كم سنة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى؟ ولهذين المسجدين مكانة خاصة في الدين الإسلامي، حيث أنهما من المساجد التي يضاعف فيها أجر الصلاة. وليس هذا فحسب، بل إن المسجد الأقصى هو القبلة الأولى للمسلمين، بينما المسجد الحرام هو القبلة الحالية والثانية للمسلمين، بالإضافة إلى أنه أول بيت وضع في الأرض. وفي هذا السياق لا بد من الإشارة إلى الفترة الزمنية بين بناء كل منهما. وإليكم معلومات عن السنة الفاصلة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى من حيث البناء.

كم الوقت بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى؟

إن المسجد الحرام والمسجد الأقصى مرتبطان ارتباطا وثيقا بالعبادة والإيمان. وقد أشارت إلى هذه العلاقة العديد من النصوص الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة، نوضحها فيما يلي:

  • يقول الله تعالى: “سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو العزيز الحكيم”. إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ” (سورة الإسراء: الآية 1).
  • أشارت الآية الكريمة إلى إحدى المعجزات السماوية المتمثلة في معجزة الإسراء والمعراج، حيث تعتبر المعجزات من العقيدة الإسلامية، فيمكننا القول أن الصلة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى المبارك فالمسجد ما هو إلا اتصال عقائدي إيماني وليس مجرد اتصال عقائدي.
  • ويعتبر كل من المسجد الحرام والمسجد الأقصى من المساجد التي يقصدها المسلمون بنية العبادة والتقرب إلى الله، حيث خصهم الله تعالى بمضاعفة أجر الصلاة هناك إلى جانب المسجد النبوي.
  • حيث روى الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في الحديث الشريف: «لا تنطلقوا في السفر إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، وهذا المسجد» لي والمسجد الأقصى» (متفق عليه).
  • المدة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى المبارك من حيث البناء أربعون سنة، وهذا تأكيد على أن من بنى المسجد الأقصى هم الملائكة، وهذا جاء امتثالاً لأمر الله عز وجل في الخلود أن يكون على الأرض أماكن للعبادة والتوحيد.
  • بناء المسجد الأقصى على يد الملائكة هو من آيات الله. الملائكة يطيعون أمر الله ويفعلون ما يؤمرون به.

من بنى المسجد الحرام؟

يعتبر المسجد الحرام أول مسجد وضع على وجه الأرض، وقد ثبت ذلك في الحديث الشريف، حيث عن الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه صلى الله عليه وسلم، عن أول مسجد وضع في الأرض؟ قال: «المسجد الحرام». قلت: ثم قال: «المسجد الأقصى». قلت: كم بينهما؟ قال: أربعين سنة. وأما مدة الذين بنوا المسجد الحرام فقد جاء الفعل (وضع) بصيغة المبني للمجهول في الحديث الشريف، وكذا الحال في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: {إِنَّ الأَوَّلَ والبيت الذي وضع للناس هو الذي بمكة؛ مباركًا وهدىً للعالمين} وهذا دليل على أنه لم يضعه ولم يقيمه الناس.

ومن أقدمها المسجد الأقصى أو الكعبة

لا يوجد دليل وتاريخ محدد لبناء المسجد الأقصى لأول مرة، لكن الأحاديث النبوية الشريفة أكدت أن بين بناء المسجد الحرام والمسجد الأقصى أربعون سنة، نظرا لتأكيد أن المسجد الأقصى الكعبة بنيت أولا. وبذلك تعتبر الكعبة أقدم من المسجد الأقصى، وهذا أمر أكيد لا يقبل الجدل أو الاجتهاد. ولا يخضع للتأويل، وهذا ما أكدته الأحاديث النبوية وآيات القرآن الكريم.

بالإضافة إلى ذلك، هناك روايتان عن بناء الكعبة المشرفة والمسجد الأقصى المبارك. وفي الرواية الأولى أن أول من بنى الكعبة هو نبي الله آدم -عليه السلام- ثم بنى المسجد الأقصى في القدس، لكن لا يوجد نص شرعي يؤكد ذلك أو ينفيه، بل هذا لا لا يجوز ترميمه أو إعادة بنائه مع مرور الوقت لأنه تأثر بالعوامل الطبيعية.

من بنى المسجد الأقصى إسلام ويب؟

ويعتبر بناء المسجد الأقصى موضع خلاف، إذ لا توجد تأكيدات حول تاريخ بنائه بالضبط، كما لا توجد أدلة قاطعة تؤكد من قام ببنائه. أما بخصوص من بنى المسجد الأقصى فلا بد من توضيح النقاط التالية:

  • ويقال إن الملائكة هم الذين بنوا المسجد الأقصى، كما جاء في كتاب الجامع لأحكام القرآن في جزئه الرابع ص 138 للقرطبي: «لقد اختلف الرأي في أول من أسس بيت القدس. وروي أن أول من بنى البيت أي البيت الحرام هو آدم عليه السلام، فيحتمل أن يكون ابنه. وقد بنى بيت المقدس بعده بأربعين سنة، ويحتمل أن الملائكة بنوه أيضاً بعد أن بنوا البيت إن شاء الله، وكل شيء ممكن، والله أعلم».
  • وجاء في شرح السيوطي لسنن النسائي: “وآدم نفسه هو الذي وضع المسجد الأقصى، وأن بناء إبراهيم وسليمان كان تجديدا لما أسسه وبدأه غيرهما. “
  • كما ذكر ابن حجر في الفتح (كتاب أحاديث الأنبياء) عن بناء المسجد الأقصى: “أول من أنشأ المسجد الأقصى آدم عليه السلام، وقيل إن الملائكة وقيل سام بن نوح عليه السلام، وقيل يعقوب عليه السلام”.
  • وقد أشار أغلب المفسرين إلى أن سيدنا إبراهيم -عليه السلام- جدد بناء المسجد الأقصى، ليكون مسجدا للمؤمنين برسالته من أبنائه وذريته.

منطقة المسجد الأقصى

يخطئ كثير من المسلمين في معرفتهم بالمسجد الأقصى، حيث يعتقدون أن مسجد قبة الصخرة هو المسجد الأقصى، وهذا الاعتقاد خاطئ، حيث أن هذا المسجد جزء من المسجد الأقصى. وفيما يلي نورد تفاصيل حول ذلك:

  • يتكون المسجد الأقصى من عدد من الأبنية، تحتوي على عدة معالم، يصل عددها إلى حوالي مائتي معلم.
  • ومن مميزات المسجد الأقصى: الأروقة، والقباب، والمنابر، والمنابر، والمآذن، والآبار، وغيرها.
  • ويضم المسجد الأقصى أيضًا: المسجد القبلي (ذو القبة الرصاصية السوداء)، والذي يقع أقصى جنوبه في اتجاه القبلة.
  • وكذلك قبة الصخرة (القبة الذهبية) التي تقع في قلب المسجد الأقصى ووسطه.
  • وتبلغ مساحة المسجد الأقصى حوالي 144 دونما (ما يعادل 144 ألف متر مربع).
  • وتبلغ مساحتها نحو سدس مساحة البلدة القديمة، وتكون على شكل مضلع غير منتظم أو شبه مستطيل.
  • ويبلغ طول ضلع المسجد من الجهة الغربية 491 مترًا، ومن الجهة الشرقية 462 مترًا.
  • أما في الجهة الشمالية فيبلغ طولها حوالي 310 أمتار، أما الجهة الجنوبية فتعتبر الأقصر حيث يبلغ طولها 281 متراً.

تاريخ بناء المسجد الأقصى

وقد ذكر المسجد الأقصى في سورة الإسراء من القرآن الكريم، وهذا تأكيد لحرمته كما جاء في حديث معجزة الإسراء والمعراج. وصعد النبي منها إلى السماء العليا، وصلى مع الأنبياء أيضاً إماماً هناك في هذه الليلة. وفي هذا السياق نقدم لكم تفاصيل ومعلومات عن تاريخ بناء المسجد الأقصى:

  • ويعتبر المسجد الأقصى ثاني مسجد بني في الأرض بعد المسجد الحرام، والدليل على ذلك من السنة النبوية، كما رواه البخاري.
  • وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: «المسجد الحرام». قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: «المسجد الأقصى». قلت: كم كان بينهما؟ قال: «أربعين سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة فصل، تكن لك الأرض مسجدا».
  • والراجح أن سيدنا آدم -عليه السلام- هو أول من بنى المسجد الأقصى، إذ كان ذلك بعد تأسيس البيت الحرام بأربعين سنة.
  • تتواصل عمليات البناء والإعمار في المسجد الأقصى الذي عاش فيه نبي الله إبراهيم عليه السلام عام 2000 قبل الميلاد.
  • وبعد ذلك تولى المهمة من بعده ابناه إسحاق ويعقوب -عليهما السلام-.
  • كما قام سيدنا سليمان -عليه السلام- بترميم بنائه، حوالي عام 1000 ق.م.
  • جاء الخليفة عمر بن الخطاب من المدينة المنورة إلى القدس.
  • استلمها من الصليبيين بعد توقيع اتفاقية عرفت باسم “العهد العمري”.
  • وقد حدث ذلك في واحدة من أشهر الفتوحات الإسلامية في السنة الخامسة عشرة للهجرة.
  • قام الخليفة عمر بن الخطاب بنفسه بتنظيف الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى.
  • ولم يكتف بذلك، بل بنى مسجدًا صغيرًا عند معراج النبي -صلى الله عليه وسلم-.
  • وقد أطلق اسم المسجد الأقصى قديماً على المسجد الحرام.

من بنى مسجد قبة الصخرة؟

الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان هو الذي بنى مسجد قبة الصخرة سنة 72هـ (691م). وتميزت بقبتها الذهبية:

  • ويعتبر من أروع المعالم العمرانية الإسلامية، بالإضافة إلى كونه جزءاً من المسجد الأقصى.
  • لكن الانتهاء من بناء هذا المسجد كان في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك.
  • وذلك في عهده الذي دام نحو عشر سنوات ما بين 86-96هـ.
  • ومن الجدير بالذكر أن بناء المسجد الحالي يختلف عن العصر الأموي.
  • نظراً لتعدد مرات بنائه في أعقاب الزلازل التي تعرض لها على مدى قرون.

أبواب المسجد الأقصى

يضم المسجد الأقصى سبعة أروقة، يتوسطها ثلاثة أروقة في كل من جهتيه الشرقية والغربية. أما أبواب المسجد الأقصى فهي على النحو التالي:

  • عدد أبواب المسجد الأقصى أحد عشر باباً.
  • وفي الشمال سبعة أبواب، وفي الجانب الشرقي باب واحد.
  • الجهة الجنوبية لها باب واحد وبابان في الغرب.
  • ويوجد للمسجد الأقصى أربع مآذن والعديد من القباب والمدرجات التي كانت مخصصة للعلماء والصوفية والغرباء.
  • وأشهر هذه القباب هي: قبة النبي، وقبة المعراج، وقبة السلسلة.
  • The doors of Al-Aqsa Mosque are: Bab Al-Asbat, Bab Al-Rahma, Bab Hutta, Bab Al-Ghawanmeh, Bab Al-Nazir, Bab Al-Atam.
  • Likewise, Bab al-Hadid, Bab al-Qahtanin, Bab al-Mutahhara, and Bab al-Silsilah.
  • بالإضافة إلى ذلك، هناك باب المغاربة، وباب الجنازة، والباب الثلاثي، والباب المزدوج، والباب الواحد.
  • ويوجد في باحة المسجد الأقصى نحو خمسة وعشرين بئراً للمياه العذبة.
  • وتتوزع ثمانية آبار في صحن الصخرة المقدسة، بينما يوجد في صحن الأقصى سبعة عشر بئراً، كما يوجد أيضاً مسبح للوضوء.
  • أما عن طرق شرب الماء فهناك بعض الطرق المهمة مثل: سبيل قايتباي.
  • ويخطف سبيل قينباي المغطى بقبة حجرية رائعة الأنظار، كما كتب عنه الرحالة العرب والأجانب الذين زاروا المسجد.
  • وبالإضافة إلى ذلك هناك سبيل البديري، وسبيل قاسم باشا.
  • وترتفع أروقة المسجد السبعة على 53 عمودًا من الرخام، و49 عمودًا حجريًا، وفي صدر المسجد قبة.

وفي النهاية فإن الجواب على سؤال كم سنة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى هو أنه كان بين بناء هذين المسجدين أربعون سنة، حيث أن الكعبة المشرفة هي أول مسجد وضع على وجه الأرض.