ما هو الوحي الذي أنزله الله على أم موسى؟ إن الإيمان بالرسل والأنبياء ركن من أركان الإيمان ومن أنكرهم أو شك فيهم فقد كفر بالله عز وجل، وإذا مات على الكفر والجحود يستحق الخلود في النار. ونتحدث عن تعريف الوحي لغة واصطلاحاً، ونبين الوحي الذي أنزله الله على أم موسى، وأنواع الوحي، كما نبين حال نبي الله وأصحابه الكرام عندما نزل الوحي على رسول الله .

الوحي في اللغة والاصطلاح

الوحي لغة: معلومات سريعة مخفية خاصة بالموجه إليه، بحيث تكون مخفية عن غيره، ويشتمل على أنواع، وهي: الإلهام الغريزي: وهو عند النحل يتضمن الإلهام الفطري، ويشمل الوسوسة. الشيطان وتجميل شره في النفس البشرية، ويحتوي على إشارة سريعة كرمز، مثل وحي زكريا السلام على قومه: (فخرج على قومه من المحراب فنزل عليهم فإذا يسبحون الله صباحا ومساء).[1]وهي تشمل ما يوكل الله إلى ملائكته القيام به، ومن الناحية الفنية فإن الله تعالى يبلغ أحد أنبيائه بقرار شرعي ونحو ذلك.

هذا هو الوحي الذي أعطاه الله لأم موسى

إن مثل هذا الوحي الذي أعطاه الله لأم موسى كان بمثابة إلهام فطري، بفضله نجا موسى عليه السلام من قتل رجال بني إسرائيل وإبقاء نسائهم للخدمة والعمل. وقد ولد صلى الله عليه وسلم في العام الذي ولدته فيه أمه، كان خائفاً جداً. عين فرعون من يحرس زوجاتهم ومواليدهم فأوحى الله إليه أن يضعه في صندوق في النهر ويربطه بحبل موسى في وسطه إلى قصر فرعون، وقد رأته آسيا زوجة فرعون والتقت به. في قلبه حبها لها، صلى الله عليه وسلم: لا تقتلوه، إنه قذر لي ولكم. ولعله ينفعنا، أو نتخذه ولداً، فنجا صلى الله عليه وسلم من القتل بفضل الله وكرمه.

أنواع الإخطار

أخبر الله أنبيائه عليهم السلام بالأخبار والأحكام القضائية، وفيما يلي أنواع الوحي:[3]

  • التحدث إلى الله تعالى مباشرة من وراء الحجاب: سماع كلام الله من حيث لا يراه كما حدث لسيدنا محمد في حالة الإسراء والمعراج وفي الفرائض الخمس. الصلاة، ومثل موسى عليه السلام سمع نداء ربه من وراء الشجرة.
  • الانغماس في المجد: وهو الذي يلقي المعنى في قلب من ينكشف له مراد الله تعالى.
  • المنظر الحقيقي: وكان ذلك أول نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل الفجر.
  • عن طريق جبريل عليه السلام: كان النبي يأتي في صور، تارة على صورته صلى الله عليه وسلم، وتارة في صورة إنسان، فيأتيه مثل قرع الجرس، ويشخر النبي فيغطي النائم، فيثقل حتى يتصبب العرق من جبهته. وهو يوم شديد البرد، والضجيج صوت، أزيز متواصل، ومعناه صوت عالٍ، وهذا النوع هو أقسى الوحي على نبي الله صلى الله عليه وسلم.

حال النبي عندما نزل الوحي

قال الله تعالى (إنا نلقي عليك قولا ثقيلا) وكان الوحي قاسيا وثقيلا على الله حتى أن جبهته وجبهته تتعرقان حتى في يوم شديد البرد، وكان وزنه صلى الله عليه وسلم. عليه السلام، كان ثقيلا حتى كاد البعير عليه أن ينهار، وتغير وجهه صلى الله عليه وسلم، واحمر، ثم أحمر رحمه الله. قال: واحمر وجهه، أي: كان سببه غبارا، وابيض السحاب إلى أسود، ولكن حدث له ذلك لعظم موقع الوحي، وهو صلى الله عليه وسلم. فأطرق رأسه وغطاه بثيابه، وتحرك بسرعة وكثافة في القراءة ليذكر جبريل حتى نهاه الله عن ذلك وأكد له أن القرآن سيجمع في صدره، وهو يستمع كالعذراء. الشخير هو شبل الناقة عن يعلى بن أمية رضي الله عنه قال: أردت أن أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد نزل عليه الوحي. . فقال عمر: (تعالوا أتحبون أن تنظروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أنزل الله عليه الوحي، قلت: نعم، فرفع ذيل ثوبه، وأنا فنظر إليه فشخر وأحسبه قال: كشخير العذراء) وكان الصحابة رضي الله عنهم إذا نزل الوحي سمعوا صوتاً كصوت النحل النبي من الوجه.

وقد بينا في هذا المقال أن نوع الوحي الذي أعطاه الله لأم موسى هو الإلهام الفطري، وهو أحد معاني الوحي في اللغة العربية. وقد بينا أيضًا معنى الإعلان لغوًا واصطلاحًا، وذكرنا أنواع الإعلان، وبينا حال جالوي وأصحابه الكرام حين جاء الإعلان.