ورغم أن الاتجاه السائد هو أن ألعاب الكمبيوتر والفيديو بشكل عام لها تأثير سلبي على أداء الأفراد – الشباب والمراهقين والأطفال – وخاصة على صحتهم نفسياً وجسدياً. وعلى الرغم من أن هذا التفكير أو الاعتقاد ظل قائمًا لفترة طويلة من الزمن، إلا أنه مدعوم ببعض الممارسات والملاحظات. لكن صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في هذا الأمر (ألعاب الكمبيوتر) هو «العلم»، الذي بدوره أخرج لنا نظريات ودراسات مدعمة بحقائق من شأنها أن تدحض الجزء الأكبر من هذا الفهم الخاطئ.
أولاً وقبل كل شيء -وللتوضيح- من المسلم به أن كل شيء يزيد عن حده المعقول، ولا يمكن القول أو حتى البحث عن فائدته أو ما إذا كان صحياً أم غير صحي.
فوائد ألعاب الكمبيوتر هي كما يلي:
أولاً: تنمية الإدراك الحسي وردود الفعل السريعة:
وجدت دراسة أجرتها جامعة روتشستر أن ألعاب الكمبيوتر من شأنها تطوير وزيادة فعالية الإدراك الحسي وزيادة القدرة على الاستجابة السريعة. التفسير المنطقي لذلك يكمن في حقيقة أنه من أجل اجتياز المراحل المختلفة للعبة، يجب على “اللاعب” أن يدرك متى وكيف وأي سلاح يجب استخدامه في الموجة التالية من الرصاص. ويجب عليه وضع الخطة المناسبة للهجوم والدفاع في الألعاب الإستراتيجية، واتخاذ أسرع القرارات في أقصر وقت ممكن لتجنب أكبر قدر ممكن من الضرر. في حالات الهجوم المضاد، مطلوب التنسيق والتخطيط بين اللاعبين لتحقيق الهدف.
وتوصلت الجامعة إلى هذه النتائج بعد مقارنة ودراسة ردود الفعل على الأمور الحياتية بين “اللاعبين” وغيرهم بعيدا عن ألعاب الكمبيوتر. وخلصت الدراسة إلى أن اللاعبين أكثر قدرة وأسرع في اتخاذ القرارات.
رابط الدراسة التي أجرتها الجامعة: زيادة سرعة المعالجة بألعاب فيديو الأكشن
ثانياً: الصحة البدنية!! :-
للوهلة الأولى، عند القول بأن لألعاب الكمبيوتر فوائد صحية، وحتى جسدية، قد يبدو الأمر غير منطقي وغير مقنع على الإطلاق، ولكن بعد التوضيح أن سوق الألعاب اتجه في الآونة الأخيرة إلى الاهتمام بالصحة الجسدية من خلال إنتاج ألعاب تتطلب حركة بدنية من أجل تمر عبر آليات معينة. مثل جهاز Kinect من مايكروسوفت، أو جهاز PlayStation Move من سوني، يصبح الأمر أكثر وضوحاً بالنسبة لنا. ويتضح الأمر أكثر فأكثر بعد قراءة الدراسة التي أجرتها الجمعية الدولية لعلوم الرياضة ISSA والتي خلصت فيها إلى أن مثل هذه الألعاب من شأنها أن تساعد في تقليل معدلات السمنة المفرطة لدى الأطفال من خلال النشاط البدني الذي يعتمد على الرياضة والمرح. في نفس الوقت. وهذا ما فعله بالفعل بعض الآباء في بعض الدول، وحققوا بالفعل نتائج أكثر من جيدة.
رابط مقالة الجمعية:
ثالثاً: التعامل مع الإحباط:
ما الذي يمكن أن يريحك من ضغوط الحياة اليومية؟ الذهاب في نزهة للترفيه عن نفسك، أو النوم للاسترخاء، أو لعب لعبتك المفضلة، والتي يمكن أن تكون لعبة فيديو. وخلصت الدراسة المقدمة في “المراجعة السنوية للعلاج السيبراني” -أي التطبيب عن بعد- إلى أن الهروب من العالم الحقيقي – وهنا لا يقصد الهروب بالمعنى السلبي، أي الخوف من تحدي الواقع – والغوص في العالم الافتراضي من شأنه أن يساعد العصبي النظام، عن طريق تقليل… الضغط على دماغنا، إذا جاز التعبير. ومضت المراجعة نفسها لتقول، من ناحية أخرى، إن ألعاب الكمبيوتر تساعدك على العيش في عالمك الخاص، في العالم الذي تجد فيه جانبًا من ذاتك الحقيقية، بحيث يمكنك بطريقة ما أن “تحلم”. نوع خاص من الأحلام يختلف بطبيعته عن أحلامنا اليومية التي نسعى إليها. ولتحقيق ذلك من خلال التخطيط والعمل الجاد نجده خاصة في نوع معين من الألعاب وهي ألعاب تقمص الأدوار – RPG – حتى تتمكن من العيش كما تريد وتكون ما تريد.
رابط المقال الدراسي:
رابعاً: تحسين الإدراك البصري:
عندما تستخدم ألعاب الكمبيوتر لتحسين وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، وعندما تلجأ الدول إلى ألعاب الفيديو في تدريب جنودها لتحسين مهاراتهم البصرية العسكرية، يجب أن نتوقف هنا ونعيد النظر في ما نعتقده. لا تتوقف فائدة ألعاب الكمبيوتر عند تحسين إدراكنا لما يحيط بنا -الإدراك الحسي- ولكنها تتعدى تحسين إدراكنا البصري أيضًا من خلال تحسين قدرتنا على التركيز بصريًا وأيضًا تحسين سرعة الانتقال والفهم البصري من خلال الملاحظة كما بقدر ما يمكن أن نلاحظ في أقل وقت. وهذا ما تدعمه جامعة روتشستر في دراستها على الرابط التالي: