يجوز للواعظ أن يفعل أشياء كثيرة، لأن للداعي مكانة عظيمة في الإسلام، بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سلك طريقا يبتغى طريقا سلكه الله». وسهل له طريق الجنة، والملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم راضيةً بما يعمل، والعلماء يورثون». ولكنهم تركوا العلم فمن أخذه فقد أخذ مالاً كثيراً.” وشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم العلماء بورثة الأنبياء، والداعية بعالم الدين.

وهي سنة للواعظ

ويستحب للخطيب يوم الجمعة أن يسلم على الناس ويرتاح بين الخطبتين. ويوصي بأشياء كثيرة، منها ما دلت عليه السنة، ومنها ما أجمع عليه الفقهاء. ومن تلك السنن ما يلي:

  • الأول: الاتكاء على العصا، لأن هذه سنة الداعية، كما روى عن الحكم بن حزن الكليفي رضي الله عنه قال: «أتيت الرسول صلى الله عليه وسلم». عليه الصلاة والسلام، وأمضينا أياماً نشهد صلاة الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقام على عصا أو قوس، فحمد الله وأثنى عليه بالكلمات الطيبة والخفيفة والمباركة.”
  • الثاني: حضور الناس، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على المنبر: «فلما فرغ أقبل على الناس فقال: ما فعلت هذا إلا ليكونوا» . لعلك تتبعني وتعرف صلاتي.”
  • ثالثاً: أن يرفع الإمام صوته، كما شهد عن جابر رضي الله عنه قال: «لما خطب احمرت عيناه، وارتفع صوته، واشتد غضبه حتى فحذر الجيش، فقال: أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله عز وجل، وخير الهدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور بعد. اخترع الأشياء، وكل بدعة ضلالة”.
  • رابعاً: من السنة للخطيب أن يقصر الخطبة، بدليل ما روي عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال صلى الله عليه وسلم: «إن طول صلاة الرجل وتقصيرها من علامات تحسين فقيه، فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة».
  • خامساً: سنة الداعية التطيب والتطيب، كما شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من اغتسل يوم الجمعة فاغتسل فأحسن الاستنجاء، فأحسن الاستنجاء، يلبس من أحسن ثيابه، فيمس ما كتب الله له من طيب أو دهن أهله، ثم يأتي المسجد، لم يلغه، ولم يفرق بين الأمرين أحيانًا يخبره بما حدث بينه وبين الجمعة التالية.

أشهر المتحدثين في العالم الإسلامي

وبالطبع فإن أشهر المتحدثين هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهناك عدد كبير جداً ممن برع في التحدث وخاصة في العصر الإسلامي، ومنهم ما يلي:

  • سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
  • سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه
  • مصعب بن الزبير
  • واصل بن عطاء
  • إياس بن معاوية
  • طارق بن زياد
  • يزيد بن المهلب
  • مالك بن دينار
  • سعيد بن العاص
  • معاوية بن أبي سفيان
  • عبد الملك بن مروان
  • الحجاج بن يوسف الثقفي

أنواع الخطابة

هناك خمسة أنواع من التحدث أمام الجمهور، كل نوع خاص تمامًا بمجال مختلف عن الآخر، لكن شروط وضوابط التحدث أمام الجمهور لا تختلف باختلاف المجال، وأنواعها هي كما يلي:

  • الخطبة الدينية: ويتخصص هذا النوع في العلوم الدينية دون الخوض في أي شيء آخر، مثل خطبة الجمعة أو خطبتي العيدين، وأشهر خطيب في العصر الإسلامي هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
  • الخطابة السياسية: يختص هذا النوع بالخطابات السياسية، كخطابات القادة والسياسيين.
  • الخطابة العسكرية: وتختص بالمجال العسكري، مثل خطب قادة الجيش.
  • الخطابة العلمية: مثل المحاضرات التي تُلقى في المؤتمرات العلمية الكبرى.
  • البلاغة القانونية: مثل الإشعارات القانونية.

وأخيراً عرفنا أنه من السنة للخطيب أن يفعل عدة أشياء. فمثلاً يجب عليه أن يتطيب ويتطيب، وهو ما شهد به رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: «من اغتسل يوم الجمعة، فاغتسل، وتنظف، وحسن الاستنجاء، ولبس من أحسن ثيابه، مس ما كتب الله له من طيب أو دهن أهله، ثم أتى المسجد، ولم يلغ، ولم يفرق بين الرجلين، غفر الله له ما كان بينه وبين الجمعة التي تليها.