لا شك أن التربية السليمة هي هدف كل أب وأم، مما يدفع الوالدين إلى تجنب أي أخطاء تربوية قدر الإمكان. حتى ينشأ أطفالهم على درجة عالية من التربية السليمة، والسلوكيات العقلانية، والأخلاق الحميدة، والاستقرار النفسي،
سنتناول خلال هذا الموضوع بعض السلوكيات الخاطئة التي ترتكب خلال مرحلة الطفولة، والتي تستمر لفترة طويلة ولها تأثير سلبي على شخصية وسلوك الأطفال. ولذلك لا بد من التنبيه على: الامتناع عنه، وتجنب اتباعه في التعامل مع الأطفال؛ لئلا يترك أثرا لاذعا في نفوسهم.
قد يعجبك:
أخطاء تربوية جسيمة.. احذروا اتباعها
التربية السليمة هي أساس وصول الإنسان إلى أعلى المكانة، فهي بمثابة المحفز الأساسي للسلوك الإنساني، سواء على المستوى الوظيفي (المهني)، أو التربوي، أو الاجتماعي، أو الأخلاقي، أو النفسي، وغير ذلك من جوانب الحياة. شخصية الإنسان.
وكما أن التربية السليمة تلعب دوراً في صحة الإنسان وتنمية شخصيته، فإن ارتكاب الأخطاء التربوية الشنيعة في حق الأطفال سيضرهم كثيراً ويهدد حتماً سلامتهم النفسية والسلوكية.
فلنتعرف معًا على الأخطاء التربوية الأكثر شيوعًا كما يلي:
الإهانة والعنف
ومن أبرز الأخطاء التربوية الجسيمة التي يتم ارتكابها: توجيه الشتائم والإساءة المتعمدة للأطفال، بشكل منتظم، سواء تطلب ذلك أو لم يتطلب ذلك. الحقيقة هي أن الإهانات والعنف غير ضروريين على الإطلاق. ولما لها من تأثير سلبي على نفسية الطفل، فإن هذا التأثير السلبي قد لا يقتصر فقط على المرحلة العمرية التي يتم فيها توجيه الإهانة إلى الأطفال، بل يمتد تأثيرها طوال الحياة.
تعمد توجيه الإهانة للطفل يؤدي إلى تدمير ثقته بنفسه، ويجعله يدرك أن ما يطلق عليه هو أقسى أنواع الإهانة التي يتعرض لها، سواء كان ذلك إذا كانت الإهانة موجهة من الأهل أنفسهم أو يسمحون للآخرين من البيئة الأسرية بإهانة أطفالهم. دون الإضرار بهم، ورفع معنوياتهم أمام الآخرين.
الضرب المبرح
كثيرا ما يلجأ الآباء إلى ضرب أبنائهم بقسوة وعنف، ولا شك أن الضرب في حد ذاته هو مثال للأخطاء التربوية المشينة التي تعيق خطوات الأبناء وتحط من قدرهم حتى فيما بينهم وفيما بينهم. وتجدر الإشارة إلى أن تربية الطفل منذ الصغر تعتبر… بمثابة منهج تعليمي طويل الأمد، إذ أن ما يتم اتباعه منذ الصغر هو ما يعتاد عليه الطفل، وبالتالي يصعب تعديله بالضرورة. العواقب المترتبة عليه.
وبالنظر إلى الأمر عن كثب، فإذا اتبع الوالدان أسلوب الضرب المباشر، دون فهم، ودون اعتماد أسلوب إيجابي آخر، في تربية الطفل على اتباع السلوك الصحيح، والابتعاد عن العيوب والأخطاء، فإنه لن يتعلم. أي شيء إلا الخوف والجبن دون أن يصلح نفسه. لأنه لا يتلقى التوجيه المناسب، فإنه يدفعه إلى الأمام.
ما العيب في معاقبة الطفل تدريجياً عندما يرتكب خطأ؟ دون اللجوء إلى الضرب، بالطبع سيعتاد الطفل على عدم تكرار الخطأ؛ فمثلاً أن يظل والده حزيناً على فعله، ويغضب منه، ولا يتحدث معه، ونحو ذلك. وهذا من شأنه أن ينعكس إيجاباً على نفسية الطفل، وبالتالي تمكينه من تصحيح سلوكه بفضل توجيهاتكم، بدلاً من الضرب، دون توضيح ما هي السلوكيات الصحيحة وما هو الخطأ.
قد يعجبك:
الإهمال
والحقيقة أن الأطفال يحتاجون إلى قدر وافر من الاهتمام من أسرهم، مما يجعلهم طبيعيين، ذوي شخصيات بناءة، مستعدين لإثبات أنفسهم في المستقبل المشرق الذي يطمحون إليه. ولعل بعض الآباء يجهلون قيمة الاهتمام بأبنائهم نفسياً، إذ يعتقدون أن الاهتمام يقتصر على تلبية احتياجاتهم. المطالب المادية دون أي اعتبار لمعنوياتهم وهذا خطأ فادح.
ثم ينظر الأطفال إلى الآخرين الذين هم في نفس المرحلة العمرية، فيجدون الاهتمام والرعاية الشديدة، التي لا يأخذون أي جزء منها على الإطلاق. بل يواجهون أقسى أنواع الإهمال الذي يقوض ثقتهم بأنفسهم ويجعلهم يشعرون دائما بالنقص، مما يدفعهم إلى مشاعر الكراهية والحسد. والكراهية، حتى عندما يكونون بالغين.
الشدة والقسوة
إن القسوة والقسوة من أبرز الأخطاء التربوية التي ترتكب في التعامل مع الأطفال.
حيث أنه يولد الرهبة والخوف والهلع عند الوالدين، ويولد ضعف الشخصية والجبن الشديد. والحقيقة أن اتباع القسوة في التعامل لا يؤتي ثماره على الإطلاق، كما يظن بعض الآباء. بل إن الأمر على العكس تماما من ذلك. وهو كالضرب، يجعل الابن يخاف من معرفة والديه بالسلوك السيئ الذي ارتكبه، فيتقبله، ويحرص بشدة على ألا يعلم والديه ما يفعل، لأنه لم يتلق التوجيه الصحيح من البداية.
قد يعجبك:
عدم الوفاء بالوعود
كثيراً ما يقطع الآباء وعوداً لأبنائهم لا يتم الوفاء بها، ومن الغريب أن الكثير من الآباء عندما يقطعون وعوداً لأنفسهم، فإنهم يعلمون تماماً في أعماقهم أن تنفيذها نوع من الخيال ومن المستحيل تحقيقها، فلماذا يفعلون ذلك ؟!
الوعود الكاذبة من أخطر التأثيرات على الأطفال، وتجعل خذلانهم عادة، مما يؤثر سلباً على سلوكه وشخصيته بشكل عام.
كل ما سبق أخطاء تربوية جسيمة قد تسبب التردد وتضعف ثقة الأبناء بأنفسهم، كما تقلل من احترامهم لك. لن يخافوك إلا أثناء حضورك، وإذا غابت ستتبع السلوكيات الخاطئة الواحدة تلو الأخرى.
لذا احذري من تبني السلوكيات السيئة في تربية أطفالك. حتى يكبروا طبيعيا.
شاهد أيضاً..