عقوبة شرب الخمر هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أن الشريعة الإسلامية جاءت لتنظم حياة الناس كافة، ولذلك شرع الله تعالى بعض العقوبات لدفع الضرر الناتج عن بعض الأفعال، ومن الآن فصاعدا، وهذا الحديث مخصص للخمر في الشريعة الإسلامية، وحكم شربها، والعقوبة المترتبة عليها، وأحوال عقوبة الشارب، وما يثبت عقوبة شرب النهي عن شرب الخمر، موضحة على النحو التالي:

القرار بشرب الكحول

قبل الحديث عن حكم شرب الخمر لا بد أولاً من تعريف الخمر بأنها كل ما يفسد العقل سواء كان عنباً أو شعيراً أو قمحاً أو تمراً أو غير ذلك من الخمر، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِلاَّ إِنَّهُ لَا إِلاَّ رَبُّ الْخَمْرِ}. إن الخمر والميسر والحجارة والحجارة رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون }، وعلى هذا الأساس شرب الخمر الأصل أن شرب الخمر حرام بإجماع أهل العلم، ولكن هناك حالات يجوز فيها شرب الخمر، وتفاصيلها كما يلي:

  • تقليل الجوع: يجوز للمسلم أن يشرب الخمر للتخفيف من مرارته إذا خاف أن يموت ولم يجد غيره لا يزيد على الحاجة، ودليلهم على ذلك قوله تعالى: {وكان وحدد لكم ما حرم عليكم إلا ما يجب عليكم أن تفعلوه } .
  • عند الإكراه على الشرب: يجوز للمسلم أن يشرب الخمر، فإذا امتنع عنها حتى يقتل، فإنه يكون مسؤولاً عن عدم شرب الخمر في المذاهب الأربعة، ودليلهم على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم. تعالى: {فمن اضطر لا يعتدي ولا يعتدي فلا إثم}.

الحد من استهلاك الكحول

والعقوبة مشروعة لحفظ النسب والعرض والعقول والأموال وتأمين الطريق. واختلف الأئمة الأربعة على حد شارب الخمر، فعقوبة شرب الخمر ثمانين جلدة، ودليلهم على ذلك فعل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب. وقدره بثمانين، ووافقه الصحابة رضي الله عنهم، بينما قدر الشافعي الحد بأربعين جلدة، وروي دليلهم عليه عن أنس. بن مالك رضي الله عنه قال: «ضرب النبي صلى الله عليه وسلم الخمر بالورق والنعال، فجلد أبا بكر أربعين جلدة، وبناء على ذلك أصلا عقوبة من وكان شرب الخمر أربعين جلدة، لكنه رضي الله عنه قرر رفعها إلى الثمانين عقوبةً له بسبب انتشار شرب الخمر في بعض المناطق.

القيود المفروضة على استهلاك الكحول

هناك عدة شروط يجب توافرها حتى يتمكن الولي من فرض العقوبة على شارب الخمر، ومن هذه الشروط ما يلي:

  • الواجب: أي أن يكون الشارب بالغا عاقلاً، وبناء على ذلك لا تطبق العقوبة على المجنون أو الطفل في حالة الشرب.
  • الاختيار: وذلك حتى لا يكون الشارب تحت إكراه أو إكراه، كما دل على ذلك قوله تعالى: {من آمن بالله بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان}.
  • أنه متعمد: فمن شربه وهو يظن أنه عصير أو غيره من المشروبات المباحه، فلا عقوبة عليه، والدليل على ذلك قوله تعالى: {وَلَا تُؤْمِنُونَ بِمَا أخطأتُمْ وَلَكِنْ إلا ما نوى قلبك وكان الله غفورا رحيما}.
  • معرفة حكم الشرب: من جهل تحريم الشرب فلا عقوبة عليه.
  • الإسلام: من شروط إقامة الحد أن يكون شارب الخمر مسلماً، وأما غير المسلم فلا يعاقب عليه عند الجمهور، ومنهم من رأى أنه يعاقب إذا أظهر حقه. عقل. شربه أمام الناس.

مما يثبت الحد

عقوبة شرب الخمر على شاربها أحد أمرين كما يلي:

  • الدليل: لا تثبت عقوبة السكير إلا بشهادة رجلين عادلين، ولا بشهادة رجل وامرأتين، ولا بعلم القاضي.
  • الاعتراف: وهو أن يعترف الشارب بأنه شرب الخمر.

مراحل حظر الكحول

كان العرب قديماً مولعين بالخمر ويجدون صعوبة في الإقلاع عنها، ولذلك اقتضت حكمة الله تعالى أن يحرمها عليهم تدريجياً، وفيما يلي مراحل تحريم الخمر:

  • المرحلة الأولى: بدأ في ترك الخمر، وذلك في قوله تعالى: “يسألونك عن الخمر والميسر: فيهما إثم كبير ومنافع للناس”. وفي هذا الوقت رفض بعض المسلمين. فشربه، وقال بعضهم: نأخذ منفعته ونكفر مضره.
  • المرحلة الثانية: ثم نهى القرآن الكريم عن شرب الخمر وهو سكران، كما قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة سكارى حتى تعلموا ما أنتم. قوله }، فأدخل بعض الصحابة استحباب الصلاة، فرفضوه، وقال آخرون: نشربه في خارج أوقات الصلاة.
  • المرحلة الثالثة: ثم نزل قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن الخمر والميسر والأحجار الكريمة والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه! سوف تنجح} ولذلك كان شرب الكحول ممنوعًا دائمًا.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى مقال عن عقوبة شرب الخمر، فيه بيان معنى الخمر وحكم شربه عند الأئمة الأربعة، وعقوبة الشرب وشروط إقامة الحد على الشارب وأساسه. للعقوبة، وأخيراً شرح مراحل تحريم شرب الخمر.