إن التعليم التدريجي للأطفال أمر في غاية الأهمية، ويجب أن يؤخذ بعين الاعتبار. كم يشتاق الآباء إلى اللحظة التي يحين فيها الوقت ليتعلم أطفالهم القراءة والكتابة، لكن المشكلة تكمن في عدم الوعي الكامل لدى الآباء، مما يدفعهم إلى تعليم الطفل بطريقة خاطئة. بنتائج معاكسة تماماً، فبدلاً من التطلع إلى تقدم الطفل في السلم التعليمي، أصبحوا السبب الرئيسي في فشل أبنائهم، وكرههم للنظام التعليمي ككل، فما الحل؟
تربية الأطفال بشكل تدريجي على الطريقة الصحيحة
إن تعليم الأطفال تدريجياً بالطريقة الصحيحة هو الحل الأمثل لانخراط الطفل في التعليم وقدرته على اكتساب المعلومات بطريقة سليمة. ويجب أن يتم ذلك وفق مجموعة متكاملة من المعايير، نذكرها فيما يلي:
-
تشجيع الطفل على تلقي التعليم
التشجيع والترهيب أمران يتطلبان فهمًا عميقًا للأمور. هناك اختراق يفصل بين استخدام كل منهما، إلا أن النتائج الناتجة عن كل منهما تختلف كليا وجزئيا. هناك فرق بين إغراء الطفل بالتعليم وبين ما ينتج عنه من رغبة في المعرفة، وشغف لا محدود، ورغبة في التعلم أكثر، بلهفة، وبحب شديد،
إن الاعتماد على أساليب خاطئة يخيف الطفل، ويعوق مسيرة حياته، ويجعله غير قادر على تحمل العلم أو الدراسة بقية حياته.
والحقيقة أن الكثير من الآباء لا يدركون، وهم يرهبون أطفالهم، أنهم يفعلون ذلك. بل يظنون أن هذه هي الطريقة الصحيحة لتربية الطفل، ويخافون من تدليل أبنائهم، ثم يخافون من التمرد والفشل الدراسي.
قد يعجبك:
-
الاستفادة من وقت الفراغ بشكل جيد
إن الاستغلال الأمثل لوقت فراغ الطفل يساهم بشكل فعال في بناء شخصية الطفل وتعليمه بطريقة مثمرة وغير مباشرة. وما دام الأطفال بطبيعتهم يميلون إلى اللعب والمرح، فلماذا لا نمنحهم الفرصة كما اعتادوا؟
ولكن بتوجيه غير مباشر! ويأتي ذلك من خلال اختيار الألعاب التعليمية الممتعة، سواء كانت ألعابًا تصدر أصواتًا تعليمية، أو كتيبات ممتعة تحتوي على رسومات وبعض الحروف ونحو ذلك. كما لا نغفل دور السبورة المميزة للأطفال والتي تحفزهم على الكتابة مما يجعلهم يطلبون تعلم أشياء جديدة، حتى أنهم يستطيعون تطبيقها عمليا على السبورة، وكذلك الصلصال الذي يتكون بكل سهولة ومتعة ، بالإضافة إلى المكعبات، وغيرها من ألعاب الذكاء، والألعاب التعليمية السهلة والممتعة.
كل ذلك من شأنه أن يعزز قدرات الطفل العقلية، ويحفز عقله على التفكير في الأمور بشكل أعمق، ويعوده على التفاعل البناء مع المجتمع.
والمهم في هذه المرحلة هو مشاركة الأسرة مع الطفل وإرشاده، دون فرض أي شيء عليه. دع طفلك يستكشف كل ما هو جديد، وامنحه الفرصة لطرح الأسئلة، والإجابة عليها بشغف وحب. ومن هنا سيكتسب الطفل، ولو قليلاً، معلومات من شأنها أن تحفزه نحو التعلم بشكل لا مثيل له. مباشر، وتريد منه أن يفعل ذلك.
إذن هذه الفترة هي مجرد فترة توجيه ومشاركة واستكشاف، وهي مناسبة من سن الثالثة تقريبًا.
قد يعجبك:
-
تعويد الطفل على تلقي المعلومات
هذه المرحلة أعمق من سابقتها، إذ لا تقتصر على مجرد توجيه الطفل بشكل غير مباشر، أو تركه يكتشف الأمور بشكل اعتباطي. والحقيقة أن هذه المرحلة تتطلب من الأسرة التركيز على شيء واحد محدد، ومن ثم محاولة تقديمه للطفل بجدية، وتعويده على تذكره. كتابتها، وهذا لا يعني أن تكون صارماً للغاية، أسهل بكثير من ذلك، فهي لا تتطلب سوى التوجيه المباشر لتعلم شيء جديد، ولكن أيضاً بطريقة ممتعة، مع تشجيع الطفل على ما يتعلمه.
وهذا كتعليم الحروف والأرقام مثلاً لفظياً وكتابياً. والحقيقة أن هذه الفترة تتطلب التركيز على شيء واحد محدد، وعدم تفويته إلى أي شيء آخر، إلا بالتأكد تمامًا من تعلمه بشكل صحيح، مهما استغرق ذلك من وقت. والمهم أن يكتسب الطفل المعلومة بطريقة صحيحة ومألوفة ومحبوبة لديه، مما يحفزه على السعي لمعرفة المزيد.
يمكن في هذه المرحلة اللجوء إلى الرسومات والمكعبات المرقمة وكذلك الطين والألوان، لكن هذه المرة لن يسير الأمر حسب هوى الطفل فحسب، بل سيعود الطفل على تخمين ما تعلمه فيه. الرسومات والمكعبات من حوله، ومحاولة كتابتها على الورق، أو تصميمها. استخدام الطين مما يجعل التعلم ممتعاً ومسلياً لدى الطفل، فينمو حبه للعلم والمعرفة، ويتسع وعيه، وينمو ذكاءه بالضرورة.
-
الانخراط في الدورات التعليمية
تعتبر هذه المرحلة هي المرحلة الحتمية، التي يمر بها جميع الأطفال حتماً، والتي غالباً ما يتبعها الأهل، دون التقدم في المراحل المذكورة آنفاً، مما يعيق قدرات الطفل العقلية، ويجعل الأمر مملاً للغاية بالنسبة له. وفي هذه المرحلة يتم توجيه دورات ثابتة للطفل. ويجب اجتيازه بشكل صحيح لضمان التقدم إلى المراحل التعليمية المختلفة.
والحقيقة أن السير وفق استراتيجية منظمة في المرحلتين الأوليين يساهم بشكل فعال في اجتياز هذه المرحلة دون أي عوائق، ويجعل الطفل أكثر تماسكاً وتقبلاً للأمر من غيره. ولا بد من تربية الأبناء تدريجيا تربية صحيحة، حتى تؤتي ثمار هذه التربية ثمارها. تمام.
شاهد أيضاً..