها سنة 24هـ بعد حياة حافلة بالشهرة والإنجازات الشعرية. وكانت تبلغ من العمر واحداً وسبعين عاماً وقت وفاتها، ويذكر أنها توفيت بعد أن تجرعت مرارة فقدان شقيقيها وأبنائها الأربعة دفعة واحدة.
إقرأ أيضاً:
ملامح شعر الشاعرة الخنساء
رحلت الخنساء تاركة وراءها إرثا شعريا عظيما. ومن أبرز السمات التي سيطرت على ذلك الشعر:
- يقتصر شعرها على الرثاء.
- تدفق المشاعر والعواطف القوية.
- الدقة في التشبيه وتصوير الحزن العميق.
- إبراز الصفات الحميدة في أخيها صخر، وتمجيد أفعاله.
- الاعتزاز بمواقف صخر المشرفة.
- – المبالغة المفرطة والسهولة والوضوح في اللغة.
- وضوح الإيقاع في الموسيقى الشعرية لأبياته.
- نوعية الكلمات المستخدمة في تكوين القصيدة.
- خلق التشبيهات والصور الفنية بذكاء.
إقرأ أيضاً…
هل تعلم من هو مؤسس الشعر العربي؟