ومن شروط الداعي إلى الله أن يكون عالماً هادياً بصيراً. صح أو خطأ، لأن الشرع قد حدد شروط الداعي لدعوة الله عز وجل، والدعوة إلى الله عز وجل تعتبر واجبة كافية، ولكن البعض يقول إنها عمل مستحب لجميع المسلمين. ولذلك يتساءل البعض هل الوعي والبصيرة من شروط الدعوة إلى الله؟

ومن شروط الداعي إلى الله أن يكون عالماً هادياً بصيراً.

البيان صحيح بالفعل. ومن شروط الداعي إلى الله أن يكون لديه العلم والهدى والفقه، فإن طلب العلم الديني عند الله تعالى شرط يجب على الداعي استيفاؤه قبل إجابة الدعوة. ولا يجوز الدعاء إلى الله بغير علم، دون معرفة الشريعة وفهمه لها. وأكثر الهيئات توثيقاً لإصدار الفتاوى هي دار الإفتاء المصرية، ومجمع الفقه الإسلامي.

وقد قال العلماء: إن الدعوة إلى الله تعالى واجبة كفاية، أي تكفي القيام بها عن كثير من المسلمين، ويسقط هذا الفريضة عن سائر المسلمين، بدليل ما روي لعلي بن أبي طالب حين بعثه إلى مكة. الإسلام مع راية خيبر: “اتبعوا رسولكم حتى تنزلوا أرضهم”. الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم، فالله خير لك لأن يهدي الله بك رجلاً من أن تكون لك حمر النعم».

فمن شروط الداعي إلى الله أن يكون عالماً هادياً بصيراً طالباً لعلم الشريعة، بدليل قول الله تعالى: “قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي إِلَّا الْفَحْشَاءَ” ما ظهر وما بطن والإثم والعدوان بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم يرسل إليه سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون».

والأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية تحثنا على دعوة الله عز وجل

هناك أدلة كثيرة في الأحاديث النبوية الشريفة التي تدعو المسلمين إلى دعوة الناس إلى الله تعالى، منها ما يلي:

  • عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: إلا صدقة جارية، أو علماً ينتفع به أو ولداً صالحاً يدعو له”.
  • قال الله تعالى في سورة فصلت: “ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إني مسلم”.
  • قال الله تعالى: “وما كان للمؤمنين أن يخرجوا جميعاً حتى يخرج فريق منهم من كل فرقة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجع إليهم لعلهم يحذرون”.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبلسانه» أن يفعل ذلك بقلبه، وذلك “أضعف الإيمان”.

وفي النهاية تعلمنا أن من شروط الدعوة إلى الله تلقي العلم والهدى والفهم. ولما كان طلب العلم الشرعي قبل دعوة الله عز وجل شرطا يجب على الداعي الوفاء به، كما يدل على ذلك قول الله تعالى: “وأن تشركوا مع الله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ذلك” الذي لا تعرفه.”