واللعنة، فمن المعروف أن هذا المصطلح ورد في عدة آيات قرآنية وعدة نصوص من الأحاديث النبوية، فما معناه في اللغة؟ ماذا يعني ذلك من الناحية القانونية؟ ما حكم المسلم الذي يسب أخاه المسلم الفاجر؟ ما حكم المسلم الذي يسب كافراً معيناً؟ سيجد القارئ إجابات كل هذه الأسئلة في هذا المقال بالتفصيل.

جحيم

فالسب اللغوي معناه النفي والنفي، وهذا النفي نوع من السخط والغضب. أما في الاصطلاح الشرعي فهو يعني النفي من نعمة الله عز وجل وثوابه، وناره وناره. وعلى الرغم من العقوبة، فإن معنى اللعنة يتغير حسب من أعطىها، وهذا موضح أدناه:

  • ولعنة الله تعالى في الآخرة تعني العقاب والعذاب.
  • لعنة الله تعالى في الدنيا تعني التوقف عن قبول نعمه وبركاته.
  • إذا كان شخص ما قد أعطى لعنة للآخرين، فهذا يعني الصلاة للآخرين.

حكم لعن المسلم الفاسق

وأما حكم لعن بعض الظالمين الذين تم تحديد أسمائهم وصفاتهم، فقد اختلفت آراء العلماء إلى قولين، وفيما يلي بيان هذه الأقوال:

القول الأول

وذهب الأئمة الأربعة إلى أن الفاسق المذكور لا يجوز، مستدلين بحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: «رجل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم». عليه الصلاة والسلام، واسمه عبد الله، وكان يلقب بالحمار، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك». وكان الله صلى الله عليه وسلم قد جلده النبي صلى الله عليه وسلم على الشرب فأتي به ذات يوم فأمر به فجلد فقال الرجل: اللهم ، اللعنة عليه، كم مرة تم إحضاره؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تلعنه، فوالله ما علمت أنه يحب الله ورسوله.

بيان آخر

وذهب بعض فقهاء الشافعية والحنابلة إلى جواز لعن فاسق معين، ودليلهم على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : “إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشها وهي أبى، وبات غاضبا عليه فيلعنه”. الملائكة حتى الصباح.” ومعنى هذا الحديث أن الملائكة لعنت امرأة معينة وأن الملائكة معصومون، ومعلوم أن التشبه بالمعصومين مباح.

حكم لعن الكافر

وكذلك اختلفت آراء العلماء في حكم لعن الكفار على قولين، وفيما يلي آراء العلماء في هذه المسألة:

القول الأول

ويجوز للمسلم أن يلعن الكفار. ولما كان عرض الكفار غير مصان بالشرع، وبما أن معنى اللعن هو قبل كل شيء ملازم للكافر، فقد استدل أصحاب هذا الرأي بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم . وسلم عليه حين لعن قوما من كفار قريش.

بيان آخر

ولا يجوز لمسلم أن يسب كافرا بعينه، ومذهب أصحاب هذا الرأي أن الله تعالى أنزل قوله: { ليس لك من ذلك شيء ولا تتوب عليهم ولا تعذبهم } . عليهم فإنهم ظالمون} إذ لعن. وقد خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم أناساً معينين، ومما يدل على أنه لا يجوز لعن كافر معين أن النبي لم يلعن أحداً بعينه.

وبهذا تكون قد وصلت إلى خاتمة هذا المقال المعنون باللعنة، والتي بين فيها أن اللعان هو الطرد من نعمة الله عز وجل، وقد وضح كلام أهل العلم حكم المسلم الذي يلعن من يلعن من يلعنه. المسلم الفاسق وحكم المسلم الذي يسب كافراً معيناً.