ومن أوائل من رموا السهم في سبيل الله من الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم، ومن الفرسان البواسل. وقد تحمل هذا الصحابي الجليل مصاعب كثيرة في سبيل الإسلام والمسلمين فيجب على المسلمين أن ينظروا إلى سيرته الشريفة ويتعلموا منها. التحول إلى الإسلام.
من أول من رمى السهم في سبيل الله
أول من رمى بسهم في سبيل الله هو الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وكان برفقة عبيدة بن الحارث، ومعه يومئذ آل المقداد بن عمرو وعتبة بن غزوان في السنة الأولى للهجرة، عندما التقت هذه الجماعة بقافلة قريش وهي قادمة من الشام فاصطدم الطرفان بالسهام لا بالسيوف، فرمى سعد بن أبي وقاص الأول. السهم رضي الله عنه، وكان من الرماة المذكورين. كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من فرسان قريش الشجعان الذين حرسوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في معركته وقال عنه صلى الله عليه وسلم: (اللهم سدد سهامه واستجب دعاءه)، ورماه سعد يوم أحد. وقال علي بن أبي طالب: لم أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يفدى أحداً بوالديه إلا سعد. فإني سمعته يقول يوم أحد: عمو سعد، بأبي أنت وأمي.[2][3]
سعد بن أبي وقاص
هو سعد بن أبي وقاص وهو سعد بن مالك بن أهيب الزهري القرشي أبو إسحاق، من ولد زهرة، من آل آمنة بنت وهب، أم سعد بن أبي وقاص رسول الله. ولد رضي الله عنه في السنة الثالثة والعشرين قبل الهجرة، وكان بمكة حيث نشأ، وعمل في مجال السهام، وكان لهذا الأمر دور مهم في بناء بلده. شخصية كفؤة في المعارك، وكان من المحمودين بالجنة، وكان آخرهم من يموت، وهو أحد الستة. وكان من أهل مجلس الشورى، وكان يحب الناس ويحسن إليهم ويبتعد عن الشبهات والورع. كان قائداً لجيش المسلمين في معركة القادسية الشهيرة، وعلى يديه فتحت مدن كسرى، وتوفي رحمه الله بمكة.
إسلام سعد بن أبي وقاص
وهو السابع في الإسلام. كان عمره سبعة عشر عامًا بعد أن دعاه ولي الله صديق إلى الإسلام، عندما أسلم هل هذا هو الدين الذي قدمتموه؟ أترفضون دينكم هذا أم لا آكل ولا أشرب حتى أموت؟ فسخر مني، فقال سعد: لا تفعلي ذلك يا أماه، فإني لا أترك ديني. فقضت أمه يوما وليلة لا تأكل، فكانت مرهقة كان لديك ألف نفس، وخرجت روح واحدة، لا أترك هذا ديني لشيء. فلما رآه أكل، فنزلت قوله تعالى: (وإن اقتتلوا لتتوحدوا ليس لكم به علم فلا تطعوهم وشريكهم في الدنيا رفيق).
وبهذا نكون قد أجبنا على سؤال من أول من رمى بسهم في سبيل الله، وهو الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وكان من العشرة المبشرين بالجنة، كما وقد شرحنا في هذا المقال سيرته العطرة وقصة إسلامه رضي الله عنه.