هل يزور الموتى بعضهم البعض؟ هذا هو عنوان هذه المقالة، ومعلوم أن الدنيا دار الهلاك وأنها نهاية كل مخلوق. وجاء ذلك صريحًا في كتاب الله عز وجل حيث قال: {كل ذلك سيهدم. هذه الدنيا حياة أخرى قبل أن تأتي اللحظة وقد بدأ اليوم التالي؟ ماذا يفعل الموتى في قبورهم؟ وهذا موضح في هذه المقالة.
هل يزور الموتى بعضهم البعض؟
وقد بيّن مجموعة من الباحثين أن الأموات المباركين يزورون بعضهم بعضاً في قبورهم، مستشهدين بعدة أدلة.
- يقول الله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنَّهُ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ}. رفيقا}، وهذا المشروع مستمر في الدنيا، وفي حياة البرزخ، وفي الآخرة.
- يقول الله تعالى: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي}. كلهم، ومعلوم أن هذه الآية تقال للروح بعد الموت.
- يقول الله تعالى: {وَبَشِّرُوا الَّذِينَ لَمْ يَلْتَقِ بِهِمْ مِنْ وَرَاءِهِمْ}. وهذا يعني أن طلبهم البشرى من إخوانهم يتطلب بقاء نفوسهم.
- وما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “”إذا كان المؤمن حاضراً جاءته ملائكة الرحمة مع الجمل الأبيض، فيقولون: اخرج مسروراً، وأنا عنك رضيت يا روح الله.” والريحان والرب غير المغضوب، فيخرج كأطيب ريح المسك، حتى أن بعضهم يتبادله حتى يصل به إلى باب الجنة. فيقولون: ما أجمل هذه الريح التي جاءتكم من الأرض. فيأخذون معهم أرواح المؤمنين فيفرحون بها أكثر من أي أحد منكم. ويأتيه في غيبته، فيسألونه ما فعل فلان، ما فعل فلان، فيقولون: دعه، فقد كان في كرب الدنيا. فلما قال: لم يأتكم؟ قالوا: أخذ إلى أمه الهاوية. وإذا مات الكافر جاءته الملائكة المعذبون بالمسوح عباءة من الشعر فيقولون: اخرج غاضبا محكوما بعذاب الله عز وجل. فيخرج كرائحة الجيفة حتى يأتوا به باب الأرض فيقولون ما هذه الرائحة حتى يأتوا بأرواح الكفار والمعنى قوله: ألم يأت أنت. هذا السؤال يشير إلى لقاء الموتى وزيارتهم؟
الشعور بالموت؟
وهذا السؤال من الأمور البديهية التي ناقشها الباحثون. واختلفوا في هل يعرف الموتى الأحياء ويسمعون كلامهم عند وجودهم في القبور أم لا؟ وقد قاله بعض أهل العلم، وأنكره بعضهم، وبيان آراءهم كما يلي:
- ذهب أكثر الفقهاء إلى أن الميت يعرف من يزوره ويزوره في القبر.
- وما جاء في صحيحين: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الميت إذا تركه أهله بعد دفنه: “إن الميت إذا وضع في القبر يسمع قرع النعال” ترك وفي رواية: إذا وضع العبد في قبر وأعرض عنه أصحابه، ففي هذا الحديث دلالة واضحة، ومن العلم الواضح أن الميت إذا وضع في القبر وصب عليه التراب، يخرج أهله وأحبابه من قبره، ويسمع صوت الأحذية وهي تخرج من القبر.
- ما جاء في حديث خطاب النبي صلى الله عليه وسلم للمشركين الذين قتلوا يوم بدر؛ جاء في الصحيح: “”ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلى بدر ثلاث مرات، ثم أتاهم فوقف عليهم فدعاهم، فقال: يا أبا جهل بن هشام” يا أمية بن خلف! يا عتبة بن ربيعة! ألم تجد ما وعد ربك حقاً؟ فقد وجدت ما وعد ربي حقاً، فسمع عمر ما وعد به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، وكيف يسمعون وكيف يجيبون وهم جافون؟ قال: «الذي نفسي بيده، ما أنت بأسمع لي منهم». فسحبهم وألقهم في أعماق بدر ومن ينظر إلى كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم يجد قوله في سماع الموتى لكلام الأحياء، فقد قال لعمر: ” لن تسمع ما أقول أكثر منهم”، لكنه نفى أن يكونوا قادرين على ذلك بالإجابة على ما يسمعون، مؤكدا أنه كان يستمع إليهم، ونهى عن الكلام فيهم.
- وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الصحابة بالسلام على أهل القبر، مما يدل على أنهم يسمعون كلام الأحياء. ولو لم يسمعوا لما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، ولو أمر به في حال لم يسمعوا كلام الأحياء لكان أمره في موضعه. باطلاً، وأبعد ما يكون في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من لهو أو شيء بلا معنى ولا غرض صلى الله عليه وسلم.
- نهت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عن سؤال الميت عن استماع كلام الأحياء، ووافقها عدد من علماء الحنفية وبعض علماء المحدثين، مثل: ابن باز، وقد استدل ابن عثيمين وغيره على ما ادعت قوله تعالى: {إنك لا تسمع الموتى، ولا تسمع الصم إنك لا تسمع إلا الصم. الصلاة فإذا تولوا انقلبوا.” وعندما قال تعالى: “”إنك لا تسمع من في القبور”” بدراً، يرون فيه معجزة من صفات النبي صلى الله عليه وسلم و وأما الخلق والأحاديث “يسمع قرع نعالهم إذا أعرضوا عنه” قالوا: هذا في الميت إذا وضع في القبر مباشرة، لأنه وترجع إليه الروح حتى يحاسبه ملكان.
هل يعذب الموتى في قبورهم؟
اتفق أهل السنة وجماعة علماء المسلمين على أن هناك عذابا وأن صاحب القبر إما في نعيم وإما في عذاب، وتلك هي حياة البرزخ كما عبروا عنها، واستدلوا بعدة آيات. والدليل على ذلك ما يلي:
- يقول الله تعالى عن آل فرعون: {وتعرض عليها النار غدواً وعشياً، ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب}، حيث قالوا إن آل فرعون، وعلى الرغم من موتهم، فسيتعرضون للنار صباحاً ومساءً، كما دلت الآية الكريمة على وجود عذاب القبر.
- يقول الله تعالى: {وخلفهم البرزخ إلى يوم يبعثون}، ومعلوم أن البرزخ هو عذاب أو نعيم القبر، وهو حائل بين الحياة الدنيا واليوم الآخر. .
- وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه استعاذ من عذاب القبر في أكثر من موضع، مما يدل على وجوده واستقرار طوائف لا تحترم عند أهل السنة، فهم وأنكر عذاب القبر وادعى أنه غير موجود.
وهكذا جاءت خاتمة هذا المقال، الذي اكتمل ببيان أحوال الموتى في قبورهم، كما اكتمل بالإجابة على سؤال: هل الموتى يزورون بعضهم بعضا؟ السؤال هو هل الموتى يعلمون؟ والسؤال هو ما إذا كان الموتى يتعرضون للتعذيب.