ومن اعتنق الإسلام فقد أسلم لمصلحة ماضيه. هذا هو عنوان هذه المقالة. ومعلوم أن أساس البر وقبول العمل هو نية ابتغاء وجه الله تعالى، فما هو مصير عمل الكافر الصالح بعد إسلامه؟ ما مدى صحة العبارة أعلاه؟ ماذا يعني ذلك؟ سيجد القارئ الإجابات على كل هذه الأسئلة في هذا المقال.
وكل من اعتنق الإسلام فقد اعتنق الإسلام لخير الماضي
نعم هذا البيان صحيح. كما هو مأخوذ من الحديث النبوي الشريف الذي رواه البخاري في صحيحه وبنصه: “عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أرجوك رأيت الأشياء التي كنت أحنث بها في الجاهلية، مثل الصدقة أو الاستعداد، أو صلة الرحم، فهل في ذلك أجر؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : “أنت تحييني على خير الماضي.”
شرح حديث: أسلمت على حسن ما مضى
وهذا الحديث الجليل يدل على رحمة الله عز وجل بعباده مثل حزام بن حكيم رضي الله عنه يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يعبده من قبل في الأيام الإسلام، ثم يسأله عن حكم الخير الذي عمله في ذلك الوقت، فيخبره النبي أنه أسلم وأسلم، وكان قبل الإسلام يعمل أعمالا صالحة، فيؤجر على هذه. من الأفعال.
وقد قيل إن لهذا الحديث معاني أخرى نذكرها فيما يلي:
- وفي هذا الحديث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم حكيم بن حزام أنه اكتسب ميولاً صالحة في الجاهلية، وهذه الميول تعينه وتنفعه في الإسلام.
- وفي هذا الحديث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم حكيم بن حزام أنه ليس مستبعدا أن يزيد الله تعالى من حسناته بعد إسلامه، جزاء من الله. الأعمال الصالحة التي عملها للحكيم قبل إسلامه.
فوائد من الحديث الشريف
وفي هذا السياق لا بأس بذكر بعض الفوائد المستمدة من هذا الحديث الشريف، وهي كما يلي:
- إن الله تعالى شديد الرحمة بعباده، فلا يضيع عمل عامل يؤمن به.
- النية مهمة في قبول الأعمال ورفضها. ومن مات على الكفر حبطت حسناته.
وبذلك فقد تم التوصل إلى خاتمة هذا المقال بعنوان: من أسلم فقد أسلم على خير من سبقه، موضحاً صحة هذه الجملة وأنها حديث منتهي. من حديث نبوي شريف أخرجه البخاري في صحيحه، وقد بين له أيضاً معنى هذه الجملة وفوائدها المستفاد منها.