إن قرار إقامة حفل الزفاف في الشريعة الإسلامية هو من القرارات التي يحث عليها المسلم سبحانه ويرجوها، وقد قال رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم : “”كثيرًا ما كنت أكرمك بين الأمم.” لقد جعل الله في الزواج مودة وسلاماً ونعمة بين الزوجين وفي هذا المقال سنوضح مظاهر الفرح بالزواج الواحد. كما نوضح الحكمة من ذلك، وما هو قرارها، ونبين متى يكون أفضل وما هو الحد الأدنى لمقداره.
الاحتفال وحكمته
الوليمة في اللغة: من الولامية وهو الجمع. لأن الزوجين يجتمعان، وفي الاصطلاح الشرعي: اسم طعام خاصة في الأعراس، وقيل هو كل طعام يقصد به الفرح والسرور، وعموم استخدامه في طعام الزفاف أكثر شهرة، وكما ولحكمة العيد، فإنه يشرع شريعة العرض والإشهار والتفريق بينها وبين المحارم، كما يشرع تعظيم الله تعالى على ما أنعم به على عبده من تيسير زواجه. والرفق بالمرأة وأهلها. وإنفاق المال عليها وجمع الناس على أمرها يظهر شرفها في نظر زوجها.[2]
قرار إقامة حفل الزفاف
اختلف الباحثون في قرار حفل الزفاف بناء على رأيين:
- السنة الثابتة: وهذا ما قاله جمهور العلماء منهم: الشافعية، والحنابلة، والحنفية، وأكثر أهل العلم، واستدلوا على ذلك بما قالته صفية بنت شيبة رضي الله عنها. وعنه: «أن النبي صلى الله عليه وسلم عالج بعض نسائه بقبضة من شعير». والمعنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرف الشعير. ولو كان واجبا لقدر وعرف مقداره، كسائر الترتيبات التي شرعها الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولما لم يحدد مقداره تحول من الوجوب إلى الاستحباب.
- “ويجب: وقد ذهب إلى هذا الرأي بعض أهل العلم كالمالكية والظاهريين، واستدلوا بقوله صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف: “يعامل ولو كالشاة”. والأمر يدل على وجوبه، وبما أنه صلى الله عليه وسلم كان يعالج ولو بأقل القليل من المال، كما جاء في حديث صفية رضي الله عنه الوحي والفرق. بينه وبين القاتل فكان وجوباً.
وقت وكمية الحفلة
ويستحب أن يكون وقت طعام العيد بعد الوصول، وهذا مشهور من المذهب المالكي، وهو المذهب الشافعي، وقال ابن تيمية هذا مستندا إلى حديث أنس رضي الله عنه. عنه قال: «عروس رسول الله صلى الله عليه وسلم لزينب بنت جحش، وتزوجها». يوم ارتفاع درجة الحرارة”، ومعنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج زينب رضي الله عنها ثم باشر بعدها، وأما مقدار الوليمة فيستحب له ذلك. تكون على حسب قدرة الزوج، فلا ينبغي للرجل أن يثقل نفسه ويحمل فوق طاقته، ولا يأمر بالذبح، فالرعاية لا تعني الوقاحة أو التبذير، بل إعلان الزواج والفرح وفيه. فالحديث السابق الذي رواه صفية رضي الله عنه دليل على أن الله صلى الله عليه وسلم كان مسؤولاً عن نسائه الشعير، ولما سأل عبد الرحمن بن عوف عن العيد قال له النبي : أفلا يكون له حتى شاة، فيجوز العيد بدون خروف، ولا حد لعدد الأعياد.
يعد قرار إقامة حفل الزفاف من المسائل الخلافية بين العلماء، بين كونه واجبا ومستحبا، وقد شرع الله سبحانه الاحتفال لعرض الزواج وإشهاره، وبين ثناءه على هذه النعمة. وقد قمنا في هذا المقال بتوضيح ما هو أفضل وقت لتنظيم حفل زفاف، كما أوضحنا الحد الأدنى للمبلغ.