هناك أنواع عديدة من الذاكرة، تختلف خصائصها وخصائصها. ولعل الذاكرة هي مجموعة من القدرات العقلية الفريدة، التي تتميز بالتعقيد الشديد، والمسؤولة عن تسجيل وحفظ الكم الهائل من الأحداث التي يمر بها الإنسان في حياته، منذ طفولته، حيث يتم حفظ قدر غير محدود من الأحداث. من بين المواقف الحياتية الكثيرة، بغض النظر عن خصائصها وصورتها في الخيال البشري، والنمط الذي تم تخزينها وفقه، فإن أيًا من المعلومات المخزنة في خلايا الذاكرة يتم استرجاعها وقت الحاجة، ولكن يبقى هناك اختلاف في درجة تخزين واسترجاع المعلومات من شخص إلى آخر.

أنواع الذاكرة عند الإنسان

يتم شرح أنواع الذاكرة عند الإنسان على النحو التالي:

  1. الذاكرة المحدودة أو قصيرة المدى: هي مجموعة من المعلومات والمواقف الحياتية المتنوعة، التي يتم تخزينها في خلايا الذاكرة لمدة محدودة وقصيرة جداً، حيث قد لا تتجاوز بضع دقائق، ومن ثم يقوم الدماغ بتحليلها، بحسب الأهمية التي تحتلها في حياة صاحبها. فإما أن يتم نقلها إلى الذاكرة طويلة المدى، أو يتم النظر في الخيار الآخر وهو استبعاد الحالة والمعلومات المتعلقة بها من الأساس، وبالتالي لا يمكن استرجاع تفاصيلها مرة أخرى.
  2. الذاكرة المطلقة أو الممتدة أو طويلة المدى: ويعتبر هذا النوع من أكثر الأنواع تعقيدًا على الإطلاق، سواء في تخزين المواقف أو استرجاعها. ويتم الأمر بدقة غير عادية وبكمية هائلة، دون قيود. ومن الجدير بالذكر أن الذاكرة طويلة المدى تنقسم بدورها إلى عدة أنواع ثانوية. ومن الذاكرة يتم تفصيل ذلك من خلال النقاط الموضحة أدناه:
  • الذاكرة الصريحة: وهي نوع من الذاكرة المطلقة، وتسمى الذاكرة التعريفية. نظراً لأن الأمر يعتمد كلياً على الوعي والإدراك الكامل للمواقف التي يمر بها الإنسان، والتي تكون مفهومة بوضوح ولها أساس متين من النضج الفكري.
  • الذاكرة العرضية: نوع من الذاكرة الموسعة، وتسمى الذاكرة الإجرائية؛ لأنها تعتمد كلياً على الإجراءات التي يجب اتباعها لإنجاز مهمة محددة، ويتم استخدام الذاكرة الإجرائية في الإجراءات اليومية التي يمر بها الإنسان،

على سبيل المثال: عندما يريد الإنسان قيادة سيارته الخاصة، تركز أفكاره على الإجراءات العملية التي اكتسبها من تجاربه السابقة، والتي يقوم بتنفيذها، دون الحاجة إلى التفكير الواعي في الإجراءات التي يطبقها.

  • ذاكرة السيرة الذاتية: ويتعلق هذا النوع من الذاكرة بكل ما يخص الإنسان، بما في ذلك أمور الحياة الشخصية والتجارب التي مر بها بنفسه.
  • الذاكرة العرضية: هذا النوع من الذاكرة مسؤول عن استرجاع الأشياء المخزنة في الوقت المناسب.
  • الذاكرة الدلالية: وهي نوع الذاكرة التي تتعامل مع المعلومات والتفاصيل العلمية المخزنة في الدماغ ثم يتم استرجاعها في الوقت المطلوب.

تختلف ذاكرة الإنسان من شخص لآخر

وتختلف أنواع الذاكرة من شخص إلى آخر، وذلك وفقًا لعدد من الاعتبارات، منها طول المدة التي يستغرقها الدماغ في الاحتفاظ بالحالة، بالإضافة إلى الطريقة التي يتم بها طلب المعلومات المخزنة.

إن عملية تذكر التفاصيل والمعلومات المخزنة داخل العقل البشري لا تتم بنفس الطريقة والكفاءة لدى الجميع. بل هناك فروق فردية تختلف من شخص إلى آخر.

ويجب أن نأخذ في الاعتبار أن الذكريات نفسها لا تسير وفق استراتيجية محددة لا تتجاوزها. بل إن بعض الذكريات لا تتعدى الدخول إلى العقل وسرعان ما تُنسى قبل أن تترسخ في الذاكرة. تبقى العديد من الذكريات راسخة في العقل مدى الحياة ولا تكاد تُنسى.

كما أن بعض الذكريات المخزنة يتم تذكرها بمنتهى الدقة، وبكامل الوعي والفهم، وكأن الموقف يحدث الآن، بنفس الظروف المتعلقة به، ويمكن تذكر البعض الآخر منها بسهولة، ولكن بالشكل من خطوط نمطية واسعة، دون تذكر التفاصيل الدقيقة، حيث يتم التركيز هنا على جوهر المعلومات المخزنة، دون التطرق إلى ظروف المواقف الثانوية.

قد يثير اهتمامك:

قابلية التوسع في الذاكرة

وكما ذكرنا فإن لكل نوع من أنواع الذاكرة تخصصات تميزه عن غيره، ولكن قد نلاحظ أن بعض الأشخاص يشكون من ضعف ذاكرتهم في أمور واضحة، ووقتها يجب على الفرد تقوية ذاكرته وتنشيطها. وحتى تؤتي ثمارها التي خلقت من أجلها، إليك بعض الاقتراحات التي يؤدي الالتزام بها بالضرورة إلى تحسين الأداء الوظيفي للذاكرة:

  • التأكد من عدم وجود التهابات بكتيرية: أولاً يجب على الشخص الذي يعاني من نقص الذاكرة التأكد من عدم إصابته بالالتهابات البكتيرية، وإذا ثبت إصابته بها يجب علاجه فوراً. بحيث لا يؤدي – لا قدر الله – إلى تلف خلايا الدماغ، مما يؤدي بالضرورة إلى فقدان الذاكرة كليًا أو جزئيًا.
  • تحفيز خلايا الدماغ: من خلال ممارسة المهارات العقلية التي تعزز الذاكرة والمهام الدماغية، مثل حل الكلمات المتقاطعة، وغيرها من ألعاب الذكاء.
  • كسر الروتين: يسبب الروتين شعوراً شديداً بالملل غير المبرر، وبالتالي يمنع خلايا الدماغ من إكمال مهامها الرئيسية. ولا بد من كسر حاجز الروتين، والبحث عن أنماط حياة مثيرة للاهتمام تمنح الإنسان الطاقة والحيوية والنشاط.
  • تناول الأطعمة التي تقوي خلايا الدماغ: مثل منتجات الألبان والمكملات الغذائية.
  • احرص على ممارسة الرياضة: ممارسة الرياضة تحفز العقل وتعزز قدراته الوظيفية.

قد يثير اهتمامك:

شاهد أيضاً..