فكرة رد الوزن والكيل، فإن قلب الوزن والكيل إلى الأسفل من كبائر الذنوب التي نهى الله تعالى عنها وجعلها من أكبر الكبائر، لما فيها من إنفاق أموال الناس بالباطل، والله تعالى أعلم. وقد كتب تعالى على من يفعل ذلك المطفف عذابا شديدا، وكيف حاله مع الرجال، وما توعده الله تعالى بالعذاب الشديد.
مفهوم تحديد القياس والتوازن
والطفيف مبالغة من الطف، وهو بمعنى التعدي، فقيل أشار إليه، أي أعطاه أقل مما أخذ منه، وخفف الكيل أي: وأما الطف اصطلاحاً فهو من ينقص الكيل إذا نقص من حصة ذلك الكيل في ملئه وقبضه، فالطف كذلك. وهو أن ينقص من الجزء الذي يكال به، ويزيد من الجزء الذي يكال به، إذا اشترى، وإذا باع، فإنه يعطي كمية أقل بسخاء ليعطي كمية إضافية، وبالبيع يقللها. وهذا الظلم يهلك صاحبه، كما قال بعض العلماء: “إذا كان الظلم على الناس هو سبب هلاك الإنسان، فكيف بالظلم؟ من فاطر السماوات والأرض”. يتحدث المقال عن أن ترك الكيل أو الميزان من أعظم الذنوب.
إن إضاءة الميزان والميزان من أكبر الكبائر
إن إساءة استخدام الإجراءات والإجراءات من أبشع الذنوب. وقد اعتبر الإمام ابن حجر في كتابه (فتح الباري في شرح صحيح البخاري) الاختلاس من أكبر الكبائر لأنه فيه إنفاق أموال الناس. بشكل غير عادل، وهناك أنواع كثيرة من الاستغلال، ومن ذلك أيضاً ما يسمى بالاحتكار، أي عندما يخدع البائع المشتري بأن البضاعة موجودة في المخزون، أو أن هناك القليل منها، أي. هذا ليس صحيحا. وكذلك يتعمد زيادة سعره، فقد قضى الله تعالى أن كل من أخذ مالاً أو بالغ في سعره أو عبث في الميزان عوقب بشدة، كما قال الله تعالى في كتابه: {فويل للمبالغين}. وويل لوادي جهنم، إن جبال الدنيا لو تحركت لذابت من شدة حرها، وقد قال الإمام النيسابوري: “دعونا الله القدير أعطينا السلام، والله القدير صورة لمن يندبون بالأسى على شعب ظن الحياة الزائلة على الحياة الأبدية، وأنهكهم الشهوة في تحقيق أسبابها، حتى اتسموا بالأكثر. صفة خسيسة وهي الاحتقار.
الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحرم العبث
نص الإسلام على أن قلب الكيل أو الوزن من كبائر الذنوب، وقد وردت أحاديث نبوية كثيرة تدل على تحريم التجاوز، منها:
- قال الله تعالى: {وَأَقِمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تُخْسِرُواْ فِي الْمِيزَانِ} وجاء في تفسيره أن الله تعالى أمر أن يقيم الوزن بالحق، أي بعدل، وليس إلى حق. التقليل من شأنهم فيه.
- قال الله تعالى: {وَقُلُوا الْكِيلَ كُلَّهُ إِذَا كَيْلْتُمْ وَزِنُوا بِقِسِيمٍ قَوِيسٍ} أي: ميزان العدل.
- قال الله تعالى: {ويا قوم أوفوا الكيل والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أموالهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين}.
- وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال صلى الله عليه وسلم: (خمسة بخمسة، قيل: يا رسول الله، وما الخمسة بخمسة؟) قال: وما نقض عهد إلا سلط الله عليهم عدوهم، ولم يحكموا إلا بما أنزل الله، إلا فشا فيهم الموت، وما منعهم إلا ما حرموا. قطرة ولم يستسلموا إن النبات حرم عليهم).
- وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال صلى الله عليه وسلم: (إذا الوزنة تقدموا).
- وعن عبد الله بن عمر قال: (جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا معشر المهاجرين خمس، إذا أصابتكم فيهن، وأعوذ بهن) فوالله لا تدركوهم ما ظهر في الناس كفر حتى يعلنوه إلا فشا فيهم وباء وعذاب لم ينته آباؤهم الذين ماتوا ولم يموتوا ولم يضعف الميزان والميزان قط، إلا ثقلت عليهم السنين وشدة الأحكام وظلم الحاكم).
إن الاستخفاف في الكيل أو الميزان من كبائر الذنوب التي نهى الله تعالى عنها، لما فيه من إنفاق أموال الناس بالباطل، ويترتب عليه عذاب شديد.