من يشبه الحمار يحمل لفافات في الأبيات، أليس كذلك؟ معصية الله عز وجل توجب سخطه وغضبه، وكما أن عفو الله ورحمته ومغفرته عظيم، فإن معاناته وسخطه شديدة أيضًا، لذا يجب على المسلم الحقيقي أن يبتعد عن كل ما يكرهه الله عز وجل، ونتعلم من الآية حيث هذا وقد ذكرت المقارنة، وسبب ذلك. ونتعلم من سورة الجمعة ونبين فضائل الله لبني إسرائيل.
واحد مثل الحمار يحمل كتبا في الآيات
وقد ذكر هذا المثل في الجمعة العظيمة قال الله تعالى: (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل حمار يحمل أسفارا). وسيحاسب الله تعالى اليهود الذين كانوا. أعطوا التوراة وحملوها للعمل بها ولم يعملوا بها، وهو مثل الحمار يحمل أسفارا. الكتب، أي: كالحمار إذا حمل كتبا لا يعلم ما فيها، فإنه يحملها بجسده ولا يدري ما فيها. وكذلك هؤلاء حملوا الكتاب الذي أعطاهم وحفظوه ولم يفهموه ولم يعملوا به. بل حرفوه وحرّفوه وغيروه، فهم أسوأ حالاً من الحمير. لأن الحمار ليس له فهم، وهؤلاء الناس لديهم فهم لم يستخدموه؛ ولهذا قال في الآية الثانية: (أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون).[3]
سورة الجمعة
وهي سورة مدنية، وعدد آياتها إحدى عشرة آية، وسميت سورة الجمعة؛ لأنها تتضمن الأمر بإجابة أذان الجمعة، في قوله تعالى: (يا أيها الذين (إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاجتهدوا في ذكر الله) موضوع هذه السورة كالسور المدنية. شرح أحكام القانون والغرض منه هو بيان أحكام يوم الجمعة التي تكون إلزامية بدلا من الظهر يوم الجمعة. بدأت السورة كسابقتها في تعظيم الله وتعظيمه ووصفه بكمال صفات النبي صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء ونعمة الله المهداة وهي عروبته وكان يتلو على قومه الآيات ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والسنة. سواء في عصره أو في الأجيال اللاحقة، وأوضح أن هذه كانت خدمة الله وبركته ورحمته، ثم وصف اليهود. لأنهم رفضوا تنفيذ أوامر التوراة وشبهوها بالحمار الذي يحمل على ظهره كتباً مفيدة ولكنه لا يفهم منها شيئاً ولا يشعر إلا بالتعب، وهو البؤس نفسه الذي سيكافئه اليهود لو كانوا كذلك. أولياء الله على رجاء الموت، وانتهت السورة بأذان إقامة الجمعة وواجب الجهاد، له مجرد نداء يدعوه مع الأذان والإمام على المنبر، ويسمح الجهاد والكسب بعد انتهاء الصلاة، ويتهم المؤمنين الذين تخلوا عن الله صلى الله عليه وسلم عندما خطب على المنبر، وهرعوا لرؤية عربة التاجر.
رحمة الله على بني إسرائيل
وأنعم على بني إسرائيل ببركات كثيرة منها:
- وأنقذهم من عذاب فرعون الذي قتل أولادهم واستعبدهم.
- إن غرق فرعون وجنوده في البحر ونجاة بني إسرائيل وموسى عليه السلام بعد أن أعدوا الطريق الجاف الذي اختاروه هو من معجزات نبي الله موسى عليه السلام .
- وتوبة الله موجهة إلى بني إسرائيل لأن الله تعالى يقبل توبة العصاة ويرحم من لجأ إليه ورجع.
- وأنزلت التوراة على نبي الله موسى عليه السلام ليسيروا على طريق الهدى ويبتعدوا عن طريق الضلال.
- التخلص جماعياً من المجرمين بأمر الله ونبيه موسى عليه السلام عندما اتخذ بنو إسرائيل إلهاً لهم العجل فعبدوه من دون الله وظلموا أنفسهم بعد أن أشركوا بالله، في. الوقت الذي غاب فيه موسى عنهم بأمر ربه، وصيامه أربعين يوما.
- ورزقهم الله الطعام والشراب كالمن والسلوى.
- وكان يعتني بمواشيهم بسقيهم، كما طلب بنو إسرائيل من موسى عليه السلام الماء، فقال الله لموسى أن يضرب بعصاه الأرض، فجاء لهم الماء.
- وبارك لهم دخول بيت المقدس وبعد انتهاء المدة التي حكم فيها على بني إسرائيل بالتجول، فتح بنو إسرائيل الأرض المقدسة بقيادة يوشع بن نون عليه السلام.
- وقد احتموا من حرارة الشمس في وادي التيهي (الواقع بين الشام ومصر) أربعين سنة بتغطيتهم بالغيوم البيضاء الرقيقة.
- لإحيائهم بعد موتهم الحقيقي حتى يتمكنوا من استيفاء الشروط المقررة.
تذكر آسيا بحمل السجلات في الآيات: هم بني إسرائيل الذين يفترون على اليهود الذين أوتوا التوراة ولم يعملوا بها. في هذا المقال تعرفنا على سورة الجمعة وشرحنا النعم التي أنعم الله بها على بني إسرائيل.