يعتبر خوف المرأة المطلقة من الزواج الثاني مشكلة منتشرة في المجتمع. تجربة الطلاق تجربة يمر بها الكثير من الناس، وللأسف أعدادها في ازدياد. ارتفعت في السنوات الأخيرة معدلات الطلاق بشكل ملحوظ في العالم العربي، وتجربة الطلاق قاسية حتى لو تم بالتراضي ودون خلافات. فماذا لو كان الأمر غير ذلك؟
وعلى أية حال فإن حديثنا في هذا المقال ليس عن الطلاق نفسه، بل عن خوف المطلقة من الزواج الثاني. هل المطلقة تخاف من الزواج الثاني؟ هل يجب على المطلقة أن تتزوج مرة أخرى؟
هل الطلاق نهاية العالم؟ نجيب على كل هذه الأسئلة وأكثر معًا في هذا المقال.
أسباب خوف المطلقة من الزواج الثاني
بعد الطلاق يحتاج كلا من الرجل المطلق والمطلقة إلى مراجعة شؤونهما وحياتهما. وقد يمتنع بعضهم عن الزواج نهائياً، مكتفيين بتجربتهم الأولى التي لم تكلّل بالنجاح أو على الأقل لم تكتمل، بينما يشعر بعض المطلقين والمطلقات بالرغبة في الزواج مرة أخرى، أملاً في تصحيح أخطاء الماضي. وتجنبهم في المستقبل. إلا أن المطلقة تتردد كثيراً في قرار الزواج مرة أخرى بسبب مخاوفها من بعض الأمور، منها:
- السبب الأول لخوف المطلقة من الزواج الثاني يتعلق بالأمهات المطلقات، حيث أن المطلقة لديها أبناء من زوجها الأول. وقد تخاف على هؤلاء الأطفال إما من سوء معاملة هذا الزوج الجديد الذي قد يبدو متقبلاً لهم في البداية ثم تتغير معاملته لهم، وقد تخشى عليهم الحزن والتعرض لانتقادات زملائهم، خاصة إذا لديها أطفال ذكور، وفي النهاية تخشى عليهم أن يأخذهم الأب إلى حضانته. وتحرم هي وأبناؤها من رعاية الأم وحنانها وتربيتها.
- في أغلب الأحوال، أغلب من يتقدم لخطبة المطلقة هم أيضاً مطلقون أو أرامل، وفي كثير من الحالات لديهم أطفال، وهنا يأتي سبب مهم لخوف المطلقة من الزواج منه. وتخشى ألا تتمكن من معاملة أطفاله بشكل مناسب، وألا تعاملهم كأطفالها الحقيقيين، أو العكس، فتخاف من الأذى. معاملتهم أو عدم قبولهم لها، خاصة إذا كانت أمهم مطلقة من أبيهم. وفي هذه الحالة قد تخشى أيضًا أن يحاول الأطفال لم شمل أسرتهم مرة أخرى، فلا يعود لها مكان بينهم وتتكرر تجربة الطلاق مرة أخرى.
- كما ذكرنا من قبل فإن تجربة الطلاق ليست سهلة على الإطلاق، وتؤثر على نفسية المطلقة بشكل كبير، خاصة إذا تعرضت للعنف أو سوء المعاملة أثناء الزواج، أو ربما لأنها قدمت الكثير ثم حيث طلقها الزوج من أجل امرأة أخرى، وغيرها الكثير والعديد من الأسباب التي قد تؤثر سلباً على نفسيتها، وتسبب لها مشاكل في الزواج، ومع الرجال، وربما مع الحياة أيضاً.
- سبب آخر هو العقد المجتمعي. إذا كان لدى المرأة المطلقة طفل أو أكثر، فإنها قد تخشى نظرة المجتمع. في بعض الدول ينظر المجتمع إلى المرأة التي تريد الزواج مرة أخرى نظرة سيئة، فيقع عليها اللوم الكبير على هذه الخطوة، حيث يعتبر المجتمع أن المرأة في هذه الحالة ليس لها أي حق. في الزواج، ليس من واجبها سوى تربية الأطفال.
إقرأ أيضاً:
وهنا استعرضنا معكم أهم أسباب خوف المرأة المطلقة من الزواج الثاني، وفي الختام نود أن نوجه رسالة إلى كل مطلقة.
عزيزي، الحياة لا تتوقف عند تجربة فاشلة أو ناقصة، وإذا لم تكن ناجحا في زواجك الأول، فهذا لا يعني على الإطلاق أن الزواج الثاني لن يكون ناجحا.
إذا كان خوفك على أولادك فعليك أن تفحصي الزوج الجديد جيداً وتختبريه، وإذا كان خوفك على أولاده فافتحي لهم قلبك فإن حسن المعاملة سيثمر. إذا كان خوفك نابعاً من عقدة نفسية سببها فشل التجربة الأولى؛ ما مضى قد مضى، افتح صفحة جديدة مع الحياة، وكما يقال اضحك من الحياة تضحك لك، وإذا شعرت بالحاجة إلى الاستشارة الطبية النفسية فلا تتردد في الذهاب إلى الطبيب، و إذا كان السبب هو خوفك من المجتمع، فاترك هذا الأمر جانباً، فالزواج شرع الله، ومن له الحق في ذلك هل هو حلال حرام؟
إقرأ أيضاً:
وفي الختام أدعو الله لكم بزواج سعيد وأن يوفقكم جميعا.
شاهد أيضاً..