نبدأ مقالتنا القصيرة بالقول إن معظمنا لديه مستوى ذكاء 50% أو أكثر، وأن أي شخص لديه مستوى ذكاء أقل من ذلك على الأغلب يعاني من مرض ما أو شيء من هذا القبيل، أي أنه ليس طبيعيا، لكن السؤال هنا هل نحن أذكياء بأي مقياس؟ وإذا كان لدينا جميعًا الحد الأدنى من الذكاء، فلماذا لا ننجح جميعًا في حياتنا في المقابل؟

وهنا – وللإجابة على – هذه الأسئلة نوضح أن اختبارات الذكاء غالبا ما تركز على نوع معين من الذكاء، وهو الذكاء المنطقي أو “الرياضي”، أي أننا كثيرا ما نتعرض لاختبارات ذكاء خاطئة، وحتى في الاختبارات التقليدية المفهوم “الذكي” هو من يمتلك… القدرة على الفهم السريع، أو سرعة البديهة، أو القدرة على حل المشكلات بسرعة أكبر من غيره. وهنا نوضح أن الذكاء أنواع مختلفة وليس جميعها يقع في نفس الفئة. تختلف عقولنا في الذكاء، ليس فقط من حيث نسبة ذكاء البعض منا عن البعض الآخر، ولكن أيضًا من حيث النوع. بعضنا ذكي “منطقي” وبعضنا ذكي “حركي”…. ماذا؟ ؟ كيف؟

نعم، نحن لسنا جميعا من نوع واحد من الذكاء. بل هناك أنواع ستتفاجئ بوجودها، وأن وجودها دليل على ذكائك وشخصيتك. والسؤال هنا: ما الفائدة من معرفة نوع ذكائنا؟ الإجابة البسيطة هي أن معرفة نوع ذكائك قد يساعدك على تحديد ما تريد، وماذا ستفعل، ومن تريد أن تكون في المستقبل. وقد يكشف أيضًا جانبًا منك لم تكن تعرفه أو تعرفه. لم يشرحها لك أحد من قبل، الأمر الذي سيساعدك حقاً على تحقيق ما تطمح إليه في مجالك أو ما تهتم به، هذا بالطبع دون إغفال العوامل الأخرى من العمل الجاد والمضني وأشياء أخرى…

أنواع الذكاء هي كما يلي، بناء على ما توصل إليه البروفيسور هوارد جاردنر من جامعة هارفارد:

1. الذكاء البيئي: أو الذكاء البيئي، موجود لدى الأشخاص المهتمين بالبيئة، وفهم الطبيعة، والبعيدين عن تحضر المدينة، بل وربما يكرهونها. تشمل الأمثلة: مزارع، طباخ، صياد سمك، ناشط بيئي، نباتي، رائد فضاء، جيولوجي.

2. الذكاء الموسيقي: أو الذكاء الإيقاعي، ويوجد لدى الذين يميزون الأصوات وطبقاتها، والمهتمين بالإيقاعات، ومحبي لغة الموسيقى، والذين ينجذبون إلى الأصوات ويحللونها. تشمل الأمثلة: فني صوت، موسيقي، فني صوت.

3. الذكاء المنطقي/الرياضي: وهو الأكثر شيوعاً وشهرة بين أنواع الذكاء، وهو متاح للباحثين عن المنطق والتفكير الاستنباطي والاستقرائي، وسرعة الفهم والإدراك. ومن الأمثلة على ذلك: المحاسب، الفيزيائي، المبرمج، المهندس، والمحامي.

4. الذكاء الشخصي: أو على مستوى فهم الشخصية، ويتوافر لدى الأشخاص القادرين على فهم مشاعر الآخرين، وإدراك دوافع سلوكهم، وتحليل الحالة النفسية. تشمل الأمثلة: المعلم، الممرضة، الممثل، الطبيب النفسي، المسوق.

5. الذكاء الحركي/ الجسدي: ويوجد لدى الأشخاص كثيري الحركة، والذين يفهمون ويهتمون بسير طبيعة الجسم، وتنسيق الأجسام بشكل عام، ولديهم القدرة على التعلم وفهم العمل الفعلي. تشمل الأمثلة: رياضي، جراح، نحات، ميكانيكي، مدرب يوغا، راقص.

6. الذكاء اللغوي: أو المتعلق بالتعدد اللغوي وفهمه، يتوفر لدى الأشخاص المهتمين بالقراءة والتحدث والفهم المعقد للكلام، والملمين والمنجذبين إلى التعدد اللغوي وعلومه. ومن الأمثلة على ذلك: الصحفي، المؤلف، السياسي، المترجم، المحرر.

7. الذكاء الخارجي: أو غير المستوى الداخلي للشخصية، وهو متاح للأشخاص المهتمين بالفكرة، والتوجيه الذاتي، والقادرين على التخطيط وفهم التحديات. ومن الأمثلة على ذلك: المستشار، والعالم، والباحث، ورجل الأعمال، ورجل الدين.

8. الذكاء البعدي: أو على المستوى الشكلي للأشياء أو الخيال، ويتوفر لدى الأشخاص القادرين على الرسم ثلاثي الأبعاد، والخيال العقلي، ومهارات التصميم، والتلاعب العقلي، والخيال الحي، والرسومات أيضاً. تشمل الأمثلة: مصمم ثلاثي الأبعاد، مصمم ديكور، مصمم محاكاة، مخطط استراتيجي.

ورغم أن معظم اختبارات الذكاء منذ بدايتها -منذ الحرب العالمية الأولى- تركز على أحد الجوانب الأكثر شيوعًا للذكاء، إلا أن ذلك لا يلغي أو ينفي الأنواع الأخرى. أخيرًا، يبقى فقط توضيح أنه قد يكون لديك نوعان من الذكاء. فالمحامي مثلا يفترض أن يكون ذكيا منطقيا ولغويا، والميكانيكي يفترض أن يكون ذكيا جسديا وبعديا، وهكذا، فالأمر لا يقتصر على نوع واحد.

شاهد أيضاً..