الحكمة من الخلق هو عنوان هذا المقال. ومن المعلوم أن الله عز وجل لم يخلق الناس عبثا، بل خلقهم لحكمة عظيمة القرآن؟ ما هو تعريف العبادة وما هي أنواعها؟ وما هي أركانها؟ فهل تعيين الناس تابعين هو اختبار لهم؟ هل هناك تعارض بين حكمتهم الإبداعية ومعاناتهم؟ سيجد القارئ الإجابات على كل هذه الأسئلة في هذا المقال وأدناه.

الحكمة في خلق الخلق

وقد بين الله تعالى في كتابه الكريم الحكمة والهدف من خلق الإنسان، حيث قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، وبناء على هذه الآية الحكمة العظمى والأعظم. إن أعظم مقصد من خلق الإنسان هو أن يقوم المسلم بخدمة الله على أكمل وجه سبحانه ولا بد من الإشارة إلى أن الله ذكر أنه لم يخلق الخلق عبثا، كما قال: {أحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون}.

تعريف العبادة التي خلق الخلق من أجلها

تعرف العبادة لغة بأنها الخضوع والاستسلام، أما في الاصطلاح الشرعي فهي اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، وفيما يلي الذكر . وعن أنواع العبادات وأفعالها:

  • العبادة اللفظية: والتي تتم باللغة، كالحفظ وتلاوة القرآن والصلاة.
  • العبادات الجسدية: كالصلاة والصيام والجهاد.
  • العبادة القلبية: مثل الإخلاص والمحبة والرجاء والخوف من الله تعالى.

أركان العبادة

وبعد أن تبين أن العبادة هي الحكمة من خلق الإنسان، توضح هذه الفقرة ركني العبادة على النحو التالي:

  • الركن الأول: إخلاص النية لله تعالى وحده، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات، وليس لكل امرئ إلا ما نوى».
  • الركن الثاني: أن تكون هذه العبادة موافقة للشرع، كما قال الله تعالى: {قل إنما أنا بشر مثلكم قد أوحي إلي أن إلهكم إله واحد}. لقاء ربه.” فليعملوا الصالحات ولا يشركوا بعبادة ربهم أحدا }

فهل تعيين الناس أتباعا وخلقهم اختبار؟

إن خلق الخلق واتباعهم في الحياة الدنيا يعتبر اختبارا لهم، وقد جاء ذلك واضحا في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: {وخلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان خلقه العرش على الماء ليختبرك. أيكم أحسن عملا ولئن قلت إنك ستقوم من الأموات لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين.

فهل هناك تناقض بين خلق الناس للعبادة وبين كون خلقهم اختبارا لهم؟

ولا تعارض بين أن الحكمة من خلق البشر هي عبادة الله وحده، وبين أن هذا الخلق هو اختبار لهم، ليعلم الله به من يؤمن به ومن كفر، ومن يطيعه ومن يكفر؟ يعصيه، وهذا ما يدل عليه قول الله تعالى: {وخلق السماوات والأرض ستة أيام وكان عرشه على المياه ليبلوكم فمن منكم أحسن عملا.

وبذلك وصلت إلى خاتمة هذا المقال الذي عنوانه الحكمة من خلق الإنسان، وفيه بيان أن حكمتهم في الخلق هي أيضاً عبادة، وأنواعها موضحة بالعرض. ثم بينت أركانها وبينت أن خلافة الناس ابتلاء لهم، ثم التوفيق بين أن حكمتهم في الخلق عبادة، وبين أن خلقهم ابتلاء لهم.