القيم موجودة في سورة الليل لأن سورة الليل سورة مكية أوضح الله فيها المنهج الإسلامي وبدأت بالقسم بقوله تعالى {والليل إذا يغشى} وذكر مسألة القدر وإرادة الإنسان وأنها خاضعة لإرادة الله، وهذا يعني أن الإنسان مخير، وقد بين الله نتيجة الكفار المكذبين لرسالة محمد.

القيم في سورة الليل

وقد وردت في السورة عدة قيم أهمها ما يلي:

  • لقد أوضح الله لنا الطريق الصحيح الذي يجب أن نتبعه ونتبعه طوال حياته.
  • وبينت لنا السورة الفرق بين الكافرين والعقاب لكل فئة، وشددت لنا على توبة الكافرين يوم تنفع التوبة، فذكرها الله لنا في الخطبة. فإنه تحذير لمشركي مكة الذين لم يؤمنوا برسالة سيدنا محمد.
  • إبداع الله في خلقه. لقد خلقنا ذكراً وأنثى، كما خلقنا سائر الكائنات الحية على الأرض.
  • تتناول هذه السورة ذكر أهمية الرضا والإيمان بقضاء الله وقدره.
  • فالإنسان مخير، وقد أوضح الله لنا ذلك في آيات هذه السورة، فهو يختار طريق الهدى والصلاح أو طريق الضلال.
  • ونحذر كل من ينكر رسالة محمد ونبين عواقب المشركين الكاذبين الذين ينكرون رسالة نبينا.
  • وشدد الله على أهمية اتخاذ الأسباب، وحثنا في هذه السورة على اتخاذ الأسباب طوال حياتنا.
  • لقد أمرنا الله أن نستثمر وقت النهار في العمل، فالإنسان يسعى جاهداً لتحقيق ما يريد في هذه الدنيا، أما الليل فقد خلق للراحة وعبادة الله عز وجل ليكون له القدرة التي تمكننا من مواجهة الحياة.
  • وتؤكد هذه السورة أن الإنسان أمامه خيار: طريق الهدى وطريق الضلال، وهو تحت مشيئة الله.

فوائد سورة الليل

سورة الليل مليئة بالفوائد الهامة للمسلم ومن أهم هذه الفوائد ما يلي:

  • إن أساس الأجر الذي نتلقاه على أساس عملنا ثابت فينا، فالمسلم يفعل الكثير من الأعمال حتى ينال الأجر عليها في الآخرة.
  • أنت بحاجة إلى الاسترشاد ونحن بحاجة إلى نقل هذه الفائدة. وهذه الميزة هي ما يحتاج إليه كل داعية ليسهل عليه طريقه الدعوي حتى لا تحزنه ردود الفعل.
  • وعلى المسلم أن يكون معطاءً، سواء كان هذا العطاء مادياً أو معنوياً.
  • إحسانك للآخرين وعطائك من أسباب تيسير الله لك في جميع أمورك، لقوله تعالى: {وَمَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَآمَنَ بِالْخَيْرِ * فسنجعله سهل للجميع. من يسعدهم.} وهذه الآيات تحث المسلمين على التعرف عليهم. وهو جزاء خير وأبقى.
  • فحص النية باستمرار وتجديدها لتكون خالصة لوجه الله تعالى وبالتالي تجنب الوقوع في النفاق.
  • إن أداء حقوق الفقراء لنا يكون بإخراج الزكاة والتكاسل عنها. وإيتاء الزكاة يطهر أموالنا وأنفسنا، وذلك بإزالة حب الدنيا والمال من القلب.

الدروس المستفادة من سورة الليل

وقد تعلمنا من سورة الليل العديد من الدروس أهمها ما يلي:

  • وقد ضرب الله لنا مثلاً في هذه السورة، فتحدث عن المؤمن الذي ينفق في سبيل الله ويحب الخير. يعني أبو بكر الصديق الذي اشترى بلال بن رباح بماله. وبما أنه كان عبداً لأحد سادة قريش، فقد أعتقه في سبيل الله.
  • يدعم فكرة الإيمان بقضاء الله وقدره وضرورة أن يأتي هذا الإيمان من قلب المسلم. وفيه أيضاً التحذير من الكذب والكبر في فتحه، وقد قال رسولنا (إذا فتحته دخلته).
  • الحصول على الرضا والثواب في الآخرة على اتباع منهج الله في هذه السورة، وهذا يجعلنا نتبع منهج الله، وعندما نفكر فيه نحصل على معاني كثيرة.
  • وقد حذرنا الله بذكر الليل والنهار من ذكر العمر والوقت دون الالتفات إلى غرض وجودنا وهو العبادة. وينبغي أن نهتم بهذا الأمر، وأن يكون هدفنا هو ما يريده الله منا.

فضل سورة الليل

لا يوجد حديث نبوي يخبرنا عن فضل سورة الليل على غيرها من السور، لكن مع ذلك فإن المسلم الذي يقرأ القرآن ويتأمل آياته يستطيع أن يستنتج أشياء كثيرة منها:

  • ومصير الفريقين مبين بوضوح: أن مصير الكفار نار لهب، وقد حذرهم الله تعالى بقوله: {فأنذرتكم نارا مشتعلة} ومصير المؤمنين جنات عرضها السماوات والأرض.
  • ويوضح الفرق بين الاختيار والوجوب، وأن أمر الإنسان بيده، إن شاء كفر وخلد في النار، وإن شاء آمن وصدق وله جنات وجنات خالدة. مملكة لن تزول.
  • وهي من السور السهلة التي تسهل قراءتها وفي هذا الحديث بين رسولنا فضل قراءة الليل العظيم في الصلاة وذلك لقوله تعالى ( ولو لم تصلي سبح اسمك ) رب والشمس وضيائها والليل إذا يغشى يصلي خلفك الكبير والضعيف).
  • يتمتع الإنسان بحرية الاختيار في جميع الأمور. فهو يختار ما يفعله دون أي إكراه.
  • وفيه بشرى لكل مسلم يسلك طريق الحق بثواب هذا الاختبار في الجنة، ويحذر كل ضال كذاب يختار الشر ويجتنب المعاصي.

مقاصد سورة الليل

وفي هذه السورة مقاصد فقهية، وآياتها تدل على هذه المقاصد. هناك مقاصد كثيرة في هذه السورة وهي:

  • مشاهد الكون ووصف الله له تظهر قدرة الله، وتجليات هذه القوة في الكون وتوضح العجائب والآيات التي خلقها الله في هذا الكون، وكل هذا يدل على قدرة الله عز وجل في خلقه .
  • التأكيد على أن الأجر الذي يحصل عليه الإنسان يكون على أساس عمله، وهذا بدوره يدل على أن الأجر يوم القيامة يكون على قدر العمل.
  • مقارنة الظاهرة وعكسها خلق الله الذكر والأنثى، في الليل والنهار، وذكر أجرا لمن أعطى واتقى، وأجرا لمن بخل وغني. وشرحت أيضًا وضع التنظيف الذاتي.
  • ويسلط الضوء على كفاح الناس في هذا العالم من أجل حياة كريمة.
  • افتتح الله السورة بقسم: “وإذا خاف الليل” أي ألقى هذا الليل حجابه على جميع خلق الله، خلق الله النهار لطلب الرزق، أما الليل للسكوت.

وفي النهاية تعرفنا على قيم سورة الليل وفضائلها وأهم مقاصدها والعبر منها، لأن قراءة السورة والتفكر فيها والعيش معها هو جمال الآيات والحصول عليها. الفائدة المرجوة.