ومن قال أنه ظلمك بسؤال نعجتك عن نعجته؟ ويجب على المسلم الحقيقي أن يتعمق في معاني القرآن الكريم ويفهم معانيه حتى يهتدي إلى الطريق الصحيح وينال رحمة الله تعالى وفضله. وفي هذا المقال نعرف من قائل هذه الجملة، وما قصة داود عليه السلام مع طالوت وجالوت، وما علاقتها بنبوته عليه السلام.
ومن قال أنه ظلمك بسؤال نعجتك عن نعجته؟
لقد ظلمك بأن طلب من نعجتك أن تذهب إلى نعجته. هو داود عليه السلام. على حائط غرفة داود المعينة خارج وقت الخلاف، وقد أمر أن لا يأتيه أحد في ذلك اليوم، لكنه لم يلاحظ سوى شخصين. فحجبوا عنه الوحي فخاف منهم وظن أنهم جاؤوا ليقتلوه، فإن بني إسرائيل كانوا يقتلون الأنبياء ظلما كما قتلوا إشعياء. وزكريا، فقالوا له: “لا تخف، الذين ظلموا بعضنا البعض، وجئنا لنحكم بيننا بالحق والقسط”. له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة، قال: ملكها وغلبني في جدال وحجج وحجج لم أقدر عليها. فردها، فملك داود عليه السلام قائلا: لقد ظلمك بطلب نعجتك نعجته، أي ظلمك بهذا الطلب وظلمك وشهو بعدك قد فتناه، فاستغفر ربه وجثا على ركبتيه وتاب، أي أن داود علم وأيقن أننا حاكمناه بهذه الحادثة، وهو اعتقاده أنهم يريدون القتل. فسأل ربه أن يغفر ذنبه الذي كان سوء ظنه بالخصمين.
قصة داود وطالوت
ولم يقبل بنو إسرائيل طالوت ملكا عليهم، فقال لهم نبيهم: إن الله أرسله إليكم لأنهم طلبوه أن يعين لهم ملكا يقاتل في سبيل الله، فقبله ملكا عليهم. فقاتلوه، فقاتلوا رجلاً سبعين ألفًا. وفي الطريق الذي أراده طالوت اختبرهم وأخبرهم أن هناك نهراً بالقرب من الأعداء فيشرب منه أحد. فإنه ليس من أنصاري، ومن لم يشرب منه فهو من أنصاري. الأنصاري، وأخذ مغرفة بيده يبلل بصاقته ويروي بها عطشه، فشرب الجميع من النهر إلا فريق قليل جدًا من الناس الذين كانوا أقوياء الإيمان، ورأى جيش المؤمنين عددًا كبيرًا من جالوت الجيش، فقال بعضهم: “إنا لا نقدر على هزيمتهم”، ورد عليهم آخرون أن الله ينصر من يشاء ولو كانوا قليلا، فالأهم هو الصبر، ولجأوا إلى الله، صرخت إليه و قال: (ربنا اصبرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين). فاستجاب الله دعاءهم، وهزمت فئة قليلة تلك الفئة الكثيرة بإذن الله تعالى ومشيئته، ونصر الله تعالى داود عليه السلام فقتل جالوت بيده إذ رماه بالمقلاع، فضربه حجر على رأسه فأوقعه. ثم اقترب منه وأخذ سيفه. فأخذ رأسه وأتى به وألقاه في يد طالوت، وأشرق نجم في بني إسرائيل وعرفوا قدره، فجعلوه ملكاً بعد أن أعطاه طالوت النبوة، فجمع الله بين النبوة والملك. وأوحى إليه توران، وعلمه صناعة الدروع ومنطق الطيور وعلمه.[3]
فأجبنا على السؤال: من قال أنه ظلمك بطلبه لغنمك نعجته؟ إنه نبي الله داود عليه السلام، وبينا سبب قوله ذلك، وبينا قصة جالوت وطالوت نبي الله داود عليه السلام، وقصة نبوته صلى الله عليه وسلم .