تعود فترة مراهقة الطفل إلى طبيعة الطفل الإسفنجية، فهو يمتص كل ما يحدث حوله، ويعيد استرجاعه في تصرفاته وسلوكياته ونمط تفكيره. ولذلك لا بد من استكشاف خصائص المراهقة بشكل واعي، وطرق التعامل مع التربية البناءة، من أجل التغلب عليها دون ارتكاب الأخطاء المزعجة.
خصائص مرحلة المراهقة
تُعرف فترة المراهقة لدى الأطفال بسن الإرهاق العقلي. خلال هذه الفترة العمرية تحدث تغييرات:
- بدني.
- نفسية.
فجسمه الصغير الذي اعتاد عليه يتغير وينمو، كما تتغير ميوله وأفكاره ونظرته للأشياء، فهو كالشيء الذي يتجدد بين حين وآخر.
كلما حاول التكيف مع أمر ما، تفاجأ بتغير جديد. ولهذا السبب فهو متقلب المزاج في نفس الوقت.
كما أن طبيعته أكثر قسوة، بالإضافة إلى أنه سريع الغضب، فيضطر إلى التكيف مع التعليقات الجديدة حتى يتمكن من قبول نفسه.
قال إريكسون في نظريته (إريك إريكسون) عن النمو الاجتماعي والنفسي:
يُعرف عمر الطفل بين 12 و18 عاماً بفترة الهوية مقابل الفقدان، وهي فترة التعرف على هوية جديدة من حيث:
ولذلك يقع المراهق تحت تأثير مزيج جديد من شخصية مجهولة، فيكون سؤاله لنفسه: من أنا؟ ما هو هدفي في الحياة؟ ما هي معتقداتي وقيمي؟
إقرأ أيضاً:
مشاكل المراهقة
هناك بعض التغيرات التي تحدث في حياة وشخصية المراهق، وهي مشكلة مزعجة تؤثر على شخصيته ككل، مما يشجع على التعامل البناء مع كل تأثير يحدث له، والفهم الواعي لكل منها.
وفيما يلي نتناول النقاط الأساسية في هذا الصدد:
تواصل
في هذه المرحلة يحب الطفل الصمت وعدم إفشاء الأسرار. ولذلك يفضل أن يكون التواصل معه بالاستماع إليه وليس بالكلام. لأن لحظات التحدث لدى المراهق ثمينة جدًا؛ يلجأ إلى التواصل عندما يشعر بالأمان.
لا تجبره على الاعتراف بأي شيء؛ لأنه يميل إلى الكشف فقط عما يريده؛ لذلك فإن معاملته بطريقة خاطئة ولو مرة واحدة كافية لإعادته إلى عالمه الخاص، خاصة عندما يشعر أنك لا تعطيه الاهتمام الكافي، أو يجد أنك مشغولة عنه.
الجنس الآخر
يكون الطفل في مرحلة المراهقة أكثر ميلاً إلى الجنس الآخر، فهو حريص على اكتشافه والتعرف عليه، بدلاً من اكتشاف نفسه والتأقلم معه بحسب تقسيم سيغموند فرويد لمراحل الحياة.
لذلك، عليك في هذه المرحلة التحدث مع طفلك وتقبل مشاعره، بالإضافة إلى تعليمه السلوكيات الدينية والأخلاقية التي تهذب ميوله، دون رفضها. لأن رفضها يجعل طفلك يدخل إلى هذا العالم دون أن يعرف أحداً، مما يؤدي إلى تفاقم الأضرار النفسية ويجعله متمسكاً برغبته.
المعتقدات الانتماءية
يحتاج الطفل إلى الانتماء إلى مجموعة تشبهه عند البحث عن هويته. تميل الفتيات أكثر إلى النساء اللواتي يعشقن الموضة والجمال، لذلك يميلن إلى شراء الملابس التي لا تناسب أعمارهم.
كما أنهم يحبون استخدام المكياج والعطور التي قد تضر أجسادهم. وذلك بسبب الضغوط المجتمعية التي تجبرهم على أن يكونوا أكثر جاذبية.
لكن الصراع بين الأولاد من نوع مختلف؛ لأنه يتعرض لضغوط لإثبات تفوقه وذكاءه، والمجازفة في تجارب جديدة، مثل:
- ركوب دراجة نارية.
- الصراع مع معلميه.
ولذلك فإن استخدام العنف ضدهم في أغلب الأحيان يزيد الأمر سوءاً.
والحل يكمن في إزالة الغبار عن القيم التي وضعتها في طفلك منذ سنوات، دون التقليل من ثقته بنفسه. ويجب على ولي الأمر في هذه المرحلة أن يكون قدوة للصبي، ويزيد من ثقة الفتاة بنفسها واكتشافها لجمالها.
استقلال
في هذه المرحلة، يحب طفلك الجلوس بمفرده، أو مع أصدقائه. كما أنه يفضل الجلوس لساعات طويلة أمام الأجهزة الذكية، بدلاً من قضاء الوقت مع العائلة. وهذا لا يعني أنه لا يحبك، بل يسعى إلى خلق عالمه الخاص.
لذا فإن دورك كوصي هو تنظيم الوقت له، والقيام بكل هذه الأمور من أجل إعادته إلى دائرة الأسرة عاطفياً قبل جسدياً، وأيضاً وضع قواعد له تضمن سلامته ولكن في حدود حريته. .
خصوصية
يميل الطفل المراهق إلى الاستمتاع بالخصوصية، لذلك تجده يريد مصروفه الخاص، وغرفته الخاصة، وأدواته الخاصة.
ثم يقاوم الوصي. خوفاً من أن يخطئ الطفل وهو بمفرده، ولكن بهذا التصرف لن نساعده. بل يتطلب خبرة في التعامل معنا.
نحن – الكبار – نخطئ لكي نتعلم من أخطائنا، ونعاني في المواقف الصعبة. من أجل الاستعداد لمواجهة المواقف الأخرى؛ ولذلك يجب أن نجهزهم لذلك مبكراً، ولكن بدور الناصح وليس المتحكم؛ وذلك لإفساح المجال لهم للنضوج وتحمل المسؤولية.
إقرأ أيضاً:
وعرضنا لك في هذا المقال خصائص المراهقة ودور التربية في التغلب عليها بأمان. احرصي على إحاطة طفلك بالأمان، وهذا نابع من مدى قربك منه، وعلاقتك الوثيقة به، والاستفادة من اللحظات التي تجمعكما. وذلك لإنقاذه من الكثير من الأخطاء التي يقع فيها معظم المراهقين.
شاهد أيضاً..