وكثيراً ما يختلط معنى الوحي في الاصطلاح مع معناه في اللغة، لأن الوحي من الأشياء الثابتة التي لا يمكن منازعتها ولا يمكن إنكارها إلا من قبل الجاهل، وهو إخبار الرسل به، والرسل معصومون من الله.
معنى الإخطار في الاصطلاح
ومعنى الوحي في الاصطلاح هو الوحي الذي يأتي من الله تعالى بغرض إيصال الأمور الشرعية والدينية، وله أكثر من معنى آخر، كالوحي بالفطرة، ونجد ذلك في قوله تعالى: “” “وأوحينا إلى أم موسى أن ارضعيه”.
أو وحي فطري كقول الله تعالى: “وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا”. وربما يكون غرضه جلب الشر عن طريق الشيطان، كما نجد في قوله تعالى: “فخرجت الشياطين ليوحي إلى أولياءهم ليجادلوكم” أو أمر الله للملائكة في كتاب الله. وقال تعالى: “وإذ تأذن ربك للملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا”. كل هذا هو أحد أشكال الإخطار العديدة.
وأما معنى الوحي فهو يعني الإبلاغ والإبلاغ سريعا، وهو يشمل ما يتم إبلاغ الآخرين به حتى يصبحوا على علم به، ولا يقتصر الأمر على الرسل والأنبياء فقط، بل يسمى الوحي.
مصادر الإخطار
لقد نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم مصادر كثيرة للوحي خاصة به، منها ما يلي:
كلام الله تعالى من وراء الحجاب
ومن مصادر الوحي التي نزل من خلالها الرسول الكريم كلام الله تعالى عن عهد الحجاب، وقد حدث وهو في اليقظة، ومنها على سبيل المثال ما حدث في إحدى الليالي أو ما جاءه في المنام. .
نفخة الروح القدس
لقد نفخ الروح القدس في قلب النبي ليخبره بما أراده الله تعالى منه، ويقصد بالاحترام العقل أو العقل، لأن الوحي نزل على روح النبي وقلبه من دونه. رؤيته مباشرة أو سماعه.
رؤية حقيقية
وتعتبر الرؤيا الحقيقية وحيا للأنبياء. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرى رؤيا حق، فتتحقق كما رآها، مثل السيدة عائشة رضي الله عنها. ، مذكور.
جبريل عليه السلام
واشترط لذلك ثلاثة شروط، وهي أن الرسول صلى الله عليه وسلم رآه مباشرة على صورته الحقيقية، أو جاءه مثل رنين الجرس، أو صوت الحديد يأتي ثم يتوقف. فيفهم حينئذ ما يريد إيصاله إليه، ولا يتنبه إليه إلا بعد انتهائه، أو يكون في صورة رجل يكلمه ويجيبه ويعلم. لما يقوله ويفهمه.
جوانب الوحي
وقد حدد علماء التفسير سبعة أوجه للوحي، وهي التبليغ، وإظهار الصوت الخفي، الذي حدث مع مريم العذراء، والإلهام، وهو حدوث ما يقتنع به القلب، أو الأمر، أو الكلام المباشر، أو التسليم، أو الإعلان عن الخشوع، كما في حالة الأنبياء، والهمس.
وهكذا عرفنا الفرق بين معنى الوحي في الاصطلاح واللغة، لأن جبريل كان دائما هو المسؤول عن إرسال الوحي إلى النبي في الغار، كما أبلغ جبريل الرسول أوامر الله تعالى عن طريق الوحي. .