كيف أثرت الأزمة الأوكرانية على مستقبل نورد ستريم؟
أثرت الأزمة الأوكرانية بشكل كبير على مستقبل خط أنابيب نورد ستريم، إذ لا يحمل خط الأنابيب في الوقت الحالي أي تراخيص لتشغيله، كما أوقفت ألمانيا موافقتها النهائية عليه بعد اعتراف روسيا بمنطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا هما منطقة دونيتسك. وجمهوريتي لوهانسك الشعبية، كما أصدر المستشار الألماني. وأدلى أولاف شولتز بتصريح قال فيه: “في ضوء التطورات الأخيرة، يجب علينا إعادة تقييم الوضع بشكل خاص فيما يتعلق بشبكة نورد ستريم 2”.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، إذ سبق للرئيس الأميركي جو بايدن أن تعهد بإغلاق نورد ستريم 2 إذا غزت موسكو أوكرانيا، وقال في أحد تصريحاته “أعدك بأننا سنكون قادرين على القيام بذلك”. ومن الجدير بالذكر أن “نورد ستريم” يعتبر قوة اقتصادية كبيرة بالنسبة لروسيا، حيث أنه قادر على إنتاج 55 مليار متر مكعب من الغاز سنويا.
أنظر أيضا:
ما هي الدول التي تعارض تشغيل نورد ستريم 2؟
وعارضت العديد من الدول الأوروبية تشغيل نورد ستريم، وأولها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى أوكرانيا والعديد من دول الاتحاد الأوروبي، منذ الإعلان عنه في عام 2015، حيث تخشى هذه الدول من ذلك أثناء نورد ستريم بدأ تشغيل خط الأنابيب، وستسيطر روسيا على أكبر… إمدادات الغاز إلى أوروبا، وأن المشروع سيزيد من نفوذ موسكو في أوروبا. كما وصف الرئيس الأوكراني نورد ستريم قائلا إنه “سلاح سياسي خطير”. أما الرئيس البريطاني، فقد أعلن أن أوروبا بحاجة إلى «قطع الإمدادات». قم بالتنقيط نورد ستريم في مجرى الدم “.
ويعتبر “نورد ستريم” كارثة اقتصادية كبرى بالنسبة لأوكرانيا، ويهدد بخسارة ما بين مليارين إلى ثلاثة مليارات دولار سنويا. ومن المحتمل أيضاً أن تتحول خطوط أنابيب نقل الغاز في أوكرانيا من ثروة إلى خردة عديمة الفائدة، مما سيؤثر على اقتصاد البلاد، مما ينبئ بانهياره وفقدان الكثير من الناس لوظائفهم.
أنظر أيضا:
متى سيتم تشغيل نورد ستريم 2؟
ومن المهم بالنسبة لروسيا أن يتم تشغيل خط الغاز “نورد ستريم 2” في أسرع وقت ممكن، فهي حريصة على زيادة إمدادات الغاز إلى الدول الأوروبية، وتريد إنشاء خط غاز تحت البحر من هناك إلى الدول الأوروبية، على الرغم من الحاجة إلى ذلك. وجود شبكات نقل الغاز الأرضية عبر بولندا وأوكرانيا. لكن بالنسبة لروسيا فإن هذه الشبكات غير فعالة وغير متقدمة، وتفرض بولندا وأوكرانيا رسوم عبور باهظة.
ويتوقع كثيرون أن لن يتم تشغيل “نورد ستريم 2” قبل صيف 2025، مع رفض ألمانيا التوقيع على التوقيع النهائي على المشروع، خاصة أنها تمتلك 50% من خط أنابيب “نورد ستريم”. وقد ترددت عدة تصريحات من مسؤولين في ألمانيا مفادها أن سيطرة روسيا على إمدادات الغاز كبيرة للغاية، وهو ما يعني رغبتهم في نقل ملكية خط الأنابيب إلى شركة أخرى.
وإلى هنا نصل إلى خاتمة المقال الذي قدمنا لكم فيه أهم التفاصيل حول ما هو مشروع نورد ستريم 2. كما أوضحنا لكم بين السطور كيف أثرت الأزمة الأوكرانية على المشروع ومن يعارضه ومتى سيتم تشغيل نورد ستريم 2.