يعد التصحر وأثره على الأمر من أكثر القضايا المثيرة للقلق لأنه ظاهرة تؤدي تدريجياً إلى تدمير المساحات الخضراء وتحويلها إلى أرض قاحلة خالية من كافة مظاهر الحياة بما في ذلك الكائنات الحية والنباتات والحيوانات والعديد من العوامل الطبيعية والبشرية، كما أن وتتفاقم آثار التصحر على البيئة مع تقدم المراحل وتوافرها.

التصحر وآثاره على البيئة

إن التصحر وآثاره على البيئة ظاهرة لا يمكن الاستهانة بها. يعد التصحر معضلة عالمية تؤثر على معظم دول العالم. ويعود ذلك إلى انخفاض القدرة الإنتاجية البيولوجية للأرض أو انخفاض خصوبة الأراضي المنتجة مما يجعلها أكثر صحراوية بسبب فقدان الغطاء النباتي. وتبلغ مساحة المناطق المتضررة من التصحر في الوطن العربي حوالي 46 مليون متر مربع. وهذا يعادل 28 بالمائة من جميع المناطق المتصحرة في جميع أنحاء العالم.

تأثير التصحر على البيئة

ويتجلى تأثير التصحر على البيئة في عدة جوانب، نذكر بعضها على النحو التالي:

  • تقلص مساحة الأراضي الزراعية نتيجة موت النباتات وتقليلها.
  • وتأثر الأمن الغذائي بانخفاض إنتاج الغذاء.
  • اضطراب في الجهاز التنفسي. وذلك لعدم وجود غطاء نباتي في الجو وهو المسؤول عن ذلك.
  • تآكل التربة وتآكلها.
  • تركيزات عالية من الملح في تكوين التربة. تصبح بيئة سيئة للزراعة بسبب نقص العناصر الغذائية.
  • وتؤثر الكوارث الطبيعية، مثل حرائق الغابات والعواصف الرملية والفيضانات، على التربة أكثر فأكثر.
  • تفشي أمراض الجهاز التنفسي نتيجة انتشار الملوثات مثل الغبار.
  • انتشار المجاعة والفقر.
  • قلة الموارد المائية والغذاء.
  • زيادة احتمالية التلوث البيئي والمائي.
  • زيادة الهجرة الجماعية بحثاً عن بيئة أفضل.

مراحل التصحر

يختلف التصحر وآثاره على البيئة باختلاف المنطقة التي يتم عبورها، بما في ذلك:

  • الصحراء الأولية المعتدلة: مرحلة بدائية تظهر فيها علامات التدهور البيئي المحلي نوعاً وكماً في مكونات التربة والغطاء النباتي.
  • التصحر المعتدل، وهو المرحلة المعتدلة التالية لزيادة التلوث البيئي، والمتمثل في تضييق مساحة الغطاء النباتي والاختلاف في تركيب النباتات، فضلاً عن زيادة تأثير الرياح والمياه كأسباب للتآكل.
  • التصحر حاد، وهو مرحلة من التدهور البيئي المتفاقم، ويتميز بانخفاض نسبة النباتات الجيدة وزيادة النباتات الضارة، مع زيادة تآكل التربة بنسبة تصل إلى 50٪.
  • التصحر الخطير حقاً يحدث تأثير التصحر على البيئة في هذه المرحلة، حيث تتحول الأرض إلى أرض قاحلة لا يوجد بها نبات. مما يؤدي إلى انعدام القدرة الإنتاجية بشكل كامل، وتراكم الكثبان الرملية والمناطق الصخرية في مناطق مختلفة.

أسباب التصحر

ويظهر التصحر وآثاره على البيئة بوضوح عندما نأخذ في الاعتبار أن هناك أسباب عديدة للتصحر في البيئة، ومن أهمها:

  • الأسباب الطبيعية للتصحر، بما في ذلك تآكل التربة وتعرض التربة لحركة الفيضانات والرياح ونزوحها؛ يصبح عاقرا.
  • أسباب بشرية، القطع الجائر للمحاصيل، الزحف العمراني على حساب الأراضي الزراعية، اتباع أساليب زراعية خاطئة بما في ذلك الحرث العميق والاستغلال السلبي للتربة.

طرق الحد من التصحر

يجب اتباع أساليب وإجراءات مختلفة للحد من التصحر وآثاره البيئية وتجنب أضراره، ومنها:

  • التخلي عن أساليب الزراعة القديمة واستبدالها بالطرق الحديثة.
  • تجنب استخدام الوقود ومشتقاته تماماً لأنها تسبب إجهاداً للنبات.
  • إنشاء المحميات الطبيعية.
  • التشجيع من خلال تبادل الوعي بين المواطنين.
  • فرض عقوبات صارمة على أعداء البيئة بمختلف أشكالها.
  • لنغرس حب الزراعة في الأطفال منذ الصغر ونزيد الوعي بالمناهج المدرسية.
  • تحديد مدى المناطق الحضرية دون التدخل في الأراضي الزراعية.

يعد التصحر وآثاره على البيئة قضية مهمة للغاية في قائمة المشاكل البيئية العالمية. ولذلك تقع على عاتقنا مسؤولية كبيرة في مكافحة التصحر من خلال حماية البيئة والاهتمام بالغطاء النباتي.