وكان أول شهيد في الإسلام من تلك الفئات القليلة من الناس الذين يسرت لهم دنياهم، ولم تغرهم متع الحياة وزخارفها، ولم يخافوا على أبنائهم. فاختاروا الطريق الذي يسلكه كثير من الجبناء. لقد اختاروا طريقًا نادرًا ما يسلكونه، وركبوا بحرًا حيث لم يتم اختبار عزمهم. لقد عرفوا أن الحياة محدودة والطريق طويل. فاختاروا أعلى منزلة وهي الشهادة في سبيل الله تعالى وفي هذا المقال سنتعرف على أول شهيدة في الإسلام.
من هو أول شهيد في الإسلام؟
أول شهيدة في الإسلام هي سمية بنت خبات، ويقال: الخياط، ويقال: سمية بنت خبات، كانت خادمة أبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله المخزوم، وهي أم عمار. بن ياسر وزوجه ياسر بن عامر بن مالك العنسي كان حليفا لأبي حذيفة وكانت جاريته فتزوجته سمية فولدت له عمارا وهو ياسر وزوجته. وكان ابنه ممن اعتنقوا الإسلام سابقًا. وكانت سمية رضي الله عنها السابعة من سبعة في الإسلام. وقال مجاهد: أول من ظهر بمكة سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وبلال، وخباب، وصهيب، وعمار، وكانت من النساء الصالحات الفاضلات المبايعات، رحمه الله. وكان رحمها الله واحداً منهم، الذين عذبوا شرفاً.
تعذيب سمية بنت خبات
وكان أول من أسلم سبعة، وقد عذبوا جميعاً على يد قريش إلا الله صلى الله عليه وسلم، وكان لأبي بكر منصب بمكة، فمنع قومهم تعذيبهم على يد قريش. ولما علم مؤمنو قريش بإسلام سمية ذهب ليتزوج ياسر وابنه عمار رضي الله عنهما، لأنهما تركا عبادة آلهتهما لله عز وجل. للعبادة، فكانوا يرمونها تحت حر الشمس. ولهيبها، وهم يرتدون دروع الحديد، في يوم صيف حار، فمر بهم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يشعر بألم حالهم، لكنه لم يشجعهم للصلاة، وحثهم على الصبر في الله، فقال لهم: اصبروا آل ياسر فإن موعدكم الجنة رغم شدة عذابهم في الرحيل. من دينه سمية رضي الله عنه فطعنه أبو جهل في فخذه بالحربة حتى بلغ عزاه ومات وكان شيخا ضعيفا ولما كبر لم يتردد في الدفاع عن الإيمان. الذي آمن به والذي آمن به. ووجد في الإسلام السلام والعزاء الذي لم يجده. وبعد أن قتله رضي الله عنه، نذروا أنفسهم لعمار فضاعفوا تعذيبه بكل قسوة وقسوة، متظاهرين بقولهم هذا حماية لأنفسهم من القتل. ثم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حزينا يبكي لقوله أنه ترك دين الإسلام، فأنزل الله تعالى عنه قوله تعالى: ( إلا من اضطر عندما يطمئن قلبه بالإيمان)، ولما قُتل أبو جهل يوم بدر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: صلى الله عليه وسلم سلام عمار : الله يقتل قاتل والدتك .[3]
استفادت من قصة سمية بنت خبات
قصة سمية وآل ياسر رضي الله عنهم من أروع القصص المذكورة في قصة الصمود وفيما يلي بعض الفوائد والعبر من قصة تعذيبهم رضي الله عنهم هم:
- إن تمكين الله للكافرين في الأرض ليس دليلاً على رضاه عنهم، بل على محاكمته لهم وتمحيصه لهم.
- وعلى المؤمن الحقيقي أن يتعلم من صبر سمية رضي الله عنها، وكانت عائلة ياسر كبيرة في السن، ومع ذلك لم تتراجع عن إسلامها.
- ومن يصبر الله ويصبر يجزيه الله خير الجزاء.
- ويجوز للمؤمن أن يتلفظ على لسانه بكلمة الكفر إذا خاف على نفسه الهلاك من الكافرين، وبالتالي لا يعتبر كافراً.
- وسينصر الله قومه المسلمين ولو بعد حين. وفي بداية الدعوة كان المسلمون ضعفاء، لكن الله عز وجل قوهم ونصرهم على المشركين، فرجعوا إلى مكة فاتحين.
وهكذا عرفنا من هي أول شهيدة في الإسلام وهي سمية بنت الخطاب التي ضحت بنفسها في سبيل دين الله تعالى ولم تهتم بمتع الدنيا. وقد قمنا بشرح سيرته العطرة وقصة استشهاده رضي الله عنه ورضي عنه.