الحياة مزيج من السعادة والضيق. تعلمي عزيزتي كيف تتعاملين مع زوجك عندما تنزعجين وبعده. وهو أساس متين لصفاء الحياة وتفاهم كل طرف للآخر. فإذا تم التعامل معه بحكمة ودهاء، فلا بد من استغلال الفرص لصالح الاتجاه البناء للحياة. وبدلاً من أن تتخلى عن السيطرة، تنقاد لأهواء الاستياء والعصبية، وتحركها كما تشاء.

تنشأ الخلافات بين الزوجين

إن الله – عز وجل – خلق الأزواج بطبائع متميزة وخصائص مختلفة، ولكل منهم طريقة تفكيره وشخصيته ومعتقداته وغير ذلك، مما يعني ضرورة الصدام الفكري بين كل منهما، ولكن هذا لا يعني أن العيش في الصراعات التي لا نهاية لها، المشاكل التي لا تنتهي لا مفر منها. وكما قلنا: للحياة وجهان: راحة البال تارة، والخلاف تارة أخرى.

وتجدر الإشارة إلى أن استغلال حدوث المشاكل في فهم كل طرف للآخر يساهم بشكل فعال جداً في تحقيق حياة أكثر مثالية، حيث تساهم المشاكل المتكررة في توطيد العلاقة الزوجية أكثر من سلبياتها.

ولذلك عليك – عزيزتي – أن تتعلمي كيفية التعامل مع زوجك عندما ينزعج وتنشأ الخلافات.

كيف تتعاملين مع زوجك عندما ينزعج وبعده؟

إذا كنت تريد أن تعيش حياة مثالية، فإن أهم مكونات الحياة وركائزها الأساسية: الاحترام والتقدير المتبادل، مما يعني أنه من الضروري الالتزام به مهما كان. يجب على الزوجين مهما حدث بينهما ألا يتخلى كل منهما عن احترامه وتقديره للآخر، فلا يتعمد أي منهما إهانة الآخرين، أو تبادل الألفاظ الفاحشة، يترك أثرا نفسيا سيئا لا يزول بسهولة، حتى ولو كان الأمر كذلك. يتم علاجه لاحقا.

والحقيقة هي أن العلاقة المبنية على الاحترام لا تتم إلا إذا تسامح الطرفان مع الآخر. وبالطبع قد يميل أحد الزوجين نحو الغضب الشديد، مما يثير غضبه بشكل كبير، مما يتطلب من الطرف الآخر التسامح معه وتفهم الموقف، دون السماح بتفاقم المشكلة. ولعل اتباع هذا الأسلوب يمكن من التأكد من انتهاء الموقف سريعاً، والخروج منه بأقل الخسائر الممكنة.

إقرأ أيضاً:

فن التعامل مع المشاكل

وما سبق لا يعني القبول بالأمر الواقع وعدم اتخاذ موقف لحل الموضوع، بل الانتظار حتى يهدأ الطرف الآخر ويصحح الأمر. وقد يحدث حينها أي مما يلي: (كيف تتعاملين مع زوجك وقت الغضب وبعده؟).

  • عندما يهدأ الزوج الطبيعي ويجد أنه أهان شريكة حياته بشكل يغضبها، مقابل أن تتحمل الموقف وتصحح ما يقول وما يفعل، دون أن تلومه أو ترد عليه بقسوة، فإنه يسارع يعود؛ ولإسعادها، فهذا هو الوقت المناسب لإلقاء اللوم على الزوجين فيما فعله كل منهما.
  • اتركي الزوج حتى يهدأ تماماً، ثم عظيه على حين هدوء، مع مراعاة عدم التمرد عليه أو الغضب. والأفضل أن نعظ بشيء من التدليل والحكمة والرصانة، فالهدوء يعتبر تأثيره أعلى من العصبية، ويؤتي ثماره بفعالية، لذا فقد حان الوقت. النقاش البناء، والكف عن الجدال الذي لا يولد إلا الجدل والعداء والكراهية.
  • وفي حالة عدم استجابة الزوج لا للنقطة الأولى ولا للأخرى فإن التصرف الأنسب هو الجهل المشروط. ولكن في حالة وقوع خطأ في حق الزوج، يجب على الزوجة أن تبادر بالاعتذار له، وتريح باله، ولا تتردد في ذلك، ومن ثم توبيخه على تصرفاته. وما جاء منه، في وقت هدوء بين الزوجين، وبأسلوب أنيق.

إقرأ أيضاً:

الإهمال المشروط في التعامل مع الزوج..

وإذا كانت الزوجة على حق تماما، ولم ترتكب خطأ مع زوجها، فعليها أن تصبر. فإن لم يبادر بالاعتذار واطمئنانها، فعليها أن تتبع الجهل المشروط. كيف يمكن القيام بذلك؟

ويتطلب الحكمة والماكرة. كل ما عليك يا عزيزتي هو أن تهزي مخيلتك وتفكري في العقدة، واتبعي ما يلي:

  • فلا تتهاون في شيء من الحقوق الزوجية. كن حريصًا جدًا على الحصول على منزل نظيف لا تشوبه شائبة وإعداد أشهى أنواع الطعام.
  • الآن جاء دورك – يا جميلتي – للتجمل، والتجميل، والتجميل، بكل ما لديك من وسائل الزينة الأنيقة والمتواضعة، كوني بسيطة بالتفرد، هادئة بالدلال، صامتة بكيان يعكس حزنك المختبئ خلفك. تنفيذ مهامك دون إهمال.
  • الزوج يفهم هذا جيدا. فهو يعلم تماماً أنك غاضبة منه، ويتمنى أن تثوري عليه، لكن لا تعطيه الفرصة. وعليه أن يبادر إلى المصالحة ما دام هو الطرف الخطأ. لا تعوّديه على اللامبالاة السلبية التي لا تؤدي إلا إلى تحطيمك في مواجهة كل مشكلة تطرأ في علاقتكما. بينكم مهما كان الخطأ.
  • إذا وجه إليك محادثة، فيجب عليك أن تجيب بقدر ما يسأل أو يتكلم. احذري من الحجج السلبية أو التوقف عن الحديث معه تماماً. تحدثي بأسلوب لا يقلل من شأنك أو يثير استغراب زوجك.
  • ومهما أصر الزوج على موقفه، كوني ثابتة في موقفك أيضاً، ما دام الحق معك.
  • احذر من نشر جو الحزن في المنزل. كن هادئًا ووديعًا وستحقق نتيجة رائعة. حتى لو تحقق ما تريده، عاتبيه بهدوء، وشددي على ما لا تقبلينه سواء بالقول أو الفعل.

إقرأ أيضاً:

وأخيراً كوني أفضل صديقة لزوجك، تحمليه عندما يغضب، سيتسامح معك في بعض الأحيان، لا تهملي حقوقك، لكن دون أن تفقدي أنوثتك، تعلمي – عزيزتي – كيف تتعاملين مع زوجك عندما يكون غاضباً. زعلانة وبعد، وستظلين زوجة صالحة دائما.

شاهد أيضاً..