من هو أول صحابي رمى بسهم في سبيل الله؟ هذا هو واحد من تلك الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة. والصحابة الكرام مشهود لهم في القرآن الكريم والسنة المطهرة، ومحبتهم من صلب عقيدة أهل السنة والجماعة، وهي تنبع من ذلك. محبة الرسول الكريم محمد والأسباب التي تقتضي محبتهم، فهم أناس فاضلون ومحسنون، ومن فضائلهم أن قرنهم وزمانهم هو أفضل القرون والأزمنة، وهذا. ثبت بالحديث النبوي . كما أنهم وسطاء بين رسول الله وقومه، فالشريعة الإسلامية نقلت نصوصها ومصادرها عن الصحابة الكرام.
من أول الصحابة الذين رموا السهم في سبيل الله
وأول صحابي رمى بسهم في سبيل الله هو الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. هو سعد بن مالك بن أهيب الزهري القرشي أبو إسحاق، من ولد زهرة. آل آمنة بنت وهب رسول الله، وكانت من أوائل الذين أسلموا عندما بلغت، وهي رابع من أسلم بعد أبي بكر الصديق وزيد وعلي بن أبي طالب. وكان رضي الله عنهم أحد العشرة الذين بشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وكان ممن كان معهم رسول الله. راضياً قبل وفاته، كان سعد بن أبي وقاص مجيب الدعاء، وكان معروفاً بشجاعته وفروسته، فهو أول سهم شهد به غزوة بدر رسول الله، وكان ماهراً. رامي السهام أخطأ في رمايته، وترأس سعد بن أبي وقاص أحد أهم مناصبه في تاريخ الإسلام، وهو انسحابه من خلاف بين المسلمين، وعندما سأله الناس عن أسباب اعتزاله من القتال، على حد قوله. : «حتى تأتيني بالسيف الذي يفرق بين المؤمن والكافر». توفي سعد بن أبي وقاص بالعقيق، في الخامس والخمسين من الهجرة، وله ثمانين سنة، وهو آخر المهاجرين موتا.
فضائل سعد بن أبي وقاص
بعد حصوله على إجابة سؤال من هو أول صحابي رمى بسهم في سبيل الله، عندما أسلم سعد بن أبي وقاص وعلمت أمه بإسلامه امتنع عن الأكل ونذر ألا يتكلم حتى حساس قلبه له وعاد إلى الكفر، فحفظ دينه وقال لها: “تعلمين يا أماه لو كان لك مائة نفس، فتركتها واحداً تلو الآخر، ولم أترك هذا” دِين فإن شئت فكلي وإن شئت فلا تأكلي فأنزل الله عز وجل: «ووصينا الإنسان بوالديه حسنا فإن رغبا إلي» ذلك ما عندك. لا علم فأطيعوا إلي مرجعكم فإنبئكم بما كنتم من قبل».
- وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتخر بأن سعد بن أبي وقاص عمه، وجاء يوما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هذا عمي.
- وهو الذي فدى رسول الله صلى الله عليه وسلم والديه يوم أحد، وقال راوي الحديث: لم أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدى أحداً بوالديه إلا سعد، فإني سمعته يوم فيقول أحد: يا سعد، بأبي أنت وأمي.
- وكان سعد من حراس رسول الله. روي أن النبي صلى الله عليه وسلم سهر، فلما قدم المدينة قال: «أرجو رجلاً صالحاً من أهلها. وكان أصحابي يحرسونني الليلة فسمعنا صوت البندقية، فقال من هذا: أنا سعد بن أبي وقاص، جئت أحرسك، فنام النبي صلى الله عليه وسلم.
جهاد سعد بن أبي وقاص
وبعد أن ورد الجواب عن من أول صحابي رمى بسهم في سبيل الله، كان سعد بن أبي وقاص أول رمى بسهم في سبيل الله. كما شهد غزوة أحد وبدر والخندق وخيبر وتبوك وغزوة الفتح وقد ائتمنه الرسول صلى الله عليه وسلم في بعض الوظائف الخاصة ومثال ذلك عندما أرسله إلى علي بن أبي طالب والزبير بن العوام رضي الله عنهما في مهمة الاستطلاع في ماء بدر، وفي صلح الحديبية كان سعد بن أبي وقاص أحد الشهود كما شارك رضي الله عنه في عدة فتوحات ومعارك بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. وهناك رأى دومة الجندلي وذهب مع أبو بكر الصديق إلى البدو الذين طمعوا في المدينة بعد خروج جيش أسامة. كما شارك في معركة القادسية وتولى قيادة جيش المسلمين في بلاد فارس والعراق، وتمكن بقيادته من هزيمة الفرس في تلك المعركة.
وفاة سعد بن أبي وقاص
وبعد أن ورد الجواب عن من هو أول صحابي رمى بسهم في سبيل الله، توفي رضي الله عنه في السنة الخامسة والخمسين للهجرة، وقيل سنة 58، وكان عمره ثلاثة وثمانين سنة، وكان آخر المهاجرين موتا، وقبل وفاته أوصى رضي الله عنه أن يكسوه الثوب الصوفي الذي كان يلبسه يومئذ. التقى بالمشركين في غزوة بدر، وتوفي في قصره بالعقيق، وهو على عشرة أميال من المدينة المنورة، وصلى عليه فيه. كما صلى في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
وبذلك نكون قد أجبنا على سؤال من هو أول صحابي رمى بسهم في سبيل الله، وهو الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. ثم تحدثنا عن سعد بن أبي وقاص وذكرنا فضائله وجهاده ومعلومات عنه.