هل يشعر الميت أنك تبكي عليه؟ سؤال يكثر البحث عنه وسيكون عنوان هذا المقال حيث سيجد القارئ بعض الأمور المتعلقة بالميت تتعلق بشعوره بأن أهله يبكون عليه، وشعوره بذلك، وسماعه لهم، وشعوره تجاههم كما سيتم الحديث عن تحلل جثته عن حقيقة وجود تعذيب في القبر، وذكر الأدلة على ذلك.
هل يشعر الميت أنك تبكي عليه؟
ولم يقدم دليلا شرعيا محددا قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الميت يبكي أهله عليه، إلا أنه روي عن ابن عمر رضي الله عنهما عنه رضي الله عنه أنه قال: «إن الميت يعذب ببكاء أهله»، وبناء على هذا الحديث ذهب جماعة من العلماء المعاصرين كابن تيمية وابن القيم وابن باز إلى ذلك. فالميت يعرف أحداً فيبكي عليهم، ويحزن لحزنهم، ويتحسر عليهم. إلا أن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت لابن عمر: “”كان النبي صلى الله عليه وسلم يمر بالقبر فيقول: إن صاحب هذا القبر يُعذب وإن فأهلها يبكون بسببه، فقرأت: ولا يتحمل المدعي وزراً آخر؟ وأخبره أن هذا القتيل لم يعذب بسبب بكاء أهله، بل كان يعذب بسبب خطاياه وأفعاله، وأنه كان يتعذب في نفس الوقت الذي كان أهله يبكون عليه.
هل يتم تعذيب الميت بسبب بكاء أهله عليه؟
قررت السيدة عائشة رضي الله عنها عدم تعذيب المتوفاة بسبب بكاء أهلها عليها. وتبريره لذلك هو أن ذلك يخالف قوله تعالى: {ولا تزر وازرة أخرى}. إلا أن بعض العلماء ذهب إلى أن الميت يعذب ببكاء أهله، وأنه لا التناقض بين الاثنين. الحديث والآية، وعلى الطريقة التي ساقها العلماء للحديث وبينوا أنه لا يخالف الآية، فلهم طرق في ذلك كما هو مذكور أدناه:
- وسيعذب على ذلك إذا كان البكاء من عاداته وأسلوب حياته ويتقبله أهله.
- وسيعذب على ذلك إذا نصح أهله بالبكاء عليه بعد وفاته.
هل تعذب الميت بالبكاء عليه؟
البكاء الذي المقصود في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه : “”إن الميت يعذب ببكاء أهله”، ليس البكاء المطلق الذي يقضي به الإنسان حاجته، بل يعني البكاء” والبكاء العالي ورفع الصوت فيه.
هل يسمع الموتى كلام الأحياء؟
وهذا السؤال من الأمور التي اختلف عليها الباحثون. ورغم أن بعض الباحثين أثبتوا أن الميت يسمع الحي، وأنكر بعضهم ذلك، وفي هذه الفقرة من المقال “هل يشعر الميت ببكاء أهله عليه”، يوضح ما يقوله الباحثون عنه، من بين أشياء أخرى. يلي:
- القول الأول: أن الأموات يسمعون ويعلمون كلام الأحياء. وقد اتفق أغلب الفقهاء على ذلك، واستدلوا بعدة أدلة، نذكرها فيما يلي.
- وما جاء في صحيحين: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الميت إذا تركه أهله بعد دفنه: “إن الميت إذا وضع في القبر يسمع قرع النعال” ترك وفي رواية: إذا وضع العبد في قبر وأعرض عنه أصحابه، ففي هذا الحديث دلالة واضحة، ومن العلم الواضح أنه بعد وضع الميت في القبر، وصب عليه التراب، عائلته وأحبائه يتركونه يسمع من قبره صوت الأحذية وهي تغادر القبر.
- ما جاء في حديث خطاب النبي صلى الله عليه وسلم للمشركين الذين قتلوا يوم بدر: جاء في الصحيح: “”كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج عليه السلام قتلى بدر ثلاث مرات، ثم أتاهم فوقف عليهم فناداهم فقال: يا أبا جهل بن هشام، يا أمية بن خلف! يا شيبة بن ربيعة! ألم تجد ما وعد ربك حقاً، فقد وجدت ما وعد ربي حقاً، فسمع عمر ما قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله. الله كيف يسمعون وكيف يجيبون وهم جافون قال الذي نفسي بيده لا أسمع لي منهم فأمر فسحبهم وألقهم في أعماق بدر ومن ينظر إلى كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم يجد قوله في سماع الموتى لكلام الأحياء، فقد قال لعمر: ” لن تسمعوا ما أقول أكثر منهم”، لكنه نفى أن يكون لديهم القدرة على الرد على ما يسمعون، مؤكدا أنه كان يستمع إليهم ونهى عن الحديث عنهم.
- وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الصحابة بالسلام على أهل القبر، مما يدل على أنهم يسمعون كلام الأحياء. ولو لم يسمعوا لما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، ولو أمر به في حال لم يسمعوا كلام الأحياء لكان أمره في موضعه. باطلاً، وأبعد ما يكون في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من لهو أو شيء بلا معنى ولا غرض صلى الله عليه وسلم.
- ورأي آخر: أن الميت لا يسمع كلام أهله، وهذا مذهب السيدة عائشة رضي الله عنها وقد وافقها على ذلك عدد من علماء الحنفية وبعض المعاصرين مثل: ابن باز. وابن عثيمين وغيرهم، وفيما يلي أدلتهم على ذلك:
- يقول الله تعالى: “إنك لا تسمع الموتى ولا الصم الصلاة فإذا تولوا تولوا”.
- يقول الله تعالى: {وما أنت بمسمع من في القبور}.
- وأن سماع أهل القليب للنبي وهو يكلمهم بعد غزوة بدر هو معجزة من صفات النبي صلى الله عليه وسلم، وأن هذا لا ينطبق على غيرهم من الناس.
- وحديث «يسمع قرع نعالهم إذا أعرضوا عنه» قالوا: هذا الأمر في الميت إذا وضع في القبر مباشرة. فإذا عادت إليه الروح حتى يحاسبه ملكان.
هل يشعر الميت بأن الدود يأكل جسده؟
ومن المعلوم أن أجساد الإنسان بعد الموت تبلى وتبلى بعد موتها، والدليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس في الإنسان شيء إلا يلبس” يخرج إلا عظم واحد وهو العصعص، ومنه يركب الخلق يوم القيامة إلا الجثث لأن الله تعالى حرم على الأرض أن تأكلها، ولكن هل يعرف الميت ذلك في هذه الفقرة ؟ على النحو التالي:
- والمسلم الصالح لا يشعر بأن جسده يتحلل لأنه عذاب له وهو ضد رحمة الله تعالى.
- وقد يشعر العصاة والخائنون بتفكك أجسادهم، وقد يكون ذلك عذاباً لهم، حيث ثبت أن نعيم القبر وعذابه يلتقيان بالروح والجسد معاً، كما يعتقد أهل السنة.
هل يعذب الميت في قبره؟
اتفق أهل السنة وجماعة علماء المسلمين على أن هناك عذابا وأن صاحب القبر إما في نعيم وإما في عذاب، وتلك هي حياة البرزخ كما عبروا عنها، واستدلوا بعدة آيات. والدليل على ذلك ما يلي:
- يقول الله تعالى عن آل فرعون: {وتعرض عليها النار غدواً وعشياً، ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب}، حيث قالوا إن آل فرعون، وعلى الرغم من موتهم، فسيتعرضون للنار صباحاً ومساءً، كما دلت الآية الكريمة على وجود عذاب القبر.
- يقول الله تعالى: {وخلفهم البرزخ إلى يوم يبعثون}، ومعلوم أن البرزخ هو عذاب أو نعيم القبر، وهو حائل بين الحياة الدنيا واليوم الآخر. .
- وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه استعاذ من عذاب القبر في أكثر من موضع، مما يدل على وجوده واستقرار طوائف لا تحترم عند أهل السنة، فهم وأنكر عذاب القبر وادعى أنه غير موجود.
وبذلك تم التوصل إلى نتيجة هذا المقال والتي أجابت على سؤال هل يشعر الميت بالبكاء بسببه، والبكاء عليه، كما تحدث كلام الباحثين عن كون الميت يسمع ويشعر بحقيقة ما يقوله؟ تحلل جسده الحي وعذاب القبر.