الهجرة الأولى في الإسلام كان عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أن عذاب كفار قريش اشتد على المسلمين عندما جاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسلمين. نداء، ولهذا أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين بالهجرة تجنباً لهذا العذاب، فأين هاجر المسلمون، وتفاصيل هذه الهجرة يجد القارئ الجواب على كل ذلك في هذا المقال.

أول هجرة في الإسلام كانت

وكانت أول هجرة للإسلام إلى أرض الحبشة. حيث أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمنح المظلومين والضعفاء من المسلمين وقتًا للتعافي والراحة من مصاعب الحياة بعد أن اشتد عذاب قريش وظلمهم، وأصبحت حياتهم في مكة جهادًا للنفس والصبر على الأذى.

الهجرة الأولى إلى الحبشة

استندت فكرة الهجرة الأولى للإسلام إلى النظرة القرآنية لسورة الكهف، تلك السورة التي تحكي قصة شباب فروا بدينهم من ملكهم الظالم ولجأوا إلى كهف. لجأ إلى. نزلت في نفس الوقت الذي اشتدت فيه الأضرار التي سببتها قريش للمسلمين، فكانت لهم تسلية وهداية إلى الطريق الذي ينبغي أن يخرجوا به من حيث هم من هنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأمر عليه الصلاة والسلام أصحابه الكرام بالانتقال إلى الحبشة وكانت هذه السنة الخامسة للبعثة، وكان عدد المسلمين في ذلك الوقت اثني عشر رجلاً وأربع نساء، منهم عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هجرة أخرى إلى الحبشة

اكتشف المهاجرون أن أهل قريش قد أسلموا، فرجعوا إلى مكة في شوال من نفس العام الذي هاجروا فيه قبل وصولهم إلى مكة، عاد بعضهم وجاء بعضهم إلى مكة سرا أو مع رجل من قريش ولكن قريش لم تفعل ذلك. فتركوا المسلمين وعادوا يعذبونهم حتى اشتد أذىهم، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. انتقل مرة أخرى إلى الحبشة. فانقادوا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وغزوا أخرى إلى الحبشة، وكان عدد المسلمين يومئذ ثلاثة وثمانين رجلا وثماني عشرة امرأة.

أسباب اختيار الرسول للحبشة

وبعد الإجابة على السؤال عن المسلمين الأوائل الذين هاجروا، نذكر أسباب اختيار النبي لهذا المكان، لماذا اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم أرض الحبشة أول مكان للهجرة. ويعود ذلك إلى عدة عوامل، منها:

  • غياب القبائل العربية في أرض الحبشة: غياب القبائل هناك يغلق الباب أمام قريش للتحالف معهم وتشكيل قوة ضد المسلمين هناك.
  • قاضي ملك الحبشة: وهذا نتيجة علمه بالتوراة والإنجيل، وقد قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم : “”إن في أرض الحبشة ملكًا لا يظلم في ظله أحدًا، فالحقوا بأرضه حتى يجعل لكم فرجًا ومخرجًا».
  • وأهل الحبشة نصارى: ومعلوم أن النصارى أقرب الناس للمؤمنين مودة، والدليل على ذلك قول الله تعالى: {لتجدن أشد عداوة للذين آمنوا اليهود والذين آمنوا}. أولئك الذين يعاشرون غيرهم، وتجدهم أقرب مودة. إلى الذين آمنوا إلى الذين قالوا إنا نحن نصارى. وذلك لأن فيهم قسيسين ورهباناً وهم لا يستكبرون.
  • الحبشة دولة مستقلة سياسياً: وهي دولة لا تخضع لدول أخرى، ولها مكانتها وقوتها وتجارتها واقتصادها بين الدول.
  • بعد الحبشة عن مكة: وميزة ذلك هي بعد المهاجرين المسلمين عن ظلم قريش ونفوذها.

موقف قريش من الهجرة الأولى للإسلام

وغضبت قريش من هجرة المسلمين إلى أرض الحبشة، خاصة عندما علموا بما يجده المسلمون من أمن واستقرار في الحبشة، وكان رد فعلهم هو التشاور فيما بينهم والاتفاق على إرسال شابين من النجاشيين لتحريضه على المسلمين وإخراجهم من أرضهم. وأرسلوا معهم هدايا ثمينة، فقدموا له: “شباب سفهاء قد أمنوا منا دين قومهم ولم يلتحقوا… بدينك، وجاءوا بدين ابتدعوه نحن” لا تعلمون ولا تعلمون ولقد أرسلناكم فيهم قومهم كراما من آبائهم وأعمامهم وعشيرتهم لتردوهم إليهم فإنهم أعلى درجة وأعلم بما عيروهم من أجل وماذا هم المتهم.”

مقام النجاشي

ورفض النجاشي تسليم المسلمين إلى قريش حتى سأل المسلمون عما قيل فيهم، وبالفعل جاء بهم وسألهم، وقد تكلم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه في ذلك الوقت و فأخبرته بما كانوا عليه من الفجور والكفر، وما هم عليه الآن من توحيد الله وصدقه وأمانته وخيره، واختاروه على غيره. ورجاء عدله وحسن جواره، طلب منه النجاشي أن يقرأ عليه بعض ما نزل على نبيه، فتلا عليه بعض فاتحات سورة مريم، وبكى حتى ابتلت لحيته، فبكى قومه معه، وأخبر قريشًا أنه لن يسلمهم إليهم أبدًا.

وهكذا جاءت خاتمة هذا المقال للإجابة على سؤال الهجرة الأولى في الإسلام إلى الحبشة وذكر تفاصيل الهجرتين إلى الحبشة. ثم تم بيان أسباب اختيار بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخاصة الحبشة، وفي نهاية هذا المقال ذكر موقف قريش من هذه الهجرة.