إن الاعتراف بنعم الله وتعظيمه والاستعانة بها على طاعته من أعظم العبادات التي أنعم الله تعالى علينا بنعم كثيرة ينبغي علينا أن نشكرها دائما هو المعطي دون العباد، وأن يبث الأمل والخوف من الله سبحانه وتعالى في قلبه، ويقوي فكرة أن الحياة والأرزاق كلها في يد الرب. العباد، لأن الخليقة كلها لا تنفع الإنسان ولا تضره. وقد بين الله تعالى أنه هو الذي يحيي الموت وهو الرازق الذي ينفع وهو الذي يضر.
فلنعترف بنعم الله ونحمده عليها ونستخدمها في طاعته
يجب على كل إنسان أن يعترف بنعم الله عليه ويشكره على هذه النعم العظيمة، والشكر هو؛ مكافأة الإحسان وحسن الثناء على من يقدم الإحسان، وأعظم من يستحق الثناء على عباده هو الله عز وجل. لأنه هو الذي انعم علينا وعلى جميع عباده بنعم عظيمة في ديننا ورزقنا، وقد أمرنا الله تعالى أن نشكره على هذه النعم وألا ننكرها، قال الله تعالى: “”فاذكروني أذكركم”” اذكروني واشكروني ولكن لا تصدقوا.” ومن يفعل ذلك يشكر الله على نعمه الكثيرة وينعم عليها، فهو يستحق وصف الشاكر والشاكر، وأعظم من فعل ذلك الأنبياء والمرسلون عليهم السلام. وقال الله تعالى: “إن إبراهيم كان عبد الله قانتاً لله حنيفاً وما كان من المشركين”. «شكرًا لنعمه اجتباه وهداه إلى الصراط المستقيم». وقد ذكر الله تعالى بعض نعمه، وأخبرهم أن يشكروها سبحانه وتعالى.
معنى شكر الله تعالى على نعمه
أشكركم لغة: هو مصدر الفعل: أشكركم، وصيغته المضارعة: أشكر والمعنى؛ التعريف بالأعمال الخيرية ونشرها. معنى الشكر لله؛ إنها جائزة جميلة وأشكركم عليها. والشكر معناه كثرة الثناء، وجمعه الشكر، وهو المبالغة. وأما كلمة “الشاكر” فهي من صفات الله سبحانه وتعالى فهي تعني أنه يزكي له بعض أعمال عباده، فيضاعف لهم الأجر والشكر. لعباده مغفرته لهم، وقوله: (شكر الله على جهده) معناه أن الله جازيه عليه.
والشكر اصطلاحاً يعني: ظهور أثر نعمة الله في لغة عباده قولاً وعملاً، وقد قيل أن معناه: معرفة النعمة الممنوحة لها. الانتقال. قال ابن القيم: “الشكر هو ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده: الثناء والإقرار، في قلبه شهود ومحبة، وفي جوارحه خضوع وانقياد. وعرّف آخرون الشكر على النحو التالي: : حمد المحسن على ما أنعم عليه “.
أركان شكر نعم الله
هناك عدة أركان لشكر الله تعالى، سأذكرها فيما يلي:
الاعتراف بالنعمة
يعني الإقرار والاعتراف والتأكيد على أن الذي أعطاك كل النعم هو الله تعالى. وما العبد إلا وسيلة للحصول عليه؛ ولا يجوز إعطاء النعمة للعباد؛ فهذا فعل جاهل وعقيدته خاطئة ومضللة. لأنهم يعطون هذه النعم لشخص آخر غير خالقهم. وعن زيد بن خالد الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أتاني مؤمنون من عبادي، وقال الكافرون: مطرنا بفضل الله» “. وبرحمته فمن آمن بي وكفر بالكوكب، وأما من قال: بمناسبة كذا وكذا فهو كافر بي ومؤمن بالكوكب. ”
الحديث عن ذلك والثناء على النعمة
نحن نتحدث عن النعم العظيمة التي أنعمها الله تعالى عليك، والفضل الذي أنعمه عليك؛ ولهذا قضى الرسول صلى الله عليه وسلم ليلته كلها في شكر الله تعالى والثناء عليه. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «قطعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، مسست ذات ليلة فوجدته مطروحا على الأرض وهو يقول: إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمغفرة عقابي لك، وأعوذ بك، لا أثني عليك كما أثنيت على نفسك».
تسخير النعمة في طاعة الله، وهو واهبها
قال الله تعالى: “واعملوا لآل داود شكرا”. [7]. ومعنى هذه الآية: “يا آل داود اشكروا الله على ما أعطاكم من طاعته وحفظ أوامره”. أمر الله القدير عائلة داود بالتصرف. العمل وما قاله: اشكروا للذين شكوروا أعمالهم.
كيف نشكر الله على نعمه
وقد ذكرنا أن الله تعالى أنعم علينا بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، ويجب علينا أن نشكر الله على هذه النعم ونشكره سبحانه وتعالى، فهي كما يلي:
- إذا أكرمك الله بالمال، فاجتنب إنفاقه في حرامه، وانفقه في حلاله، ورد أموالك.
- فإذا بارك لك مثلاً في التلفاز فلا تستعمله في المحرمات. وكذلك يجب عليك استخدام الإنترنت لدعوة الناس إلى الله، فإنهم يستخدمونها في إحداث الفساد والإفساد.
- إذا آتاك الله العلم فاشكره بأن تتناوله عن طريق غيرك، وأن يعلم به أهلك وجيرانك.
- إذا منحك الله سلطانًا، فاشكره باستخدام هذا السلطان في قضاء حوائج الآخرين وتحقيق مصالحهم.
- فإذا رزقك الله بالذرية الصالحة، فإن شكر هذه النعمة يكون بغرس عقيدة التوحيد في قلوبهم منذ الصغر، وتربيتهم على طاعة الله عز وجل وحفظهم من الشيطان الرجيم.
- اشكر الله تعالى على ما وهب لك من أعضاء، مثل اليدين والقدمين والعينين والأذنين وجميع أعضائك. وعندما تستخدمها في طاعة الله تعالى، فهذا يعني أنك إذا سمعت الخير عرفته، وإذا سمعت الشر أخفيته، وخذ معك ما ليس لك، ولا تنكر عدل الله عز وجل، و وأما شكر المعدة فمعناه أن في أسفله الطعام وفي أعلىه المعلومات والشكر على الفرج. ويتم ذلك بالمحافظة عليها، وكذلك بفضل الأعضاء الأخرى على عدم استخدامها فيما يغضب الله تعالى.
وقد ذكرنا فيما سبق أنه ينبغي لكل مؤمن أن يعترف بنعم الله ويحمده عليها ويستعين بها على قدر نعمته. يسمى الامتنان.