والطاغية هو كل ما يعبد من دون الله ويرضاه الناس. على مر التاريخ، عبد الناس العديد من الآلهة الوثنية التي اختلقوها بناءً على أساطيرهم الثقافية أو أكاذيب الشيطان التي بثها بينهم ليحرفهم عن الطريق. من الله وأخرجهم من النور إلى الظلمات، وقف إلى جانبهم مع الإسلام والأديان السماوية لهداية الناس. ليعبدوا ربهم الحقيقي .
الطاغوت هو كل ما عبد من دون الله ورضاه
والطاغية هو أي شيء يعبده الإنسان غير الله عز وجل ويكتفي بعبادته ليس طاغية حقيقيا بل طاغية مجازي لأنهم يعبدونه بغير رضاه. وقد عرّف كثير من العلماء معنى الطاغوت بالتفصيل.
- قال النووي: قال الليث بن سعد وأبو عبيدة والكسائي وأكثر أهل اللغة: الطاغوت كل ما عبد من دون الله عز وجل.
- قال ابن عطية: كل ما يعبد من دون الله فهو ظلم، وهذه التسمية هي التسمية الصحيحة لكل إله يقبله مثل فرعون والنمرود وغيرهم ممن لا يقبلونه كالعزير عليهم السلام. ومن لا يفهم كالأصنام فإنه يسمى طاغية بالنسبة للعباد، وهذا يعتبر كناية، لأنه يرجع إلى طاغية يأمر بهذا ويشفي الذي هو الشيطان.
- قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: والحق أن كل ما عبد من دون الله فهو طغيان، والحظوظ الأكبر للشيطان.
- قال ابن تيمية: الطاغوت هو الطغيان، والطغيان تجاوز الحد، وهو الظلم والبغي. ومن عبد من دون الله إذا لم يكرهه اعتبر طاغية، ولهذا سمي النبي الأصنام. الطواغيت في الحديث الصحيح حيث قال: ومن عبد طاغية فقد اتبع طغاة، والرجل المطيع في معصية، والطاعة تتبع في غير الهدى ودين الحق، فليكن مطيعاً. اتباع كتاب الله أو أمره بما يخالف أمر الله. إنه طاغية.
- قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: الطواغيت كثيرون، وخمسة منهم يتبين لنا: أولهم الشيطان، وثانيهم حاكم الظلم، وثالثهم آكل الرشوة، ورابعهم منهم العبيد المكرهون، والخامس منهم الذي يعمل ولا يعلم.
- قال ابن القيم: الطاغوت هو كل ما تجاوز العبد حد عبادته أو اتباعه أو طاعته.
أمثلة على عبادة الطاغية
ويمكن للناس أن يعبدوا غير الله تعالى، حتى ولو لم يرض بعبادتهم. وأقرب مثال على ذلك عبادة سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام من قبل بعض النصارى حيث يعبدونه ولا يرضاه. ولهذا سميت عبادتهم طاغية مجازي، مع أنه هو نفسه ليس طاغية، لأنه ينهى عن عبادتهم له.
ويمكن للناس أيضًا أن يعبدوا طاغية من دون الله، فيرضى بعبادته. ثم يسمى الإله نفسه طاغية مثل فرعون وقارون والنمرود والشيطان وغيرهم.
إصدار القوانين التي تتعارض مع الضوابط الشرعية
والتشريع الذي يحل الحرام ويحرم الحلال يعتبر كفراً وعبادة طاغية، وإن لم يكن حلالاً، فقد قال علماء المسلمين في هذا:
- قال ابن تيمية: ومتى أحل الإنسان حراماً إجماعاً أو حرم حلالاً إجماعاً أو غير الشرع إجماعاً فهو كافر مرتد باتفاق الفقهاء.
- قال ابن كثير: من رد الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء، ولجأ إلى غيره من الشرائع المنسوخة فهو كافر، فكيف بمن لجأ إلى طاغية وسبقه؟ ومن تحاكم إلى طاغية فهو كافر بإجماع المسلمين.
وأخيراً توصلنا إلى أن الطاغوت هو كل ما يعبد من دون الله ويكتفي بعبادته. فالذين يؤمنون بالطاغوت ويتحاكمون إليه فقد خسروا الدين والآخرة، ولا ينفعون الله ولا يضرون.