ماذا سيفعل الله تعالى بالربا العلم المستفادة من هذا المقال. ومن الجدير بالذكر أن الربا وحكمه من الأحكام الشرعية التي يجب على المسلمين معرفتها بشأن المعاملات التي يتعرض لها المسلم في حياته، ولا يستطيع التمييز بين المعاملات التي أحلها الله وبين الربا.
تعريف الربا
وقد وردت كلمة “الربا” في معاجم اللغة وهي تعني الزيادة، وقد عرفت في الشرع بأنها: زيادة نوع من المال على نوع آخر، ويجب أن يكون الاثنان واحدا، فالفرق بين الشيئين. من جنس واحد، كالذهب، والفضة، والماس، والشعير، والحبوب، وأنواع أخرى، لكن إذا اختلفت الأجناس؛ وقد يكون هناك تناقض، ولا بد من التمييز بين أمرين: أن يضيف أحدهما إلى الآخر زيادة في رأس المال أعطاه إياه، وهذه الزيادة غير مشروطة حتى يعطي المال، وهناك فرق بين زيادة مشروطة، الأول العرف ورد المعروف، والباب الثاني يتعلق بالربا المحرم.[1]
ماذا سيفعل الله تعالى بالمرابي؟
الجواب على السؤال: ما يفعله الله تعالى بالمرابي هو: أنه ورد في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا تزول قدم العبد يوم القيامة حتى يتوفى” وسأل عن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم عمل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه». ويبين الرسول الكريم عذاب من ينفق الربا في الآخرة وعذاب من ينفق الربا في الآخرة، والله حرم الربا. وبالحكمة البالغة التي تنفع الإنسانية وترفع القيم الإنسانية وتخرجها من المجردة المادية، يسود التكافل الاجتماعي بين المسلمين وهدفه الحصول على أقصى استفادة دون مراعاة لأي أدب أو أخلاق، فتزداد الكراهية والأنانية. وهذا ما لا يحبه الله ورسوله للمسلمين، ولذلك يجب منع من يأكل الربا شرعا، سواء كانت الديون الربوية أو فوائد البيع أو مختلف أنواع القروض الربوية.
نصيحة لأهل الربا
ارجع إلى الله يا عبد الله وأنقذ نفسك، ولا يغرك كثرة البنوك الربوية، وكثرة معاملاتها في مختلف أنحاء العالم، ولا كثرة الناس الذين يتعاملون مع هذا العظيم. وكثرة الأمور لا تعني أن الأمر حلال شرعا، بل هو دليل على إعراض عدد كبير عن أمر الله ومخالفة شرعه، والله تعالى يقول: “وإن أطعتم أكثر من في الأرض يهتدوا” ويضلكم عن سبيل الله، ومع الرثاء الشديد فإن كثيرًا من الناس الذين بسط الله عليهم نعمته وزودهم بثروة وافرة، لم يعودوا يهتمون بالعمل بهذه القرارات والابتعاد عما سمح لهم الله أن يفعلوه. يحرم عليهم، بل همهم ما يزيد أموالهم، ولو كان محرماً دون أي رقابة مسبقة، ما ذلك إلا لضعف إيمانهم وربهم عدم الخوف سبحانه، وحب الدنيا يحكم قلوبهم.
هل الربا خطيئة عظيمة؟
وخطر الربا يعود إلى الفرد والمجتمع، فمن أخذه وأعطى وتعامل به فقد أثم عظيما، وأوجب عليه غضب الله ولعنته، وكان محاربا لله ورسوله. فيقوم من قبره في حالة سيئة للغاية وقبيحة، كالمصرع أو المشلول من الربا، كما قال صلى الله عليه وسلم: “”ما تبين بين الناس أنه الربا”.” والزنا إلا أن يأتوا على أنفسهم بحد الله “.
فإذا علم ذلك، علم أنه لا ينبغي وضع الأموال في البنوك الربوية، أو الاحتفاظ بها هناك، ويجب عليك سحبها فوراً من البنك الربوي، والتوبة إلى الله من الإنفاق الربوي، والتخلص من فوائد الربا الزائدة. . رأس المال عن طريق استخدامه لصالح المسلمين أو التبرع به للصدقة على الفقراء والمحتاجين. ثم ابحث عن خيار قانوني للحفاظ على هذه الأموال وتنميتها، مثلاً من خلال البنوك الإسلامية الخاضعة للرقابة الشرعية، أو من خلال الشركات التي تستثمر الأموال. المضاربة المشروعة طالما أنك لا تستطيع استثمار أموالك بنفسك.
وهنا نكون قد أجبنا على السؤال: ماذا يفعل الله تعالى بالمرابي؟ وتبين أن الربا خطيئة عظيمة، يعاقب مرتكبها عقاب الله وسخطه الشديد، كما بينا المقصود بالربا، بالإضافة إلى التفاصيل التي تبين خطورة هذا الأمر في الدنيا والآخرة. وفي الدنيا للظالم الحق وقلة الرزق، وفي الآخرة شديد العقاب من الله.