ومن قال: وددت أني لم أشرك بربي أحداً؟ يروي القصص في كتابه العظيم ويضرب الأمثال على عباده ليفهموها، ويجب على المسلم أن ينقب عن معاني القرآن العظيم ويتعلم منها “ياليتني لم أشرك بربي أحداً”، ونشرح القصة من مؤلفه وسبب قوله ذلك، واستخرج من قصته فوائد وعبراً وعظات تنفع المسلمين في الدنيا والآخرة.
قال: وددت أني لم أشرك بربي أحدا
قال: وددت أني لم أشرك بربي أحدا وهو صاحب الجنتين، وقد اختلف في أسماء صاحب الجنتين وقال صاحبه: نزل هذا أخوين مخزوم من أهل الجنتين. أهل مكة، أحدهما كان مؤمنا، وهو أبو سلمة عبد الله بن عبد الله بن هلال بن عبد الله بن عمر بن، كان متزوجا قبل النبي صلى الله عليه وسلم، والآخر كافر. وهو الأسود بن عبد الأسد. وهما الأخوين المذكورين في “الصافات” في قوله تعالى: (قال قائل: إني كان لي صاحبان)، وورث كل منهما أربعة آلاف دينار، وأنفق أحدهما مالاً في سبيل وسأل الله أخاه شيئا فقال ما قال الثعالبي والقشيري ذلك، وقيل: نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أهل مكة. ، و وقيل: هو عبرة لكل من آمن بالله ولكل من كفر. وقيل إن خيرهما يقال له تمليخا والآخر قرطوش، وأنهما شريكان ثم افترقا. وبلغ المال لكل واحد ثلاثة آلاف دينار، فاشترى المؤمن منهم العبيد بألف وأعتقهم، ومن الثاني ألف كسوة فكساه العراة، وبالثالث ألف طعام فأطعم. جائع، وبنى المساجد وعمل الصالحات، واشترى الدواب والبقر، فكثرت في الربح حتى فاق أموال أهل عصره.[2]
قصة اثنين من أصحاب الحديقة
وذكر الله تعالى قصة صاحب الجنتين في القرآن الكريم سورة الكهف. قال تعالى: (واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففهما بالنخيل وجعلنا بينهما، فقص الله تعالى هذه القصة على نبيه الكريم أن عسى أن تكون موعظة لقومه، فيضرب مثلا للمشركين والمستكبرين مثلهم من أهل العالم ويمتنع عن الجلوس مع المؤمنين. وهذا المثل هو حال رجلين أحدهما كان غنيا جدا واثنان وصاحب الكرم محاط بالنخيل وفي وسطهما زرع، وفي وسط الجنتين يجري نهر تتفرع منه عدة أنهار ليسقي ما أعد الله عز وجل له إن المؤمنين بالآخرة عظيمة، وكان هذان الرجلان من بني إسرائيل، وكان لصاحب الجنتين أنواع أخرى من الأموال في التجارة والأرض. بسبب تطور الفاكهة. وأدى هذا المال إلى خيانة أصحابه واستكبارهم، فقال صاحب الجنتين لصديقه المؤمن الفقير عندما تشاجر معه وتشاجر معه: أنا أكثر منك مالا وأنا أقوى في الناس، أي أن لدي خدمًا أكثر، وأكثر حشمة، وأكثر أولادًا، وأنا أقوى. دافعت عني العشيرة وجماعة من الناس، وأخذ بيد صديقه المؤمن وطاف في حديقته وأراه إياها، وكان ظالمًا لنفسه، لأنه دخل النار بكفره فأخطأ. . نفسه بفعل ذلك، فقال: لا أعتقد أن هذه الجنة تهدم أبدا، ولا أعتقد أن تأتي يوم القيامة، وإذا قام من بين الأموات فقد أعطاني الله هذه النعم في الدنيا فيؤتيني خيراً منه، فإني معه في قدري، وأنا معه في مكاني، ولولا أن قدري فيه ما أعطاني هذا.
تدمير حديقتين
وأنكر صديقه المؤمن قوله هذا وقال له محذراً: كيف تؤمن بالذي خلقك وأنت تراب فجعلك متوسط الحجم عضواً سليماً وجعلك كاملاً صديقه. ووصفه بالكافر بالله، الجاحد لنعمه، لأنه شك في البعث، وقال المؤمن: لقد آمنت أن الله ربي وخالق لا أشرك به. فوبخه ونصحه أنه إذا أعجبتك حدائقك عندما تدخلها ونظرت إليها فعليك بذلك. أنت تحمد الله على ما أعطاك وأعطاك من المال والأولاد ما لم يعطيه لأحد غيرك وعندما تعتبرني أفقر منك ماليا ولدي أقل منك من الأولاد والعائلة في هذا البشري. وأنا أنتظر أن يتغير حالي في الآخرة، وأتمنى أن يرزقني الله خيراً من جنتك. عذاباً من السماء، وأن تصبح جنتك أرضاً بيضاء لا ينبت فيها نبات، ولا تثبتون فيها. أقرب أرض يمسها، وهي أخبث الأرض بعد أن كانت حديقة أنفع الأرض، أجاب الله طلب العبد المؤمن، فأهلك الله جنة الكافرين، فبدأ الكافرون في التحول. فوق النخل، أي بالضرب بيد واحدة في التوبة، بدأت ثروته تتساقط على سطوحها، فجمع بين هلاك الثمر. فالأصل، وهذا من أعظم التجاوزات، هو في حق تعديه، فقال الكفار: ليتني لم أشرك بربي أحدا، أي ليتني كنت أعرف نعم الله. ولقد علمت أنا وعلي أنه بقدرة الله ولم أؤمن به، وهذه توبته، إذ لا تنفعه التوبة.
استفد من قصة اثنين من أصحاب الحديقة
قصة اثنين من أصحاب البستان مليئة بالعبر والعبر، وفيما يلي هذه الفوائد:
- النظر والاعتبار في حالة ما من الله عليه من نعم دنيوية أخرجته من آخرته، وجعلته يخون الله ويعصيه فيها.
- فالاستكبار بالأموال والأموال وعدم توجيهها إلى الله عز وجل هو سبب هلاك صاحبها في الدنيا والآخرة.
- فإذا أعجبت متلقي النعمة وجب عليه أن يحمد الله ويحمده حتى يمد الله عليه هذه النعمة، ويزيده نعمة، ويبارك فيه.
- إن الله يبتلي عباده بالنعم ليرى هل يشكرونها أم يكفرون بها ويستكبرون عنها.
- ألا يثق ولا يغتر بالحياة الدنيا لأنها فانية، والعمل في الآخرة لأنها دار البقاء والحساب.
- ومن أنكر البعث والحساب في اليوم الآخر فهو كافر. لقد وصف المؤمن زميله بالكافر، لأنه أنكر القيامة والدينونة.
- إن إعطاء الله الإنسان المال والأملاك والسلطة والشرف ليس مؤشراً على رضاه عنه. وكان صاحب الجنتين قويا وغنيا، لكنه كافر يستحق غضب الله وغضبه في الدنيا والآخرة. .
- حقارة هذا العالم من أوله إلى آخره إن الله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا لمن يحب.
- وعلى المؤمن أن ينصح ويذكر ويحذر الضالين. نصحت مؤمنة صاحبة جنتين عندما رأت الكفر.
- ومن أعجبه شيء فليقل (ما شاء الله ولا قوة إلا بالله) حتى يفوض الأمر إلى الله وليس إلى قوته وسلطانه صلى الله عليه وسلم. (من رأى شيئا فأعجبه فقال ما شاء الله ولا قوة إلا بالله لم يضره).
- ولا حرج على المؤمن أن يطالب على الظالم بمثل ما ظلمه، والله يجيب دعاء عباده المؤمنين.
- التوبة بعد الوقت لا تنفع صاحبها.
- ومن يرفضه الله ليس له ولي ولا نصير يحميه من عذاب الله، ومن يوحد مع الله فقد نال على أعماله العقاب والعذاب.
وقد بينا في هذا المقال من قال: “وددت أني لم أشرك بربي أحدا، فهو صاحب هاتين الجنتين، وقد اختلف العلماء في اسمه في أقوال كثيرة، كما بينا قصة الصحابة عن الجنتين وصاحبه المؤمن، واستخرجنا فوائد وعظائم تنفع المسلم وتساعده على التقرب من الله عز وجل.