ومن أمتع دروس النحو درس كان وأخواتها في اللغة العربية، حيث يحتوي على عمل ذهني يحمل الكثير من التشويق. وسنتناول هذا الدرس بالشرح والتفصيل، على أمل أن تعم الثمرة المرجوة على الجميع.
كانت وأخواتها ومعانيها
فهي أفعال منسوخة غير كاملة.
- أما الناسخة؛ ولأنه يدخل في الجمل الاسمية للفاعل والمخبر، فإنه ينسخ حكمهما النحوي. عندما ترفع الفاعل وتسميه اسما لها، وتضع الخبر في حالة النصب وتسميه خبرها.
- وأما غير الكاملة؛ لأنه لا يمكن الاكتفاء بما يرفع، ولا تتحقق الفائدة دون إعلامه.
وعلى هذا فإن أصل الجملة الاسمية أنها تتكون من مبتدأ في حالة الرفع، ومسند أيضا في حالة الرفع. عندما يقدمه خان أو إحدى أخواته، فإنه يبقي الفاعل في الحالة الاسمية لكنه يطلق عليه اسما. كما أنه يجعل المسند في حالة النصب في حالة النصب ويسميه مسندها.
إقرأ أيضاً:
مثال توضيحي:
علوم | فاعل في حالة الاسم في البداية، وعلامة رفعه هي الضمة الظاهرة. |
ضوء | خبر المبتدأ في حالة الاسم، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. |
- وكانت المعرفة خفيفة.
لقد كان | فعل ماضي ناقص مبني على الفتح. |
علوم | وكان الاسم في حالة رفع، وعلامة رفعه هي الضمة الظاهرة. |
ضوء | كان الخبر في حالة نصب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. |
أخوات كان ومعانيهن:
- كان: يشير إلى التوقيت المطلق.
- وصار: وقت الصبح.
- الأضحى: وقت الضحى.
- المساء : وقت المساء .
- الظل: وقت النهار.
- بات: وقت الليل.
- وما زال: استمر.
- وما زال: استمر.
- وليس: يدل على الإنكار.
- طالما: بيان المدة.
- ما هو أكثر من ذلك: الاستمرارية.
- أصبح: التحول من الاسم إلى الخبر، كما في قولنا: صار القطن قماشاً.
- ويستمر: الاستمرار.
ملحوظة:
- كل هذه الأفعال من الأخوات كان تفعل بالضبط نفس الشيء، إلا أنها تحمل معنى مختلف قليلا عن كل شيء آخر.
- الماضي والمضارع والأمر لهذه الأفعال تفعل الشيء نفسه، إلا إذا كانت تامة، وكان اسم المفعول كافيا.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الأفعال تصنف من حيث الفعل والترك، وفقاً لما يلي:
- الأفعال الكاملة:
- لقد كان.
- عيد الأضحى.
- يصبح.
- ضار.
- بات.
- الظل.
- مساء.
- أفعال الأمر:
- يستمر في القدوم.
- لا تهتم.
وأيضا:
- ما زال.
- لن تتوقف.
- لا.
- طالما.
- يا له من ظل.
كان هو وأخواتها أفعالًا مثالية
وقد بينا أن أصل هذه الأفعال أنها ناقصة ومنسوخة. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى الجوانب المتعددة لهذه الأفعال، والتي ينتج عنها إعراب ما يليها. وفيما يلي الجوانب الخمسة لهذه الأفعال:
أي أنه يدل على خلو الزمان من الحدث، ويحتاج إلى خبر.
مثال: كان الولد جالساً.
فهل تكتفي بالاسم بقولك: كان الصبي؟!! بالطبع لا؛ لأنه قريبا سوف تتساءل عن الأخبار.
وفي هذه الحالة تدل هذه الأفعال على الزمان والحدث معًا، كباقي أفعال اللغة العربية، ولا تحتاج إلى خبر بعدها.
مثال: في الآية 280 من سورة البقرة: “وإن كان معسراً فانظر إلى ما هو يسر”، فهنا اكتفت بتسمية الموضوع وهو صعب؛ للمعنى الكامل لذلك.
كما في الآية رقم 34 من سورة البقرة: “إلا الشيطان الذي أبى واستكبر وكان من الكافرين”، فهنا يعني “صار”.
في هذه الحالة، فهو غير وظيفي، لذلك لا يحتاج إلى اسم أو مسند.
مثال: يقول الشاعر:
فماذا لو مررت ببيت قوم… وكان جيراننا كراماً؟
والتفسير أنهم كانوا جيراناً كراماً.
- ضمير الموضوع والحديث:
وفي هذه الحالة يكون اسمه ضمنا، أي ضمير المبتدأ والحديث، فتأتي الجمل التي بعده محمولا عليه.
مثال: علي كان واقفاً.
والمعنى هنا كان الأمر والحديث وعلي قائم.
وعليه نلاحظ أن كان وأخواتها من حيث الضرورة والعدوان وفق ما يلي:
كل فعل بشكل عام له موضوع. وإذا اكتفى بالرفع فهو لازم. ومع ذلك، إذا احتاج إلى كائن واحد أو أكثر، يصبح متعديًا. الأفعال الناقضة هنا لا تصنف إلى لازمة ومتعدية. لأنها تحتاج إلى أخبار لها.
عمل خان وأخواتها
ونحن نعلم أنها ترشح الفاعل وتسميه اسما، وتضع الخبر في حالة النصب وتسميه خبره، ولكن هل جميع الأفعال تعمل بأزمنتها الثلاثة على نحو واحد؟!
الجواب لا، وإليكم توضيح ذلك:
- الأفعال التي تعمل بشكل غير كامل في الماضي والحاضر والأمر:
- لقد كان.
- يصبح.
- عيد الأضحى.
- مساء.
- بات.
- الظل.
- الأفعال التي لا تعمل إلا في الماضي وليس لها زمن ماضي أو مضارع:
- لا.
- طالما.
والسؤال الذي يطرح نفسه: أليس زمنه الحاضر باق، والماضي باق؟! لماذا تعمل فقط في الماضي مثل لا الذي لا يوجد فيه مضارع ولا أمر؟!
والجواب أنه يستمر كفعل تام، ومعنى هذه القاعدة هو ما دام، فهو أمر مشروط لنقصان الفعل وفعله.
- الأفعال التي تفعل نفس الفعل في الماضي والمضارع بدون أمر:
- لن تتوقف.
- ما زال.
وأيضا:
- لا تهتم.
- يستمر في القدوم.
أنواع خبر كان وأخواتها:
نتفق على أن صيغة رفع المبتدأ لا تتغير، لكن المسند قد يكون له أشكال متعددة، وكما وضحنا من قبل في درس المسند، يمكن أن يحدث خبر كان أو أي من أخواته وفق ما يلي:
- فردي. (كان الجو باردا)
- الجملة، وتنقسم الجملة إلى نوعين:
- الاسمي. (الجو كان باردا)
- فِعلي. (كان الجو باردا)
- الجملة الزائفة، ومنها:
- الجار والصفة. (الجو كان باردا)
- الظرف ومضاف إليه. (كان الطقس تحت الصفر)
إقرأ أيضاً:
وقد تناولنا هنا درس كان وأخواتها بالشرح والتحليل، آملين أن يفهم الأمر دون غموض للجميع.
شاهد أيضاً..