ومن الأمور التي يجب مواجهتها أشياء كثيرة، فإن الله سبحانه وتعالى جعل الحياة الدنيا دارًا يبعث الله فيها على عباده الخير، ويقدم لهم أيضًا المصائب، تعالوا، فالحياة دار ابتلاء للعباد، و وقد اختار الله سبحانه لعباده الصابرين وعده بالأجر الأعظم في كثير من الأحوال بلغة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لبيان فضل الصابرين من عباد الله في الدنيا والآخرة. مواجهة ما يصيبهم من مرض أو سقم أو أي مصيبة أخرى.

واحدة من تلك الأشياء التي تجتمع مع الحوادث

ومن أهم ما يجب لمواجهة المصائب هو الصبر واحتساب الأجر لأن المؤمن يختلف عن غيره في تلقي قضاء الله وقدره. فالمؤمن يعلم أن المصائب مقدرة ومكتوبة وأنها جزء من قدر الله. العباد، وأنها ابتلاء له في الآخرة، والمصائب فتنة للعباد الذين أظهر الله بهم أن الصادق يختلف عن الكاذب بالصبر والرضا، وينتظر ثوابه على صبره من الله.

وعلى المؤمن الحقيقي أن يعلم أن المصائب ووقوعها أمر الله في الدنيا، لأنها دار ابتلاء ووقوعها لا مفر منه، والصبر عليها صيانة ورضا بقضاء الله وقدره، ورضا ورضا. هادئًا ساخرًا منتظرًا الأجر والثواب من الله، وأن يحذر من القول إذا نزل عليه مما يغضبه، كم من كلمة أثارت غضب الله على أصحابها، المؤمن الصادق. فيعلم أن أحكام الله كلها خير، كما جاء في كتاب الله تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو خير لكم}. فشر لكم والله يعلم أنتم لا تعلمون } (البقرة: 216).

وفي تلك الآية دعوة الله لعباده المؤمنين أن يرضوا بحكمة الله تعالى، حتى يكون الشر الذي يكرهه الإنسان عندما تصاب به مصيبة، بوابة إلى خير لا يعلم به. وما كان ليحصل على ذلك الخير لولا ما حدث له. وكذلك فإن الخير الذي يحبه الإنسان يمكن أن يكون سبباً للشر، فيصبح مؤمناً ويرضى بكل ما يلقاه من الله، ويشكر نعم الله ورحمته في أوقات الخير، ويصبر ويحتسب الأجر في أوقات الخير كارثة.

أجر الصبر والأجر

قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون}. من ربهم ورحمة هم المهتدون} (البقرة: 156157) وفي هذه الآية الكريمة يبشر الله تعالى عباده الصابرين، وينزل عليهم الرحمة والصلاة على صبرهم في ذلك. المحن التي تصيبهم عند الشدائد أو الحوادث.

وفي موضع آخر قال الله تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (الزمر:10) أي إن الصابرين على مصائب الدنيا سينالون أجرهم بغير حساب. ينالون أجرهم في الآخرة ثوابا وقيما عالية بغير حساب، لما فعلوه عندما أصابتهم مصائب في الدنيا، عندما واجهوها بصبر ورضا واحتساب الأجر والثواب من الله عز وجل.

الفرق بين الصبر والاحتساب

ولا يقتصر الصبر على البلاء الذي يواجهه المؤمن. وأنواع الصبر هي على المؤمن اتباع ما كتب الله له، كالصلاة والصيام والطاعة، وكذلك الصبر على الابتعاد. من الذنب واجتنابه. وهذا هو الصبر على ما يصيب الإنسان، فيتقبله راضيًا بقضاء الله وقدره. فهو يعتقد أن الفرج بيد الله تعالى.

وأما طلب الأجر فهو رضا المؤمن بالصبر على الطاعة والابتلاء واحتساب الأجر والجزاء من الله، ورغبة المؤمن في رضوان الله تعالى، وطلب الأجر من جميع أعمال المؤمن. والطاعة، واحتساب جميع أعماله التي يقوم بها لوجه الله، وبهذا ينال أجره وعوضه عن عمله، وعقابه على ثواب الأعمال الصالحة والقيم الرفيعة من الله.

وفي النهاية تعلمنا أن من الشدائد الصبر واحتساب الأجر، فالمؤمن يجب أن يكون عنده اليقين بقضاء الله وقدره، ولا يحتاج إلا إلى الرضا واحتساب الأجر في مواجهة الشدائد، حتى يكون خيراً. له في الدنيا والآخرة. وكذلك عليه أن يكون على يقين بأن الله سيتولى أمره، وأن يستمر في الدعاء عند المصائب حتى يلهمه الله الصبر والسلوان.