والفرق بين الكفر والشرك هو اختلاف مفاهيمي، ويمكن أن يأتي كل منهما بمعنى الآخر، فكل منهما يسمى كفاراً أو مشركين. أما نهاية المشركين والكفار في جهنم خالدين فيها أبدا، وقد توعدهم الله سبحانه بالعذاب الشديد بعدة طرق، ومن آيات القرآن الكريم عذاب الشرك والكفر بوجودهم هنا. الحياة الدنيا، والشرك أنواع ودرجات، بعضها أقبح من بعض، ومثله كفر، وبعض الكفر أقبح من بعض. الشرك.

مفهوم الكفر والشرك

خائنة اللسان: هي الجحود، وقيل خائن الرجل؛ أي أنه لم يكن يؤمن بالوحدانية والنبوة ونحو ذلك. ومن الناحية الفنية يمكن تلخيص مفهوم الكفر بأنه من ينكر الحقيقة ويخفيها، كمن ينكر واجبا أو ضرورة أو واجبا. الصيام، أو فريضة الحج إن أمكن، أو وجوب بر الوالدين ونحو ذلك، أو من تحريم الزنا، أو تحريم شرب المسكر، أو تحريم عقوق الوالدين ونحو ذلك.

الشرك لغة؛ فهو مشاركة ومشاركة، والشرك في الاعتقاد الديني هو الاعتقاد بوجود إله واحد أو أكثر. أما المعنى الفني للشرك فهو إخلاص العبادة لشيء آخر غير الله، مثل من هو. ويستغيث بالأموات والغائبين والجن والأصنام والنجوم ونحو ذلك، أو يتقرب إليهم مثلا قريبا فيذبح لهم، أو ينذرهم ويسمي الكفار مشركا، المشرك كافر، كما قال الله تعالى: ” ومن يستنصر بالله فإنه إله آخر ليس له به بينة فحسابه عند ربه “.

الفرق بين الكفر والشرك

وقد سبق أن بينا الفرق بين الكفر والشرك، فإن الذين لم يؤمنوا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها. “فمن فعل ذلك فهو مشرك، فمن خالف ناقضات الإيمان باعتقاد أو قول أو عمل وقضى الشارع بأنه مخالف للإيمان فهو كافر” قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرحه على صحيح مسلم: “ويمكن التفريق بينهما، وهو في عبادة الأصنام وغيرهم”. الكائنات المخلوقة في اعترافهم بأنهم غير مخلصين لله تعالى. قريش فإن الكفر أكثر من الشرك» والله أعلم.

أيهما أعظم الكفر أم الشرك؟

والشرك له أشكال كثيرة، وكذلك الكفر، وبعض أنواع الكفر أعظم من الشرك. فمثلاً إنكار وجود الخالق عز وجل كفر، وهو أعظم من شرك أي عابد بالله. قال عز وجل غيره رحمه الله تعالى عند شرح كلمة النبي صلى الله عليه وسلم: “ألا أنبئكم بأكبر الذنب؟” قلنا: نعم يا رسول الله، قال: الصحبة وعقوق الوالدين، فجلس فقال: إلا قول الزور وشهادة الزور، فما زال يقول ذلك حتى قلت: يسكت. قال: بعض الكفر أشد من الشرك.

دراسة الفرق بين الكفر والشرك

وقد سبق أن عرفنا الفرق بين الكفر والشرك من الناحية اللغوية والاصطلاحية، وبينا أن الكفار والمشركين على حد سواء سيواجهون عذاب جهنم، خالدين فيها أبدا، ولا فرق بينهما. ولكن من الآيات الكريمة نلاحظ أن مصطلحي الكفر والشرك يمكن أن يطلقا على بعضهما البعض. ويمكن تفسير ذلك على النحو التالي:

  • قال الله تعالى: “إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة، وقال الله تعالى: “”له الله ربك”.” وبصرف النظر عنه، لا يمكنهم السيطرة على أي شيء. ولن يخبرك أحد مثل الخبير.
  • قال الله تعالى: يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون* أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليقوم عليه ليظهر على سائر الأديان ولو كره المشركون”. وهذا يدل على أن الكافر يسمى مشركًا، والمشرك كافرًا، وفي ذلك آيات وأحاديث كثيرة، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: «بين الرجل وبين الشرك والكفر» تارك صلاته “، والله تعالى أعلم.

أنواع الشرك

وعند الحديث عن الفرق بين الكفر والشرك فإن الشرك هو عكس التوحيد، وينقسم الشرك إلى قسمين أكبر وأصغر، وكل منهما ينقسم إلى أقسام:

الشرك الرئيسي

ينقسم الشرك الأكبر إلى ثلاثة أقسام:

  • الشرك في الربوبية: وينقسم إلى نوعين: الأول: شرك الاضطرابات؛ وهو أقبح أنواع الشرك. ومثال ذلك شرك فرعون والفلاسفة الذين يقولون إن العالم قديم وأزلي وأنه لم يكن معدوما. والنوع الثاني: شرك من خلق معه رباً آخر ولم يبطل أسمائه وصفاته وألوهيته. ومن أمثلة ذلك شرك النصارى الذين جعلوه ثالث الثلاثة، وشرك المجوس الذين اعتقدوا أن الأحداث الجيدة تعطى نورا وأن الأحداث السيئة تعطى ظلمة.
  • الشرك في الجمع بين الأسماء والصفات: وهي مقسمة إلى نوعين: الأول: تشبيه الخالق بالمخلوق، كقوله: “إن له يداً مثل يدي” و”سمعه مثل سمعي” و”استواءه مثل خط استواءي” وهو الشرك. والأمر المريب الآخر هو استخلاص أسماء الآلهة الباطلة من أسماء الإله الحقيقي.
  • الشرك في التوحيد والعبادة: وينقسم إلى ثلاثة أقسام: الأول: الشرك في الشعائر والمناسك، ويشمل الدعاء والنذر والتضحية والاستغاثة بغير الله تعالى. والثاني: شرك الطاعة، وهو الطاعة بغير إذن من الله.

قليل من الشرك

وذلك كل ما نهى عنه الشرع، وهو ذريعة للشرك الكبير وطريق للوقوع فيه، وقد ذكرت النصوص أنه يسمى بالشرك. ومثال ذلك الحلف بغير الله لأنه مشتبه في أنه ينزل إلى الشرك الأكبر، قال: وأما الشرك الأصغر: فهو النفاق البسيط، وادعاء الخلق، والحلف بغير الله. فيقول لرجل آخر: ما شاء الله وشئت، ولكن إذا لم يبلغ أصل العبادة إلا النفاق، وإلا لم يجمع ولا يصلي، فهو كذلك. فالشرك، والشرك الأكبر، والشرك الأصغر لا يخرج فاعله من الدين، ولكنه أعظم من الزنا وشرب الخمر.

أنواع الكفر

ينقسم الكفر إلى نوعين، وهما الكفر الأكبر والكفر الأصغر، وينقسم كل منهما إلى أنواع وأشكال وفيما يلي نوضح أنواع الكفر:

الكفر الاكبر

الكفر الكبير ينافي الإيمان، ويخرج صاحبه من الدين، ويلزم صاحبه البقاء في نار جهنم، فلا ينال الشفاعة. وكل هذا بمشيئة الله تعالى. والتي نذكرها على النحو التالي:

  • الكفر: هو اعتقاد كذب الرسل عليهم السلام، ومن أنكر الرسل بما جاءوا به ظاهراً أو باطناً فهو كافر.
  • الكبرياء والكبر: يتمثل في إدراك حقيقة الرسول وأنه جاء بالحق، لكنه لا يخضع لسلطته كبراً وعناداً.
  • الكفر بالشك: هو التردد والشك في صدق الرسل. ويسمى كفراً في الشك، وهو عكس اليقين واليقين.
  • الكفر بالتحويل: هو الإعراض الكامل عن الدين، إعراض السمع والقلب والمعرفة عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من تعاليم الدين.
  • كفر النفاق: والمقصود هو النفاق في الإيمان، حيث يبدو الإيمان أم الرجال وهو يخفي الكفر.

أقل الكفر

وهذا النوع لا يتعارض مع أصل الإيمان؛ بل ينقصها دون أن يحرم صاحبها صفة الإسلام وسلامته، وهو معروف عند العلماء بقولهم: “كفر بلا كفر”، فيكون صاحبه على خطر عظيم بسبب بغض الإسلام. والله تعالى إذا لم يندم. وقد طبقه القانون على بعض الذنوب كنوع من التوبيخ والتهديد. لأنها تعتبر من صفات الكفر، ولكنها لا تصل إلى درجة الكفر الأكبر، وشيئ من هذا النوع فهو من كبائر الذنوب.

وقد تعرفنا سابقاً على الفرق بين الكفر والشرك ومفهوم كل منهما عندما ذكرنا أقسام الشرك والكفر الأكبر والأصغر. وينبغي للمسلم أن يتجنب ما قد يضره بأي منهما، ويسأل الله لهم جميعا العفو والعافية.