الثقة بالنفس عند الأطفال من أهم الأمور التي يمكن بناؤها لهم في هذه المرحلة العمرية الحرجة بالنسبة لهم، وتعليم الأطفال أي شيء في صغرهم يجعل ذلك عادة لديهم ويصبح راسخاً في وجدانهم، لذا يجب علينا التركيز على ثقتهم بأنفسهم.
معنى الثقة بالنفس عند الأطفال
- أساس الثقة بالنفس هو إيمان الإنسان بنفسه وثقته بقدراته. الشخص الواثق من نفسه يقدرهم وينظر إلى الحياة من منظور إيجابي.
- الشخص الواثق من نفسه فخور بنفسه ويعرف قدراته جيداً في الأشياء التي يريد تحقيقها، أو الأهداف التي يريد تحقيقها.
- الثقة بالنفس موجودة في الأشخاص المتفائلين بطبعهم، والذين لا ينتبهون للنقد الهدام أو الكلمات الجارحة.
- الإنسان الواثق من نفسه يبذل قصارى جهده لتحقيق أهدافه، فهو لا يعرف الفشل ولا يتقبله.
- الثقة بالنفس عند الأطفال أو الكبار لا تعني أن الشخص لا يرى أي قصور في نفسه. وعلى العكس من ذلك، فإن الشخص الواثق من نفسه يعرف جيداً نقاط القوة والضعف لديه، والتي يسعى دائماً إلى تصحيحها.
إقرأ أيضاً:
هل الثقة بالنفس غرور؟
- يخلط الكثير من الناس بين مفهوم الثقة بالنفس ومفهوم الغطرسة، وفي الحقيقة كلاهما مختلفان تمامًا.
- لقد سبق أن عرفنا الثقة بالنفس في السطور السابقة، وحان الوقت لتعريف الغرور لكي نفرق بينهما.
- يعتقد المغرور أنه على حق دائمًا، وأنه وحده يملك الحقيقة، وأنه لا يخطئ أبدًا.
- يحاول إقناع من حوله بقدراته الخارقة على القيام بأشياء لا يستطيع فعلها في الواقع.
- يريد الشخص المغرور دائماً أن يجعل الآخرين يعتقدون أنه واثق من نفسه، لأنه في الواقع يعاني من عدم الثقة بالنفس، وهذا واضح في عقله الباطن.
- مما سبق يتبين أن التكبر صفة مذمومة لا نريد أن يتمتع بها أطفالنا، ولكننا نريد بناء الثقة بالنفس لدى الأطفال، فهي صفة محمودة.
أسباب عدم ثقة الإنسان بنفسه
لكل شيء سبب، وإذا كان هناك شخص أو طفل يعاني من عدم الثقة بالنفس، فمن المؤكد أن هناك أسباب تجعله كذلك، وسنذكر لكم بعضاً منها.
- تتأثر الثقة بالنفس عند الأطفال والناس بشكل عام بالمظهر الخارجي للشخص، مثل شكله ووزنه وملابسه. وعندما يكون غير راضٍ عن أحد هذه الأشياء في نفسه، فإن ثقته بنفسه تقل بشكل كبير.
- وجود أشخاص سلبيين في محيطه يعرضه للنقد الهدام المستمر منهم، مما يقلل من ثقته بنفسه.
- المقارنات المستمرة مع الآخرين تفقد الإنسان ثقته بنفسه.
- خاصة في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي واستخدامها السلبي في تقديم الحياة الشخصية بشكل مبالغ فيه وغير واقعي في بعض الأحيان، مما يدفع الطفل أو المراهق إلى مقارنة حياته بما يراه من حياة الآخرين على الشاشة، وبالتالي يخسر ثقته بنفسه.
- تتأثر الثقة بالنفس لدى الأطفال والمراهقين بشكل خاص بسبب الصدمات العاطفية أو الفشل في تحقيق الأهداف الأكاديمية أو الأكاديمية المتعاقبة.
- إن الأخطاء الوالدية، مثل السيطرة والعنف من قبل الوالدين، تؤثر بشكل كبير على الطفل والمراهق.
- الشخصية الحساسة تكون أكثر عرضة لانعدام الثقة بالنفس نتيجة تحليلها المبالغ فيه لكل كلمة وفعل يقوم به أي شخص، وتفسيرها لهما بشكل سلبي.
كيفية بناء الثقة بالنفس؟
بعد أن عرفنا أهمية الثقة بالنفس عند الأطفال، يجب أن نعرف كيفية بنائها من خلال خطوات بسيطة
- كن شخصًا إيجابيًا وأحط طفلك دائمًا بأشخاص إيجابيين.
- علم طفلك أن احترام الذات أمر مرغوب فيه وليس الغرور.
- مساعدته على وضع أهداف في حياته بشكل مستمر، والسعي الدائم لتحقيقها.
- علمه التنظيم وكن إنساناً منظماً أمامه.
- عودي طفلك على تحمل المسؤولية بحسب قدراته وما يستطيع فعله.
- ساعد طفلك على المشاركة في الأنشطة الرياضية والاجتماعية مع أقرانه، وتكوين علاقات جديدة مع الأشخاص الإيجابيين.
- اجعليه يحدد فترة زمنية لتحقيق هدف محدد، وتحقيقه سيزيد من ثقته بنفسه بشكل كبير.
- علمه أن يراجع نفسه وتصرفاته نهاية كل يوم، ليعرف نقاط الضعف والقوة لديه، حتى يحاول تصحيح أخطائه وعدم الوقوع فيها مرة أخرى، دون جلد الذات.
- تعزيز نقاط قوته سيعزز ثقته بنفسه.
- خلق نمط حياة صحي وشامل له، بما في ذلك الأكل الصحي، وممارسة الرياضة، وضبط ساعات النوم ليلاً.
إقرأ أيضاً:
وفي النهاية، لقد أدركت أهمية الثقة بالنفس عند الأطفال والكبار أيضًا، وتعلمت كيفية بنائها لنفسك ولأطفالك. ويجب أن تعلم أمراً مهماً آخر، وهو أن الأمر يتطلب جهداً، وقد يستغرق فترة من الزمن للوصول إلى النتائج المرجوة وتحقيق مستوى متوازن من الثقة بالنفس بعيداً عن التكبر.
شاهد أيضاً..